الاحتلال يلاحق صحافيي غزة في المستشفيات لقتلهم

05 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 20:51 (توقيت القدس)
من تشييع الصحافي الشهيد سليمان حجاج، 5 يونيو 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استهداف الصحافيين في مستشفيات غزة: الجيش الإسرائيلي استهدف المستشفيات والمرافق الطبية في غزة، مما جعل الصحافيين أهدافاً مباشرة، حيث استشهد العديد منهم مثل إسماعيل بدح وسليمان حجاج وسمير الرفاعي، وبلغ عدد الشهداء الصحافيين 225 منذ أكتوبر 2023.

- تفاصيل الهجوم الأخير: طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت طاقم صحافيين في ساحة المستشفى المعمداني، مما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد منهم، بينهم مراسل التلفزيون العربي إسلام بدر الذي نجا بأعجوبة.

- تاريخ استهداف الصحافيين: شهدت الأشهر السابقة استهدافات متكررة للصحافيين في غزة، مثل اغتيال حسن اصليح واستشهاد أحمد منصور وحلمي الفقعاوي، مما يعكس نمطاً مستمراً من الاستهداف.

بات من غير الممكن إحصاء عدد المرات التي استهدف فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي الصحافيين وهم موجودون داخل مستشفيات في غزة. منذ بدء حرب الإبادة في القطاع، تعمّد الجيش الإسرائيلي تحويل المستشفيات وباقي المرافق الطبية إلى أهداف "مشروعة" وسط صمت دولي، من مجزرة المستشفى المعمداني إلى مجزرة مستشفى الشفاء، وفي كل مرة كانت للصحافيين حصتهم من الدماء ومن الشهداء.

آخر هذه الاستهدافات حصلت قبل ظهر يوم أمس الخميس، بعدما قصفت طائرة مسيّرة إسرائيلية طاقم صحافيين بشكل مباشر أثناء وجودهم في ساحة المستشفى المعمداني في مدينة غزة، حيث كانوا يعملون على تغطية الأحداث الجارية في المدينة المحاصرة. استشهد نتيجة هذا القصف المصورَان الصحافيَّان إسماعيل بدح وسليمان حجاج، اللذان يعملان لصالح قناة فلسطين اليوم الفضائية، بعدما أصيبا بشكل مباشر في الغارة التي نُفّذت بواسطة طائرة مسيّرة إسرائيلية، كما قتلت الغارة المحرر في وكالة شمس نيوز الإخبارية سمير الرفاعي، ليرتفع عدد الصحافيين الشهداء إلى 225 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما أُصيب مراسل قناة فلسطين اليوم عماد دلول بجراح وصفت بالخطيرة. وفي الغارة نفسها، أُصيب مراسل التلفزيون العربي في غزة إسلام بدر بجروح طفيفة، فيما نُقل المصوّر الصحافي أحمد قلجة الذي يعمل متعاوناً مع التلفزيون العربي، إلى المستشفى بحالة حرجة بعد إصابته في الرأس. 

إسلام بدر: هكذا استهدفنا الاحتلال

في روايته للاستهداف، قال مراسل التلفزيون العربي إسلام بدر في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الصحافيين كانوا موجودين في المستشفى المعمداني، "وهو المستشفى المركزي في مدينة غزة، نؤدي دورنا الصحافي كما في بقية الأيام. منذ أشهر طويلة نعتمد على المستشفى مركزاً إعلامياً، حيث أغطي وزملائي الأحداث منه، إلى جانب زملاء آخرين في مستشفيات مختلفة، مثل الشفاء، شهداء الأقصى، وناصر. في لحظة القصف، كنا نحو خمسين صحافياً من مختلف المؤسسات الصحافية المحلية والعربية، ومن وكالات دولية كالأناضول، ورويترز، وفرانس برس، موجودين في الساحة العامة، كلٌّ منا منشغل بمهامه. كنت قد أنهيت لتوي بثاً مباشراً عند الساعة العاشرة، وفجأة وقع الانفجار، وكأن القيامة قد قامت".

يكمل بدر وصف تلك اللحظات: "في البداية، لم أدرِ ما يحدث، تصرفت غريزياً وركضت، كما يقولون هرباً بروحي. تحركنا في كل الاتجاهات، ثم بدأنا نستوعب أين كان موقع الانفجار، فوجدنا زميلاتنا وزملاءنا الصحافيين قد استُهدفوا مباشرة، وكانوا ملقيين على الأرض. كنت على بُعد حوالي خمسة عشر مترا فقط من موقع الانفجار، وبفضل الله وحده لم أُصب بشظايا، سوى بعض الرضوض الخفيفة. ركضت فوراً باتجاه الفريق الذي كان معي، المصور أحمد قلجة والمصور إمام بدر، ووجدتهما مغطّيين بالدماء، وكانت حالتهما صعبة. كان إمام يتحدث، لكن أحمد لم يكن يرد".

يتابع بدر: "كانا على منطقة مرتفعة، واضطررت إلى الالتفاف حول أحد المباني والصعود إلى حيث كانا. وصلت إلى إمام أولاً، وتبين أن إصابته في قدمه، وكان أحمد بجانبه، ولم أكن قد رأيته بعد بوضوح. حين سألت إمام عن حاله، قال لي: (انظر إلى قلجة). وعندما انتبهت إلى أحمد، رأيت أن إصابته كانت في رأسه، لم يكن يستطيع الحديث، وكان من الواضح أنه لا يسمع. كان يعاني من ضيق في التنفس، لكنه رغم ذلك تمكن من الوقوف على قدميه، فأجلسته على كرسي، وبدأت أطمئنه قائلاً: (إصابتك بسيطة يا أحمد)، رغم أني كنت أرى الدم ينزف من رأسه، وكان من الواضح أن إصابته خطيرة، لكنني حاولت التخفيف عنه إن كان يسمعني. ثم عدت إلى إمام، ولاحظنا أن الإصابات تتركّز في رجله، فقمنا بنقلهما إلى قسم الاستقبال. وبعد إجراء الفحوصات والصور الشعاعية، تبيّن أن أحمد يعاني من ضرر وتهتك كبير في الدماغ، وأُدخل إلى العناية المركزة، لكن الأطباء كانوا متشائمين بشأن حالته. أما إمام، فتبيّن أن هناك شظايا في كلتا قدميه".

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيا إسلام بدر للاستهداف، فقد أصيب بشظايا في الكتف والرقبة والحوض سابقاً في 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، إثر قصف بصاروخ من طائرة إف-16".

استهداف الصحافيين في المستشفيات

استهداف الصحافيين داخل مستشفيات غزة ليس مفاجئاً. ففي 13 مايو/أيار الماضي اغتال جيش الاحتلال الصحافي حسن اصليح بقصفٍ استهدفه أثناء تلقيه العلاج داخل مجمع ناصر الطبي، جنوبي القطاع، وذلك بعد أن كان قد أُصيب في محاولة اغتيال سابقة وما زال في مرحلة العلاج. وقبلها بشهر واحد، في إبريل/نيسان الماضي، استشهد الصحافي أحمد منصور متأثراً بإصابته جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي خيمة للصحافيين قرب مستشفى ناصر في خانيونس، واستشهد في القصف نفسه الصحافي حلمي الفقعاوي. وفي شهر ديسمبر/كانون الاول الماضي، استشهد خمسة صحافيين فلسطينيين هم: فيصل أبو القمصان، وأيمن الجدي، وفادي حسونة، ومحمد اللذعة وإبراهيم الشيخ علي، جراء استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية سيارة البث التابعة لقناة القدس اليوم أمام مستشفى العودة في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة. كذلك في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد أسابيع قليلة من بدء حرب الإبادة، استشهد الصحافي هيثم حرارة في قصف إسرائيلي استهدف مدخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.

المساهمون