الإنترنت يمنح فرقة هيب هوب كوبية شهرة عالمية

الإنترنت يمنح فرقة هيب هوب كوبية شهرة عالمية

07 يونيو 2021
تمزج الفرقة الهيب هوب بالموسيقى الكوبية التقليدية (فرانس برس)
+ الخط -

في بلاد السالسا والرومبا، انطلقت فرقة من الشباب الكوبيين الذين ينتعلون أحذية رياضية إلى ساحة الرقص، بأسلوب لم يسمع به أحد حتى وقت قريب في هذه الجزيرة... الهيب هوب.

وفي ظل العقوبات الأميركية وسيطرة الحزب الشيوعي على كل جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك ما يشاهده المواطنون على القنوات التلفزيونية العامة، لم يتأثر الكوبيون إلا قليلاً بهذه الموسيقى الأميركية التي انتشرت في سائر أنحاء العالم.

لكن الوضع تبدّل فجأة مع وصول الإنترنت إلى البلاد في العام 2015، وخدمة الجيل الثالث (3 جي) إلى الهواتف الذكية منذ العام 2018، ليصبح حوالى 4,2 ملايين من سكان كوبا البالغ عددهم 11,2 مليون نسمة، موصولين بالإنترنت.

ومع عدم وجود منصة أخرى لتقديم عروضها، لجأت فرقة الرقص الكوبية "داتواي" المكونة من 16 عضواً إلى فيسبوك وإنستغرام لاستعراض رقصها الفريد من حركات هيب هوب ممزوجة بالأنماط التقليدية المحلية.

وساهم ذلك في اكتساب الفرقة شهرة على الصعيد العالمي حتى أنها لفتت انتباه دادي يانكي، الملقب بملك الريغيتون، وهو أسلوب موسيقي من أميركا اللاتينية قريب جداً من موسيقى الهيب هوب والراب.

وفي فيديو حديث نشرته الفرقة على إنستغرام لمقطعها الموسيقي الأخير بعنوان "إل بوني"، تقفز الفرقة على إيقاع الريغيتون بملابس وأحذية رياضية فيما تشاهدها مجموعة من أطفال أحد الأحياء الفقيرة في وسط هافانا. وحصد الفيديو 2,2 مليون مشاهدة.

وقال مؤسس الفرقة دارييل لوبيز المعروف أيضاً باسم تشايكي داري لوكالة فرانس برس إن "فيديوهات الهيب هوب من دول أخرى تصوّر دائماً في أماكن جميلة جدا".

موهبة كبيرة

وأضاف الشاب البالغ من العمر 23 عاماً "نحن نبحث دائماً عن أماكن ... حسنا غير قبيحة، لأنها بالنسبة إلينا ليست قبيحة، بل حقيقية. تلك الشرفات في حاجة إلى لمسة من الطلاء، وشباب وأطفال لا يرتدون ملابس جيدة".

يفتخر تشايكي داري باشتراك 33700 معجب بصفحة الفرقة في إنستغرام، وهو رقم مرتفع بالنسبة إلى بلد لديه ثالث أدنى سرعة نطاق تردد عريض ثابت وفقاً لموقع "سبيدتيست" رغم أنه يحتل المرتبة 88 من أصل 134 لسرعة إنترنت الهاتف المحمول.

تحت سقف من الصفيح مثبت على جدران مغطاة بالغرافيتي، يتدرّب أعضاء فرقة "داتواي" من الاثنين إلى الجمعة ليصوّروا مقاطع الفيديو في عطلات نهاية الأسبوع. وهذه الفرقة التي تتراوح أعمار أعضائها بين 18 و32 عاماً، لديها خلفيات في الرقص المعاصر والشعبي كما أن بعضهم عمل في سيرك.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by los datway (@chaikydari)

وقال ليوفين دوبيكو (28 عاماً) الذي تعلم الرقص "في الشارع" و"من خلال مشاهدة الكثير من الفيديوهات"، "في الخارج، ما زال ينظر إلى كوبا على أنها بلد السالسا" لكن "هناك أيضاً الكثير من المواهب في موسيقى الهيب هوب".

ومع ذلك، فإن فكرة "داتواي" ليست التخلي عن جذور الرقص الكوبي. وأوضح دوبيكو "غالباً ما نمزج الهيب هوب بالموسيقى الكوبية التقليدية، نمزجها ونبتكر شيئاً جميلاً".

وأضاف داري "إذا كانت سالسا نمزجها مع رقصة حضرية، وإذا كانت ريغيتون، فنضيف خطوات السالسا إليها".

"الأفضل!"

بدأت زميلته بالوما دوارتي (23 عاماً) راقصة باليه كلاسيكية ثم عملت في مجموعة للرقص الشعبي. وقالت دوارتي لوكالة فرانس برس "أشعر الآن أنني مكتملة كراقصة، أعرف تأدية كل الأنماط!".

وتابعت أن المجموعة تتلقى على الدوام رسائل من راقصين هواة، كثر منهم يبعثون لها مقاطع فيديو مع انتشار ظاهرة الهيب هوب.

وأضافت أنه بهدف تشجيع المزيد من الشباب، "سيكون من الجيد أن تروّج القنوات التلفزيونية الوطنية لبعض الرقص الحضري على مستوى البلاد، وليس فقط السالسا والرومبا".

خلال الأسابيع الأخيرة، دفعت تعليقات نجوم لاتينيين مثل دادي يانكي وريكي مارتن الذي كتب عن الفرقة على إنستغرام "ذي بيست!" (الأفضل) "داتواي" إلى آفاق جديدة، حتى أنها وقعت عقداً مع شركة تسجيل في فلوريدا للظهور في فيديوهات رقص.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by los datway (@chaikydari)

وفازت الفرقة بالتحدي الذي أطلقه الثنائي البورتوريكي-الكوبي أوزونا وأوفي عبر الإنترنت داعياً فيه الراقصين لتصميم رقص لأغنيتهما الجديدة "إنفيديوسو".

وتلقت المجموعة جائزة مقدارها 10 آلاف دولار، وهي ثروة في بلد يبلغ الحد الأدنى للراتب الشهري فيه 87 دولاراً. وقال إرنستو رودريغيز (32 عاماً) المدير الفني للمجموعة، إن نصف الأموال ستُستخدم في "التكنولوجيا" لتأمين اتصال أفضل بالإنترنت ومعدات تصوير، مضيفاً "بقية المبلغ قسّم على الأعضاء، كما أنني قدمت أموالاً لأولاد" من الحي ظهروا في فيديوهات "داتواي".

(فرانس برس)

المساهمون