الإعلام العالمي منحازاً ضد فلسطين

الإعلام العالمي منحازاً ضد فلسطين

22 مايو 2021
إن تم التشكيك في الأرقام، فماذا عن الصور، وكلّ آلام الأحباء؟ (مؤمن فايز/Getty)
+ الخط -

تكشف مذكرات داخلية في وسائل إعلام عالمية تحيّزها ضد الفلسطينيين في خطها التحريري، خصوصاً في الهبّة الفلسطينية الحالية والعدوان الإسرائيلي على غزة والتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية. وتلقي هذه المذكرات التي نشرها صحافيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي كيف يتم تحوير الحقيقة وتزييف ما يحصل في فلسطين، تبنياً لرواية الاحتلال وتضييقاً على الرواية الفلسطينية، وكيف يساهم ذلك في استمرار النكبات التي تلاحق الفلسطينيين.
وتوضح مذكّرة داخلية وُجّهت لطاقم "سي أن أن" مطالبة الإعلاميين في المؤسسة بالقول "وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس"، عند الإشارة إلى عدد الفلسطينيين الذين تقتلهم قوات الاحتلال الإسرائيلي أو تصيبهم خلال عدوانها على غزة.
المذكرة بالبريد الإلكتروني التي أرسلت من بريد رئيس مكتب القدس في "سي أن أن" أندرو كاري، والموقّعة من قبله ومن نائب الرئيس التنفيذي للقناة لشؤون المعايير والممارسات، كالفن سيمز، يعود تاريخها إلى 17 مايو/أيار الحالي، تدعو بوضوح إلى ربط الإعلان عن أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة بحركة حماس التي يحاول الاحتلال تصويرها كالطرف المعتدي في التصعيد العسكري، وهو ما يؤدي تالياً إلى التشكيك في عدد الإصابات، والتقليل من أهمية الخسائر والأرواح البشرية التي أزهقت بعدوان الاحتلال ووحشيته. كما يؤدي إلى تبرير قصف المرافق الطبية في غزة، ومنازل المدنيين، باعتبارها مسيطرا عليها من حركة حماس، وهو فعلياً ما يقوله الاحتلال الإسرائيلي في دعايته وبياناته التبريرية لعدوانه.

انتشرت المذكرة عبر مواقع التواصل، وأحدثت غضباً واسعاً. وكتبت الصحافية دينا تاكوري عبر "تويتر": "هذه صفحة من كتاب قواعد اللعبة في إسرائيل. إنه يعمل على تبرير الهجوم على المدنيين والمرافق الطبية". من جانبها، أضافت الإعلامية أوكتافيا نصر "كما أنه يفيد في التشكيك في صحة الأرقام". وهلّل صحافيون إسرائيليون للمذكرة معتبرين أنّ "على المشاهدين أن يعرفوا أنّ وزارة الصحة في غزة تحت منظمة إرهابية وهي ليست جهة موضوعية". وأتى ذلك ضمن سياق حملة صهيونية على مواقع التواصل، تدعو، باللغة الإنكليزية، وسائل الإعلام الأميركية، إلى "الإشارة إلى أنّ إسرائيل تقاتل حماس ولا تعتدي على غزة" في تغطيتهم.
وكانت مذكرة داخلية لقناة "دويتشه فيلله" الحكومية الألمانية قد انتشرت عبر "تويتر"، ويظهر فيها المنع التام لانتقاد الاحتلال الإسرائيلي، واعتبار ذلك معاداةً للسامية في الخط التحريري للقناة، في تغطية فلسطين وأخبارها.

وتتضمن الإرشادات التي نشرت في 16 مايو/أيار، طلب إيقاف وإلغاء أي مقابلة مع أشخاص قد ينكرون المحرقة اليهودية أو يستخدمون إشارات نازية أو ينشرون آراء عنصرية أو معادية للسامية أو إسلاموفوبوية، في المقابلة أو عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم أن يقوم المذيعون بإيضاح وجهة النظر ونفي كلامهم بعدها، وذلك بما يتلاءم أيضاً مع القوانين الألمانية، حسبما توضح المذكرة في أكثر من مكان. وتعتبر المؤسسة في تعريفها لمعاداة السامية "كل محاولات تشويه سمعة دولة إسرائيل والتقليل من مصداقيتها ونزع الشرعية عنها"، بحسب الدليل نفسه، ما يعني أنّ كل الآراء الفلسطينية أو الداعمة للقضية الفلسطينية قد تعتبر "معاديةً للسامية"، في حين أنّ "معاداة السامية" هي التحريض على اليهود وليس على دولة الاحتلال، التي تحاول وتعزز التهمة في حال انتقادها، كي تصوّر إظهار الحقيقة وكأنها كراهية مبنية على أساس ديني.

وتمنع الوثيقة الإشارة إلى فلسطين باستخدام هذا التعبير، بل استخدام "الضفة الغربية" أو "غزة" أو "الأراضي الفلسطينية" في حالة الإشارة إلى الاثنين معاً. كما تمنع الوثيقة الإشارة إلى أعضاء حركة حماس كناشطين، معتبرةً أنها منظمة إرهابية بحسب القوانين الأوروبية.

المساهمون