الإعلام الأميركي اليميني يحارب بالوكالة عن إسرائيل

14 يونيو 2025
مذيع "فوكس نيوز" شون هانيتي، 5 ديسمبر 2024 (مايكل إم. سانتياغو/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تباينت التغطية الإعلامية الأميركية حول التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، حيث دعمت وسائل إعلام يمينية مثل "فوكس نيوز" حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما حذرت أخرى من تداعيات سلبية على الجهود الدبلوماسية.
- أظهرت استطلاعات رأي تأييداً كبيراً بين الأميركيين للضربات الإسرائيلية، مما يعكس تأثير التغطية الإعلامية في تشكيل الرأي العام.
- في مقالات الرأي، أكد مايك بومبيو على ضرورة الضربات الإسرائيلية لأمن الولايات المتحدة والعالم، داعياً لتوحيد الجهود الدولية ضد إيران ودعم إسرائيل.

وسط التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، برز توجه في التغطية الإعلامية الأميركية نحو تبرير عدوان دولة الاحتلال وتبريره، على اعتبار أنه "خطوة استراتيجية مشروعة" و"ضرورية للحفاظ على الوجود".

صحيح أن مؤسّسات إعلامية أميركية عريقة تبنّت لغة إعلامية تحليلية واحترازية، كـ"واشنطن بوست" التي ركزت على نجاح الضربة الإسرائيلية من دون تجاهل التهديد الذي تمثله لـ"الجهود الدبلوماسية"، ومع تشديد السؤال عن "نهاية" ما يجري، و"نيو يوركر" التي وصفت الضربة الإسرائيلية بأنها "غير ضرورية" و"خطوة انتخابية/سياسية" من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وحذرت من أن "أياماً أكثر سواداً في انتظار المنطقة". واتفقت معظمها تقريباً على التناقضات في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأثارت أسئلة حول دور واشنطن، لكن الإعلام الأميركي اليميني، وعلى رأسه "فوكس نيوز"، بدا أكثر تلهفاً وحماسة للحرب، فاستخدم لغة محرضة، وشدّد على "حقّ إسرائيل في الدفاع عن وجودها"، واعتبر الضربات الإسرائيلية "رادعة" و"واجباً استراتيجياً".

ولم تخلُ هذه التغطية من الاستعراض، فبرز مثلاً مراسل "فوكس نيوز" في تل أبيب، تري ينغست، وهو يركض أثناء تغطيته المباشرة لقصف الصواريخ الإيرانية الجمعة صارخاً بفريقه للاحتماء، وظهر لاحقاً على شاشة القناة نفسها للتحدث عن اللقطة الدرامية، وتداولتها مواقع يمينية مثل "ذا صن" الأميركي و"نيويورك بوست" وغيرهما، كما نشرت استطلاعاً "حصرياً" قالت فيه إنّ "نحو نصف الأميركيين يؤيدون الضربات الإسرائيلية على إيران" منقولة عن مؤسّسة رونالد ريغان، الرئيس الأميركي الراحل المعروف بتأييده لدولة الاحتلال.

وعلى صفحتها الأولى، اليوم السبت، نشرت مقال رأي لوزير الخارجية الأميركي السابق تحت إدارة دونالد ترامب، مايك بومبيو، عنوانه "الضربات الإسرائيلية على إيران محقة، والعالم كلّه يستفيد منها". وصف بومبيو في مقاله هذه الضربات الإسرائيلية بـ"الجريئة" وبأنها تصبّ في صالح الولايات المتحدة "ضدّ نظام قتل مئات الأميركيين من خلال الإرهاب"، وشدد على أن الضربات الإسرائيلية "ليست مبرّرة فحسب، بل ضرورية"، فـ"إسرائيل تدرك أن وجودها على المحك، وتتصرف بناء على ذلك". ووصف العدوان الإسرائيلي على إيران بأنه "معركة أميركا والعالم الحر. والرئيس دونالد ترامب مُحق تماماً في توضيحه للإيرانيين أن أميركا لم تعد تلعب لعبتهم. على الولايات المتحدة وحلفائنا في الخليج، وجميع الدول التي تسعى إلى مستقبل حرّ وسلميّ ومزدهر، الاتحاد في معارضة النظام الإيراني ودعم أهداف إسرائيل". وعلى هذه الشاكلة، يختم مقاله بالقول إنّ "العالم اليوم أكثر أماناً بفضل إسرائيل. إذا نجحت في مهمتها، فستكون الأجيال القادمة مدينة لها بدين عظيم. خيار أمريكا بسيط: إما أن نقف إلى جانب حليفنا الديمقراطي في دفاعه عن نفسه وتعزيز مصالحنا المشتركة، أو نشاهد إيران تزداد قوة وخطورة. أعرف إلى أي جانب أقف".

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وعلى شاشتها، استضافت مثلاً عضو الكونغرس كوري ميلز الذي أدان الرد الإيراني على إسرائيل، ووصفه بـ"الغبي"، وشدّد على الدعم الأميركي لتل أبيب. وخرج مذيعها شون هانيتي مخاطباً الأميركيين ومستثيراً مشاعرهم بتصويرهم كأنهم مستهدفون: "تريثوا، وأسألوا أنفسكم سؤالاً ملحاً: في العقد الأخير، استهدفت إسرائيل، هذه الدولة الصغيرة التي تعادل مساحتها مساحة ولاية نيوجيرسي، بعشرات الآلاف من الصواريخ والمُسيّرات والمتفجرات من وكلاء إيران. إيران تزودهم بالأسلحة، تساعد حماس وحزب الله والحوثيين... اسألوا أنفسكم: كم صاروخاً ستحتاج دولة أجنبية ووكلاؤها لإطلاقها على الولايات المتحدة، بلادنا، لقتل المواطنين الأميركيين وترهيبهم قبل أن تريدوا أنتم إيقاف هذه الدولة؟".

المساهمون