الأمم المتحدة تحارب التضليل حول كوفيد-19: #أتعهد_بالتأني

الأمم المتحدة تحارب التضليل حول كوفيد-19: #أتعهد_بالتأني

25 أكتوبر 2020
تركيز على الأخبار المتداولة بشأن جائحة "كوفيد-19" (جاستن باجيت/Getty)
+ الخط -

تحوّل التعامل مع وباء فيروس كورونا إلى قضية سياسية، وسط استغلاله في الأخذ والرد بين الأفراد والدول، ما فتح الباب أمام تشكيك الأشخاص في المعلومات الطبية والوقائع، وأدّى إلى انتشار نظريات المؤامرة والخرافات.

الكمّ الهائل من الحكايات والأخبار الخاطئة دفعت الأمم المتحدة إلى إطلاق حملة لـ"التصدي للمعلومات الخاطئة عبر الإنترنت في مواجهة جائحة (كوفيد-19)"، وخصصت لها وسم "#أتعهد_ بالتأني" و#PledgetoPause بالإنكليزية.

ودعت الأمم المتحدة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى "التوقف لبرهة والتفكير قبل مشاركة المعلومات"، لأن ذلك "يمكن أن يقلّل كثيراً من الرغبة في مشاركة المواد الصادمة أو الانفعالية، ويُبطئ انتشار المعلومات المضللة".

الحملة الجديدة جزء من حملة Verified، وهي مبادرة للأمم المتحدة أطلِقت في مايو/ أيار الماضي، وتهدف إلى تبادل المعلومات الصحية المدعومة علمياً وقصص التضامن العالمي حول "كوفيد-19". وتصفها الأمم المتحدة بأنها أول حملة عالمية لتغيير السلوك بشأن المعلومات المضللة، لحشد الخبراء والباحثين والحكومات وأصحاب النفوذ والمجتمع المدني والشركات والمنظمين ووسائل الإعلام.

وقد يبدو للوهلة الأولى هدف "تغيير السلوك" صعب المنال، خصوصاً أنه يرتبط بإيمان الفرد وقيمه وكيفية فهمه للعالم، لكن النظر إلى شروط العصر الحالية وأسلوب انتشار الأخبار يجعل الحملة أشبه بتنبيه وإنذار عالمي بأن الأمر لم يعد مزاحاً، ولا بد أن يتحمل كل فرد المسؤوليّة الأخلاقية على الأقل.

هذه الدعوة للتفكر والمقارنة أثرها الطبي أعمق من الثقافي، خصوصاً أن وسائل التواصل الاجتماعي روّجت لممارسات شديدة الضرر على المرضى وأخرى تهدد الأصحاء، كالدعوات إلى التظاهر والتجمع وإقامة الحفلات لاختبار "حقيقة الفيروس".

تركز الحملة على الفرد وسلوكيات الاتصال، أي أسلوب تلقي المعلومات. وتستهدف بدقة عملية المشاركة العلنيّة، أي تلك اللحظات التي نقرر فيها أن ما قرأناه "مثير للاهتمام"، ولا بد للآخرين من الاطلاع عليه. القرار هذا تسعى الحملة إلى تحريره من الآلية واستبدال الاندفاع العاطفي بالعقلانية والتفكير في المحتوى ومدى جديّته، والأهم الأثر الذي يمكن أن تتركه المشاركة على الآخرين.

وتدعو الحملة إلى الحوار عبر التأسيس لقيم موحّدة يمكن المؤثرين والأفراد المساهمة في تطبيقها، وتلخصها في النصوص التي نشرت والفيديوهات التي أنتجها المشاركون في الحملة، كأن نقرأ "أتعهد بالتأني قبل مشاركة المعلومات عبر الإنترنت، لأن المعلومات الخاطئة يمكن أن تكون مميتة خلال جائحة (كوفيد-19)، لذا يرجى الانضمام إليّ ووقف نشر المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت".

الصيغة الجدية التي تحملها الرسالة، وخصوصاً في فعل "أتعهد"، تترك الفرد أمام مسؤولية علنية أمام نفسه وأمام الآخرين، عبر الرهان على المشاركة الفرديّة وتفعيل الصوت الفردي القادر على إنتاج سرديات "صحيحة"، أو على الأقل الوقوف بوجه ما هو كاذب ومغلوط ومن الممكن أن يُهدد حياة العشرات.

في حديث لـ"العربي الجديد"، قال مدير شعبة التوعية في إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي، ماهر ناصر، إن "الفعل الفردي لا يكفي وحده، فكما نحتاج لمكافحة الوباء إلى مجموعة من المعايير الوقائية لاحتواء الفيروس كغسل اليدين وارتداء الأقنعة... علينا أن نواجه مشكلة تدفق المعلومات المغلوطة بطرق عدة، من ضمنها التعاون مع المنصات الرقمية والمؤسسات الإعلامية والأفراد".

وحول العوامل السياسية التي تتحكم بالمعلومات المغلوطة والأخبار الزائفة وأثر الاتجاه السياسي للفرد على ما ينشره، أجاب ناصر بأنه "مهما كان مصدر المعلومات الزائفة، فهدفها خلق رد فعل عاطفي وخداعنا لنضغط على زر (مشاركة) من دون تفكير".

واستطرد قائلاً: "الأبحاث أظهرت لنا أن التدخل في هذه اللحظة التي تفصل رد الفعل العاطفي عن ضغط مشارك سيمكننا من كشف القناع عن خطأ المعلومات التي تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن نظريات المؤامرة والأخبار الزائفة تراهن على رغبتنا في مشاركة الآخرين، وخصوصاً حين لا نمتلك المعلومات والتفاصيل الكافية لملء فجوة المعلومات، تلك التي تسعى الحملة إلى ملئها بالعلم والمعلومات التي تستند إلى الحقائق".

ولفت ناصر إلى أن "ما يثير القلق حالياً، ازدياد شدة الخطاب المعادي للقاحات أو التردد في الحصول عليها، ما يهدد القدرة على احتواء هذه الأزمة، لذا حين توافر لقاح آمن وفعال يجب ضمان وصوله إلى الجميع من دون استثناء".

المساهمون