الأداء التمثيلي... نجوم يراوحون مكانهم

الأداء التمثيلي... نجوم يراوحون مكانهم

23 مارس 2021
لم يخرج أحمد فهمي من عباءة الأداء الواحد في ثلاثة مسلسلات مُشتركة (MBC)
+ الخط -

يبدو أنّ عجلة الإنتاج الدرامي العربي تستعيد نشاطها من جديد. لكنّ المسألة، لا تقف عند الإنتاج، كميزانية أو استثمار تجاري، بل تتعدى الإطار التسويقي، لتبحث في مفاهيم المحتوى والأداء، والنجاح كذلك.
في السنوات الأخيرة، غلبت مشاركة مجموعة من الممثلين يحملون جنسيات مختلفة في مسلسل واحد. ماذا عن أداء بعض هؤلاء؟ وهل تقدموا؟ أم بقوا أسرى نمطية الصورة والشكل؟

أحمد فهمي
لا يختلف أداء الممثل المصري أحمد فهمي في ثلاثة مسلسلات عربية مشتركة، بل يتحول إلى "منفذ" كأنّه يُسمّع الدرس، من دون تعابير ولا جهد انفعالي له أن يساهم في إقناع المتابعين.
في مسلسل "سمرا" (إخراج رشا شربتجي، 2016) من إنتاج "الصبّاح"، يلعب فهمي دور الطبيب، الذي يتحول إلى عاشق من "الرُحّل" الذين لا يحملون جنسية، رغم أنّه متزوج وأب، تماماً كما هي حاله في مسلسل "أسود فاتح" (إخراج كريم العدل، 2020) من إنتاج "الصبّاح" أيضاً. الحركات نفسها لرجل أعمال متزوج وأب مغرم بسيدة أعمال، ويواجه زوجته وأمه للحفاظ على حياته الزوجية. ولا يبتعد دور فهمي في مسلسل "قارئة الفنجان" (إخراج محمد جُمعة، 2021)، الذي يعرض حالياً على منصة "شاهد"، عن أدائه في المسلسلين السابقين: مهندس كومبيوتر يقع ضحية فتاة خانها حبيبها وتركته، ولم تجد أمامها سوى المهندس المُخلص اعتماداً على الصدفة.

ورد الخال
لسنوات سابقة، استطاعت الممثلة اللبنانية ورد الخال، أن تتقدم بخطى ثابتة في عالم الدراما المحلية اللبنانية، لكنّها تقع اليوم في فخ سوء الأداء، خصوصاً في بعض المسلسلات التي تلعب بطولتها. أعمال ضعيفة جداً، تفتقد للبديهيات في شروط الإنتاج الدرامي. في "هند خانم" (إخراج كنان إسكندراني، 2020) تقضي ورد الخال 60 حلقة تدور فيها حول نفسها. سيدة  تُدعى هند، تفقد زوجها المعنف فجأة، وتحاول إقامة علاقة مع رجل آخر جاء يقدم واجب العزاء لها. حبكة فاشلة جداً، ولا تمتّ بصلة لتقنين وتقويم الأداء.

تستعيد ورد الخال ضعفها، خلال أقل من عام، بمشاركتها زميلها أحمد فهمي في مسلسل "قارئة الفنجان". تعابير باردة لزوجة تاجر مخدرات عاقر، تعيش صراعاً بين صفقة زوجها، وخيانتها له بطريقة مُنفرة جداً، لا مجال فيها لإقناع المشاهد بأنّ هذا ممكن أن يحصل في الواقع.

معتصم النهار
يتفوق الممثل السوري معتصم النهار في تكريس مفهوم "النمطية" عبر مجموعة من أدوار قدمها خلال عامين. أداء واحد لشاب قدم أكثر من ستة مسلسلات، لم تخرجه من عباءة الشاب الوسيم، أو "الحارس الشخصي"، كما في مسلسل "خمسة ونص" (إخراج فيليب أسمر، 2019)، الذي وضعه على سكة الدراما العربية المُشتركة، لتأسره ظاهرة البطولة بعدها في أعمال مُكررة، لم يستغل ضمنها مواهبه التي تعيدنا في كلّ مرة إلى دوره الأول في "خمسة ونص". حركات الوجه، الانفعال الزائد، الرومانسية... كلّها وجوه استهلكها النهار للترويج لنفسه. ومن المتوقع أن ترتد هذه الطريقة بالتسويق سلباً على الممثل السوري الذي يصرّ على العمل، واستغلال ما حققه خلال فترة وجيزة من حضور في أذهان المتابعين.

المساهمون