افتتاح معرض "مدن غير مرئية" في تونس: استعادة لعالم مضى

19 فبراير 2025
آثار مدينة قرطاج في تونس، 15 مايو 2015 (فريدريك سلطان/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- افتُتح في معهد التراث بتونس معرض "مدن غير مرئية"، يعرض صوراً جوية وثلاثية الأبعاد لمدن تونسية وإسبانية أثرية من القرنين الرابع والسابع ميلادي، مما يتيح للزوار رحلة افتراضية إلى الماضي.
- يهدف المعرض إلى تمكين الزوار من تصور المدن كما كانت باستخدام التكنولوجيا الحديثة، مع التركيز على مدينتي قرطاج ومكتريس، اللتين لم تحظيا بالاهتمام الكافي تاريخياً.
- المعرض جزء من مشروع "أطلس" البحثي، ويشمل ندوات علمية ويجول في مدن عالمية لتعزيز الوعي بالتاريخ الوندالي والبيزنطي.

افتُتح الأربعاء في معهد التراث في العاصمة التونسية معرضٌ بعنوان "مدن غير مرئية أو فن ترميم الآثار المخفية"، والذي يضم صوراً لمدن تونسية وإسبانية أثرية تعود إلى الفترة بين القرنين الرابع والسابع ميلادي.

وشرح المشرف على المعرض الدكتور محيي الدين الشوالي أن "اختيار عنوان المعرض ينطلق من طبيعته، فهو يعرض صوراً من الجو لمواقع أثرية تونسية وإسبانية تعود إلى القرنين الرابع والسابع ميلادي، إلى جانب صور مصنوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد لحال هذه المدن في السابق، قبل أن تلحق بها السنوات والعوامل الجغرافية تغييرات مثل اندثار أجزاء منها، الأمر الذي يتيح للزائر رحلة افتراضية تعود به إلى حقب تاريخية قديمة".

وأشار إلى أن المعرض "يهدف إلى تمكين الزائر من بناء صورة فعلية للموقع أو المدينة كما كانت، وذلك بمساعدة التكنولوجيا الحديثة التي تتيح إعادة رسم صورة مطابقة للمدينة في الماضي".

ووقع الاختيار على مدينتي قرطاج ومكتريس (تسمى مكثر في الوقت الحالي)، الواقعة شمال غربي تونس لأنها "موقع هام جداً تاريخياً، لكنه لم يلق بنفس الحظوة مثل مواقع مثل قرطاج أو الجم أو سبيطلة"، بحسب الشوالي.

بدوره، لفت الباحث الفرنسي في التاريخ القديم، لورون براسو، في حديث مع "العربي الجديد" أن معرض مدن غير مرئية يهدف إلى جذب مختلف فئات الجمهور، "حتى يتعرفوا على هذه المدن، وليكونوا فكرة عن التاريخ الواندالي والبيزنطي اللذين كان لهما تأثير في حوض المتوسط". كما يوجه المعرض جزءاً من فعالياته إلى الباحثين في التاريخ القديم الذين يمكنهم المشاركات في ندوات علمية يقدمها باحثون مختصون هم: ستيفان أردلو من جامعة همبورغ في ألمانيا وآنا ليوني من بريطانيا والطاهر غالية من تونس.

ومن المقرر أن يجول المعرض على مدن عدة حول العالم، وأشار سابين بنزام من جامعة همبورغ الألمانية أن "اللوحات ستعرض لوحاته في هامبورغ وتونس ولاروشال الفرنسية حتى يتمكن أكبر عدد من الجمهور من مشاهدة هذه المدن القديمة وتثمين هذه المواقع، وتحفيزهم على زيارتها في الواقع".

ويندرج هذا المعرض في إطار مشروع البحث "أطلس"، الذي يضم مؤسسات بحثية علمية هي المعهد الوطني للتراث من تونس وكازا دي فلاسكيز من إسبانيا وجامعة همبورغ من ألمانيا وجامعة لاروشال من فرنسا ويهدف إلى دراسة مدن تونسية وإسبانية في الفترة الوندالية والبيزنطية بين القرنين الرابع والسابع الميلاديين.

المساهمون