استمع إلى الملخص
- تم القبض على صانع المحتوى أحمد أبو زيد واحتجازه بتهم تتعلق بالانضمام لجماعة إرهابية والاتجار بالعملة، رغم تأكيده أن أمواله شرعية.
- أثارت هذه الاعتقالات استياءً واسعاً واعتُبرت ضربة لصناعة المحتوى في مصر، مما يعكس التحديات التي يواجهها المؤثرون في ظل الأوضاع السياسية الحالية.
خلال الأيام الأخيرة، ألقت السلطات المصرية القبض على اثنين من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، هما الموثر وصانع المحتوى على منصة يوتيوب أحمد أبو زيد، والمدون على منصة تيك توك أحمد علام، الشهير بـ"ريفالدو".
حيث رصدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إلقاء قوات الأمن المصري، السبت، القبض على الشاب محمد أحمد علام، المعروف بـ"ريفالدو"، البالغ من العمر 24 عاماً، والمقيم في منطقة عين شمس بالقاهرة، وذلك بعد محاولات متكررة من قِبَل جهاز الأمن الوطني خلال الأيام الماضية للقبض عليه بسبب نشاطه السياسي المناهض للسلطات المصرية الحالية.
وقالت الشبكة في بيان، اليوم الاثنين، إنه "ورغم مرور أكثر من 24 ساعة على اعتقاله (ريفالدو) تعسفياً، لم يتم عرضه على أي جهة تحقيق رسمية حتى الآن، ما يثير القلق والمخاوف بشأن حياته وسلامته. وتزداد هذه المخاوف في ظل حملات التحريض المكثفة التي تشنّها اللجان الإلكترونية التابعة للسلطات المصرية، والتي دعت صراحة إلى تعذيبه".
وحملت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان السلطات الأمنية المصرية المسؤولية الكاملة عن سلامة وأمان محمد أحمد علام (ريفالدو)، وحياته. وأشارت الشبكة إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها علام للاعتقال. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، داهمت قوات الأمن منزل عائلته في محاولة لاعتقال شقيقه الناشط السياسي يوسف ريّعو، الذي لم يكن موجوداً آن ذاك، وخلال المداهمة، تم تفتيش هاتف علام، حيث عُثر على فيديو ساخر كان قد سجّله مع أصدقائه حول مظاهرات 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2022. أُجبر علام حينها على حذف الفيديو وتسجيل آخر يهاجم فيه الدعوات للتظاهر. وعقب ذلك، تم القبض عليه وإخضاعه للتحقيق وحبسه حتى الإفراج عنه في مايو/أيار 2023. وفي أغسطس/آب 2024، تم اعتقال شقيقه يوسف، والذي لا يزال رهن الحبس الاحتياطي، ما دفع علام إلى انتقاد جهاز الأمن الوطني والسلطات الأمنية المصرية علناً في مقطع فيديو بثه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك".
كما ألقت قوات الأمن المصرية، قبل أيام، القبض على صانع المحتوى الشهير أحمد أبو زيد، وقررت نيابة أمن الدولة العليا حبسه 15 يوماً بتهمة "الانضمام لجماعة إرهابية، وحيازة عملة أجنبية والاتجار بها، دون وجود مصدر عنها، وإبلاغ السلطات بشأنها".
وخلال التحقيقات، حسب صفحة الموقف المصري، أكد أبو زيد حصوله على المبلغ المالي بطريقة شرعية من خلال أرباح قنواته على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها قناته التعليمية على "يوتيوب"، وأنه لا يتاجر في العملة، ويحول الأرباح عبر حسابه البنكي الرسمي.
وألقي القبض على أبو زيد في السابع من يناير/كانون الثاني، وتعرض للاختفاء القسري بأحد مقرات الأمن الوطني لمدة ثلاثة أيام، إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة العليا التي قررت حبسه على ذمة التحقيقات بالاستناد لتحريات الأمن الوطني، حسب الصفحة التي أكدت أن "اعتقال أبو زيد جاء بعد حملة دعم واسعة له على منصات التواصل الاجتماعي، بعد إعلان وجوده ضمن القائمة المرشحة لجائزة المليون دولار المقدمة من (قمة المليار متابع)، ولكن بمجرد اعتقاله استُبعد من الأسماء المرشحة للفوز".
واقعة القبض على أبو زيد أثارت استياءً واسعاً في الأوساط التي تابعت نجاحاته المؤثرة، خاصةً أنه كان قريباً من تحقيق إنجاز كبير. واعتبر الكثيرون أن هذه الواقعة تعد "ضربة لصناعة المحتوى الهادف في مصر، وتثير مخاوف بشأن التضييق على صناع المحتوى الذين يسعون لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع".