اختراق التلفزيون الإيراني واستمرار تقييد الإنترنت الدولي

اختراق التلفزيون الإيراني واستمرار تقييد الإنترنت الدولي

طهران
avata
صابر غل عنبري
مراسل العربي الجديد في إيران.
09 أكتوبر 2022
+ الخط -

اخترق قراصنة إلكترونيون مساء السبت، التلفزيون الإيراني وبثوا للحظات مشاهد عن الاحتجاجات والهتافات التي يرددها المحتجون الإيرانيون، فيما يستمر تقييد الإنترنت الدولي وحجب مواقع التواصل مع استمرار الاحتجاجات.

واستهدف القراصنة نشرتي الأخبار في القناة الأولى في الساعة التاسعة وقناة الخبر في الساعة 21:33. وتبنت مجموعة عدالة العلي مسؤولية اختراق التلفزيون الإيراني ونشر مادة دعائية تتضمن صوراً عن الاحتجاجات وحرق صورة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.

وهذه ليست المرة الأولى التي تخترق فيها المجموعة مواقع تابعة للمؤسسات الإيرانية الرسمية، لا سيما قنوات التلفزيون الإيراني، وعليه دعت وكالة إيسنا الإيرانية، مساء السبت، السلطات الإيرانية إلى "اتخاذ إجراءات لازمة للحفاظ على أمن الشبكة".

ومجموعة عدالة العلي (في إشارة إلى الإمام علي) هي التي اخترقت خلال أغسطس/آب 2021 كاميرات سجن "إيفين" الإيراني في العاصمة طهران، ونشرت مجموعة صور وفيديوهات من داخل السجن، بعضها حمل تعنيفاً وسوء معاملة السجناء.

استمرار تقييد الإنترنت  

إلى ذلك، مازال حجب مواقع التواصل الاجتماعي وتقييد الإنترنت الدولي مستمراً في إيران منذ ثلاثة أسابيع على خلفية اندلاع الاحتجاجات الواسعة على وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيّد بمعايير الحجاب.

وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة وتزامناً مع أيام العطلة الرسمية، خففت السلطات المعنية القيود المفروضة على الإنترنت الدولي، ورُفع تقريباً الحجب عن "غوغل" و"غوغل بلاي"، لكن ومع استئناف الاحتجاجات في البلاد اليوم السبت، عاد تقييد الإنترنت الدولي وحجب هذه المواقع. ويتمكن الإيرانيون في حالة الحجب من الوصول إلى المواقع الإيرانية المحلية عبر شبكة المعلومات الوطنية، لكن الوصول إلى الإنترنت الدولي ومواقع التواصل الاجتماعي بحاجة إلى برامج فك تشفير تحظر باستمرار.

وسبق أن أكدت السلطات الإيرانية المعنية أن تقييد الإنترنت وحجب "إنستغرام" و"واتساب" سيستمران طالما استمرت الاضطرابات في البلاد.

وأكد وزير الاتصالات الإيراني، عيسى زارع بور، السبت، لوسائل الإعلام أن رفع الحظر عن "إنستغرام" و"واتساب" يعود إلى قرار السلطات المعنية، وتغيير سلوك إدارة هاتين المنصتين والتزامهما بالقوانين الإيرانية.

وفيما تضرر ملايين الإيرانيين على خلفية حجب "إنستغرام"، قال زارع بور إن "منصة لا تعترف بقوانين الجمهورية الإسلامية ليست مكاناً مناسباً للعمل التجاري".

وبعد حجب "إنستغرام" و"واتساب" تكون جميع المنصات الدولية محظورة في الدولة مثل "تويتر" و"تيليغرام" و"فيسبوك".

وثمة أرقام متضاربة حول النشاط التجاري للإيرانيين على منصات التواصل الاجتماعي، لكنها إلى جانب استخداماتها الأخرى، تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة تجارية مهمة لملايين الأشخاص، إذ يقول مركز الإحصاء إن هذه المنصات تشكل مصدر رزق لنحو 11 مليون إيراني، منهم 9 ملايين يمارسون العمل التجاري على منصة إنستغرام، أي نحو 83% من إجمالي المستفيدين منها، لذلك فإن حظر هذه المنصات ولاسيما "إنستغرام" يفاقم الأزمة الاقتصادية الإيرانية من جهة، ويزيد أعداد العاطلين عن العمل من جهة ثانية، ما يعني تفاقم الأزمة الاقتصادية.

وحسب آخر بيانات لمركز إيسبا الإيراني، يستخدم 78.8% من سكان إيران البالغ عددهم 85 مليون نسمة مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتبر "واتساب" الأكثر شعبية في البلاد، بعد أن انتزع مكانة "تيليغرام" بـ71.1%، يليه "إنستغرام" بـ49.4%، و"تيليغرام" بـ31.6%.

ويبقى في الوقت الراهن الوصول إلى "تيليغرام" المحظورة أسهل من الوصول إلى غيرها، وتتحدث بيانات جديدة عن عودة نحو 7 ملايين إيراني إلى المنصة بعد حظر "واتساب".

ذات صلة

الصورة
تتواصل الفعاليات الرافضة للحرب على غزة (طاسوس كاتابوديس/ Getty)

منوعات

كشف موقع "ذي إنترسبت" عن قيام أعضاء مجموعة "أيرون تروث" الإسرائيلية باستغلال علاقاتهم بموظفين في شركات التواصل الاجتماعي لحذف منشورات مؤيدة للفلسطينيين.
الصورة
	 في مدينة غزة عام 2017 (محمد عابد / فرانس برس)

منوعات

لا إنكار أن الوهم المرتبط بوسائل التواصل الاجتماعي كـ"فضاء عام" قد انهار كلياً. بدأ الأمر مع ثقافة الإلغاء، وتكميم أفواه المختلفين (مهما كانت آراؤهم راديكالية)، بحجة "معايير الاستخدام"، التي يتبجّح بها "فيسبوك"، و"تويتر".
الصورة

مجتمع

وافق البرلمان الإيراني، اليوم الأربعاء بأغلبية الأصوات، على تنفيذ القانون الجديد للحجاب المثير للجدل لمدة ثلاث سنوات على نحو تجريبي، وذلك عقب إقراره في اللجنة القضائية والحقوقية البرلمانية.
الصورة

سياسة

تحلّ ذكرى وفاة مهسا أميني، والتي كانت أجّجت احتجاجات عارمة في إيران قبل عام، فيما لا تزال السلطة تتعامل من منطلق أمني بحت مع الحدث، الذي حرّك جدلية الحجاب الإلزامي.

المساهمون