إيلين ديجينيرس تسدل الستار على برنامجها الحواري بعد 19 عاماً

إيلين ديجينيرس تسدل الستار على برنامجها الحواري بعد 19 عاماً

26 مايو 2022
قدّمت ديجينيريس أكثر من 3000 حلقة تلفزيونية (ستيف غرانينز/ Getty)
+ الخط -

على امتداد عقدين من الزمن، تحوّل برنامج إيلين ديجينيريس إلى واحدٍ من أكثر البرامج التلفزيونية مشاهدةً في المنازل الأميركيّة، كاسراً القوالب النمطيّة مع جرعة من الكوميديا غير المعتادة في البرامج النهاريّة.

وبعد أكثر من 3000 حلقة، سيتوقّف البرنامج الذي نجح في منافسة برنامج أوبرا وينفري، بعد شكاوى واعتراضات متعدّدة محورها سوء المعاملة صدرت من عاملين في البرنامج، وذلك بحسب ما أفادت به وكالة فرانس برس.

كانت ديجينيريس قد قالت، بعد تسجيل الحلقة الأخيرة من البرنامج خلال الشهر الماضي: "عندما بدأنا هذا البرنامج في عام 2003، لم تكن الهواتف الذكية موجودة ولا وسائل التواصل الاجتماعي، وحتّى زواج المثليّين لم يكن قانونيّاً". أضافت: "لقد شاهدنا العالم يتغيّر، أحياناً كان التغيّر نحو الأفضل، وفي أحيان أخرى كان العكس".

وممّا لا شكّ فيه أن المشهد الثقافي قد انقلب منذ ظهور الممثلة الكوميديّة في عام 1997، من خلال شخصيتها إيلين في المسلسل الذي يحمل اسمها، وبعد مقابلتها مع مجلة تايم التي ظهرت على غلافها.

نالت إيلين الإشادة كرمز للمثليّين، ولكن مسلسلها الكوميدي ألغي بعد عام واحد فقط بعد أن أشعل ردّة فعل عنيفة. احتاجت الممثّلة إلى خمس سنوات حتّى تعيد اختراع نفسها كمقدّمة لبرنامج حواري.

وقالت أستاذة الصحافة في جامعة جنوب كاليفورنيا ماري مورفي: "لقد أحدث ضجّة كبيرة وكان علامة فارقة". وأضافت: "لقد فتحت الطريق. ربّما كانت، وربما ما تزال، أشهر شخصيات مجتمع الميم في الولايات المتّحدة".

على الرغم من أن ديجينيريس لم تخجل أبداً من هويتها الجنسيّة، إلّا أنّ استضافتها لشخصيّات من الصفّ الأول وبراعتها في إدارة الحوار، كانا مفتاح نجاح برنامجها ومكّناها من الوصول حتّى إلى أكثر المناطق المحافظة في أميركا.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

على امتداد 19 موسماً، تنافس نجوم هوليوود وموسيقى البوب ​​للحصول على مقعدٍ في أريكة البرنامج، حيث تمّت دعوتهم للترويج لأحدث مشاريعهم من دون أن يتعرّضوا سوى لنقدٍ مخفّف ولطيف. ظهر بعض هؤلاء أكثر من 12 مرّة على امتداد السنوات.

في الحلقة التي ستعرض اليوم الخميس، تعود أوّل ضيفةٍ في تاريخ البرنامج جنيفر أنيستون للظهور مجدّداً كآخر ضيوفه.

قالت مورفي: "إنّها مماثلة للمشاهير، إنّها صديقتهم. هم يعرفون ذلك، وهذا ما جعل برنامجها مرحاً". أضافت: "ربما بسبب تعرّضها للكثير من الانتقادات، لم تكن ترغب بانتقاد الآخرين، وبالتالي خلا برنامجها من المشاكل".

كذلك، اعتادت ديجينيريس دعوة أفرادٍ من الجمهور ونجوم "يوتيوب" إلى خشبة المسرح للاستمتاع بربع ساعةٍ من الشهرة.

وقال مؤلّف كتاب مبدأ كيم كارداشيان، جيتندر سيديف: "إلين هي تلك الشخصية المضحكة التي لا تأخذ نفسها على محمل الجد". أضاف: "لم نكن قد رأينا مقدّمة برنامج حواري نهاري تشبهها أو تتصرف مثلها من قبل. كانت المرأة ذات الشعر القصير التي ترتدي بدلة وربطة عنق فيما كان الجميع يخرج عن طوره".

مع ذلك، خرجت الشائعات التي كانت تقول بأنّ الحياة كانت أقلّ ورديّة خلف الكواليس إلى العلن في عام 2020، مع نشر موقع بازفيد مقالاً عن "ثقافة العمل السامة" التي تسيطر على البرنامج، بما في ذلك التحرّش الجنسي والتنمّر والعنصرية.

تمّ فصل ثلاثة من كبار المنتجين، واتّهمت ديجينيريس شخصيّاً بالفشل في إدارة فريقها وبأنّها أقل وديّة مع موظّفيها، ممّا قد توحي به شخصيتها العامة المبتهجة.

وفي مايو/ أيّار الماضي، أعلنت ديجينيريس أنّ البرنامج سيتوقّف مع انتهاء موسمه التاسع عشر، لكنّها نفت أن يكون بسبب المشاكل التي حدثت. وقالت لموقع "ذا هوليوود ريبورتر": "أحتاج إلى تحدٍّ جديد".

استمرّت ديجينيريس في إثارة مزيدٍ من الجدل، خاصةً بعد دفاعها عن الممثل الكوميدي كيفن هارت الذي انسحب من استضافة حفل توزيع جوائز أوسكار في عام 2018 بسبب سلسلة تغريدات له معادية للمثليّين.

تقول مورفي: "بدت وكأنّها على اتصال بالمشاهير وبالجماهير، لكن بعيدة عن الأشخاص الذين يعملون من أجلها".

أمّا سيديف فرأى أنّ إيلين كانت دائماً "مليئة بالتناقضات"، فقال: "كان هذا السّبب في نيلها إعجاب الجماهير، لكنّه كان في الوقت نفسه السبّب في التشكيك بنزاهتها ومصداقيتها وأصالتها".

المساهمون