إيطاليا تستضيف معرض فنان صيني معارض رغم طلب الصين إلغاءه

إيطاليا تستضيف معرض فنان صيني معارض رغم طلب الصين إلغاءه

14 نوفمبر 2021
باديوساو يقيم في منفاه بأستراليا (فرانس برس)
+ الخط -

يسخر رسام الكاريكاتير الصيني المنشقّ باديوساو من الدعاية التي تمارسها السلطات الصينية في اول معرض فردي دولي لأعماله تستضيفه مدينة بريشيا الإيطالية منذ الجمعة، متحدية مطالبة بكين بإلغائه.

وأصرت المدينة الواقعة في شمال إيطاليا على إقامة المعرض رغم تلقيها في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت رسالة من السفارة الصينية في روما اعتبرت فيها أن أعمال الفنان المعارض البالغ 35 عاماً، والذي يقيم منفياً في أستراليا "مليئة بالأكاذيب المعادية للصين" و"تعرض العلاقات الودية بين الصين وإيطاليا للخطر".

لكن نائبة رئيس بلدية المدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 200 ألف، لورا كاستيليتي قالت لوكالة فرانس برس "لم يكن لدى أي منا في بريشيا، لا في المجلس البلدي ولا بين المواطنين، أدنى شك في شأن إبقاء هذا المعرض".

وذكّرت بأن لبريشيا المعروفة بمواقعها الأثرية تاريخاً طويلاً في استضافة المنشقين، من رسامين وكتاب، انطلاقاً من تمسكها بـ"الدفاع عن الحرية الفنية". وآخر هؤلاء الفنانة الكردية زهرة دوغان "المضطهدة من قبل النظام التركي"، والتي عرضت أعمالها في المدينة عام 2019.

واستقطب المعرض الذي يستمر إلى 13 فبراير/ شباط المقبل زواراً كثراً في افتتاحه. ويندد الفنان عبر أعماله المعروضة بالقمع السياسي في الصين والرقابة على المعلومات في شأن جائحة كوفيد 19، وهما موضوعان يثيران حساسية بكين.

وقال باديوساو لوكالة فرانس برس إنه يستخدم فنه "لفضح أكاذيب الحكومة الصينية"، وكذلك لإبراز "شجاعة وذكاء الصينيين الذين يعيشون في ظل بيئة قاسية جداً وحكومة استبدادية".

ولم يتمكن الفنان عام 2018 من إقامة معرض لأعماله في هونغ كونغ بسبب تعرضه لضغوط. وقال: "ذهبت شرطة الأمن الوطني لترهيب عائلتي في شنغهاي" و"هددت بإرسال ضباط عند الافتتاح".

وكشف باديوساو أنه يتعرض "لتهديدات يومية بالقتل على شبكات التواصل الاجتماعي"، ملاحظاً أن الحزب الشيوعي الصيني "لا يتسامح مع سلطة الإبداع، فهو يعتقد أن جميع الفنانين الأحرار هم أعداؤه".

ومن الأعمال اللافتة في المعرض واحد رسم فيه بدمه نحو 60 سواراً تمثّل ساعات اليد التي أعطيت، على قوله، للجنود الصينيين، كمكافأة لمشاركتهم في قمع تظاهرات الطلاب ليلة 3 و4 يونيو/ حزيران 1989 في ساحة تيانانمين في بكين.

(فرانس برس)

المساهمون