استمع إلى الملخص
- الفيلم، الذي أخرجه برناردو برتولوتشي وبطولة مارلون براندو وماريا شنايدر، أثار جدلاً واسعاً بسبب مشهد الاغتصاب المفاجئ، حيث صرحت شنايدر بأنها لم تكن على علم بتفاصيله، مما جعلها تشعر بالإهانة والصدمة.
- أثارت تصريحات برتولوتشي عام 2013 حول المشهد ردود فعل غاضبة، حيث انتقدت الممثلة جيسيكا تشاستاين استغلال السلطة في السينما، مما أعاد النقاش حول أخلاقيات العمل وحماية الممثلين.
أعلنت مؤسسة "سينيماتيك فرانسيز" المعنية بالأعمال السينمائية، السبت، إلغاء عرض فيلم "لاست تانغو إن باريس" Last Tango in Paris، وهو عمل يتضمّن مشهد اغتصاب صُوّر من دون موافقة الممثلة ماريا شنايدر، بعد احتجاجات أطلقتها جمعيات نسوية. وقالت المؤسسة في منشور لها عبر منصة إكس: "من أجل تهدئة النفوس، تلغي السينماتيك فرانسيز عرض فيلم لاست تانغو إن باريس الذي كان مقرراً الأحد عند الساعة الثامنة مساء"، مضيفة: "إن سلامة جمهورنا وموظفينا تأتي قبل كل الاعتبارات الأخرى".
"لاست تانغو إن باريس".. اغتصاب لاعتبارات فنية
وصرّحت ماريا شنايدر، التي أدّت دور "جين" في الفيلم، وهي في التاسعة عشرة من عمرها، في مقابلة مع صحيفة دايلي ميل عام 2007، أنها لم تكن على علم بتفاصيل المشهد قبل التصوير. وذكرت أن براندو وبرتولوتشي قررا إضافة مشهد الاغتصاب بشكل مفاجئ، مما جعلها تشعر بالإهانة والصدمة، مؤكدة أن الدموع التي ظهرت في المشهد كانت حقيقية. وعلى الرغم من أن الحادثة لم تتضمن اعتداءً جسدياً حقيقياً، لكنها وصفتها بأنها نوع من "الاغتصاب النفسي"، وشعرت بالخيانة لأن القرار اتُّخذ من دون موافقتها.
وقتها لم ينتبه أحد لكلامها، بل ذهب البعض إلى أبعد من ذلك فاتهمها بأنها افتعلت القصة لجذب الانتباه أو الحصول على بعض المال، خصوصاً أن حياتها الفنية والنفسية والصحية كانت في تدهور مستمر بعد ما تعرضت له خلال الفيلم. وأثارت القضية اهتماماً واسعاً عام 2013 عندما ظهر مقطع مصور لبرتولوتشي يعترف فيه أنه وبراندو تعمدا إبقاء المشهد مفاجئاً لالتقاط ردة فعل طبيعية من شنايدر، وأكد برتولوتشي خلال المقابلة أنه يشعر بالذنب لكنه "غير نادم"، مؤكداً أن الأمر كان لاعتبارات فنية.
ردات الفعل على هذه التصريحات كانت حادة، حيث انتقدت الممثلة جيسيكا تشاستاين الأمر بشدة في تغريدة على "تويتر" قالت فيها: "أنتم تشاهدون رجلاً يبلغ 48 عاماً يستغل فتاة عمرها 19 عاماً بتخطيط من المخرج. هذا يجعلني أشعر بالغثيان". وتُعد هذه الحادثة مثالاً بارزاً على استغلال السلطة في السينما، وأثارت نقاشات حول أخلاقيات العمل وحماية الممثلين، خصوصاً الشابات منهم.
ونددت الممثلة جوديت غودريش، أحد وجوه حركة "مي تو" في فرنسا، بقرار عرض الفيلم مجدداً، مستنكرة خصوصاً عدم احترام الممثلة التي توفيت في العام 2011. وأشارت نقابة SFA-CGT إلى أن "تصوير مشهد اغتصاب وعرضه أمر مرفوض"، مضيفة "اليوم، لدينا إدراك. لا يمكننا التظاهر بعدم فهم أبعاد مشهد الاغتصاب هذا".
(فرانس برس، العربي الجديد)