إقرار بتطعيم العمال على الحواجز الإسرائيلية يثير سخرية الفلسطينيين

إقرار حكومي بتطعيم العمال على الحواجز الإسرائيلية يثير سخرية الفلسطينيين

22 مارس 2021
تلقت وزارة الصحة الفلسطينية لقاحات "فايزر" و"أسترازينيكا" (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -

أثارت تصريحات لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، أمس الأحد، وكذلك الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية كمال الشخرة، حول قيام طواقم وزارة الصحة بتطعيم العمال الفلسطينيين ضد فيروس كورونا، والذين يعملون في الداخل المحتل على الحواجز الإسرائيلية، سخرية الفلسطينيين.

وكان اشتية قال، خلال إطلاق عملية التطعيم رسميًا أمس: "قامت طواقم وزارة الصحة الفلسطينية، طوال الأسبوعين الماضيين، بتطعيم أكثر من 105 الاف عامل فلسطيني يعملون في إسرائيل"، وسأل خلال تصريحاته هذه كمال الشخرة، "مش هيك يا كمال؟".

الناطق باسم وزارة الصحة كمال الشخرة، وبعد موجة من الانتقادات حول صحة هذه المعلومات، أكد، في تصريح عممته الوزارة مساء، أن الطواقم الطبية والصحية لوزارة الصحة شاركت في تقديم الطعومات للعمال الفلسطينيين على الحواجز الإسرائيلية أثناء دخولهم للعمل داخل الأراضي الفلسطينية عام 1948، وأن نحو (105) آلاف عامل فلسطيني تلقوا الطعومات ضد فيروس كورونا حتى الآن.

هذه التصريحات لاشتية حول مشاركة طواقم فلسطينية في تطعيم العمال الفلسطينيين، دفعت بمرصد "تحقق- كاشف" إلى التأكيد أنّ طواقم وزارة الصحة قد تكون شاركت في عملية تطعيم بعض العمال الفلسطينيين لكنها لم تتولَ كامل العملية، فيما أشار كاشف إلى أنه تواصل مع أحد موظفي وزارة الصحة، وأكد له قيام طواقمها بالمشاركة في تطعيم العمال إلى جانب طواقم الاحتلال الإسرائيلي، وأن مصدر اللقاح هو الاحتلال.

وتابع المرصد، في بيان، "لكن في المقابل نفى عدد من العمال الفلسطينيين من مناطق بيت لحم وقلقيلية ورام الله، الذين تواصل معهم المرصد، وجود طواقم وزارة الصحة الفلسطينية، حيث أجمع العمال على عدم رؤيتهم أو تعاملهم مع طواقم فلسطينية، وأن القائمين على عملية التطعيم كانوا من طواقم (نجمة داوود الحمراء) والإدارة المدنية (المنسق)، وممرضين من فلسطينيي الداخل، بالإضافة إلى مترجمين كانوا يرشدون العمال. كما أشار العمال أيضاً إلى أن الاحتلال كان يتواصل مع الإسعاف الفلسطيني في حالة شعر أي من العمال بالتعب أو المضاعفات جراء اللقاح".

ووفق بيان "كاشف": "أرسل عدد من العمال لمرصد كاشف صوراً لرسائل حول اللقاح كانت تصلهم من نجمة داوود التابعة للاحتلال، وبأنه لم يتم التواصل معهم من قبل وزارة الصحة الفلسطينية على الإطلاق".

وفي الـ19 من الشهر الماضي، كانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت الاتفاق مع الاحتلال على تطعيم مائة ألف عامل فلسطيني من الذين يعملون داخل الخط الأخضر، وذلك خلال اجتماع لها مع وزارة الصحة الإسرائيلية.

الصحافية ريم العمري، كتبت على صفحتها في "فيسبوك": "رئيس الوزراء قال اليوم إن طواقم وزارة الصحة قامت بتطعيم 105 آلاف عامل، لكن الحقيقة أن العمال تلقوا تطعيمهم على الحواجز من الجانب الإسرائيلي، ومن طواقم نجمة داوود الحمراء! معقول الحكومة بتعرفش، والمتحدث باسم الصحة كمال الشخرة بقله آه".

أما الصحافي علي نصر عبيدات، فنشر صورة "العامل رقم 100 ألف الذي تلقى اللقاح عن طريق طواقم وزارة الصحة الإسرائيلية ونجمة داوود الحمراء وبإسناد من جيش الاحتلال"، ثم علق على تصريحات اشتية، "إن كانت زلة لسان فهذه بسيطة، أما إن كان رئيس الحكومة لديه معلومة أن طواقم الصحة الفلسطينية هي من طعمت العمال فهذه مصيبة"، وختم "مش هيك يا د.كمال".

في حين، علق الصحافي محمود حريبات "مش هيك يا د.كمال .... هذا ما قاله رئيس الورزاء الدكتور محمد اشتيه عندما ذكر المعلومة"، بتحليل بسيط في الخطاب، يفهم أن من أكد المعلومة ونقلها ووضحها هو الدكتور كمال الشخرة الناطق باسم وزراة الصحة، كصحفي ومواطن، نطالب الدكتور كمال أن يفهمنا ويفسر هذه المعلومة من باب حقنا في الوصول للمعلومات.

زهيرة فارس كتبت معلقة على تلك التصريحات: "نحن مسامحينهم جد والله. طلعوا كاينين مشغوليين بتطعيم العمال الي بعملوا في اسرائيل، ويمكن كمان موظفين المؤسسات الدولية نحن الي طعمناهم .أوعى تجاوب يا كمال" .

أما فداء أبو حمدية فعلقت: "يمكن مزبوط انه الحكومة اللي طعّمت 105 آلاف عامل. دفعت حق التطعيم مثلا".

وأطلقت فلسطين، الأحد، حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، والتي تشمل في مرحلتها الحالية الطواقم الطبية في المشافي الحكومية والأهلية والخاصة، وكبار السن فوق 75 عاماً، ومرضى الكلى والسرطان.

وتلقت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء والخميس الماضيين، أكثر من 61440 لقاحًا ضد فيروس كورونا من نوعي "فايزر" و"أسترازينيكا"، بينما أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، الخميس الماضي، خلال تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، أن 100 ألف لقاح "سينوفارم" بتبرع من جمهورية الصين ستصل إلى فلسطين خلال  الأيام المقبلة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية تلقت، قبل أكثر من شهر، 12 ألف لقاح، وسط اتهامات للوزارة حينها بسوء توزيع اللقاحات على مستحقيها، وهو ما أثار غضب الفلسطينيين والمؤسسات الحقوقية التي طالبت بتشكيل لجنة تحقيق حول هذه القضية، وبعدها اضطرت وزارة الصحة الفلسطينية للإقرار بإعطاء لقاحات لمسؤولين ووزراء من غير الفئات المستهدفة بالتطعيم في حينه.

المساهمون