إقبال على الجراحات التجميلية في البرازيل رغم الوباء

إقبال على الجراحات التجميلية في البرازيل رغم الوباء

23 ديسمبر 2020
ارتفاع ملحوظ في الجراحات التجميلية (Getty)
+ الخط -

انتهز مزيد من البرازيليين الوقت الذي أتيح لهم من جرّاء تدابير العزل للخضوع لجراحات تجميلية، من دون أن يخشوا أن تفضح الندوب والتورّمات أمرهم.

ريجاني دي أوليفيرا سوسا مندوبة تجارية من ساو باولو في الثامنة والثلاثين من العمر، استفادت من عملها من المنزل لتخضع خلال الأشهر الستة الأخيرة بسلسلة من العمليات، كالتقشير الكيميائي للبشرة وتصغير الصدر وشفط الدهون وتعزيز رونق الوجه.

وتقول "استغلّت صديقات لي فترة العمل من المنزل لإجراء جراحات كهذه". وتضيف السيّدة الشقراء التي تستعدّ لتلقّي حقنة من حمض الهيالورونيك في الشفتين، في عيادة في حيّ راق، "يتسنّى لنا للوقت لتأمّل أنفسنا في المرآة عندما نبقى في المنزل، بعيداً عن الحياة المليئة بالانشغالات والتنقّلات سابقاً".

وتكلّف عملية تكبير الشفتين التي تنوي ريجاني دي أوليفيرا سوسا القيام بها 3800 ريال برازيلي (740 دولاراً أميركياً)، أي أكثر بأربع مرّات من الحدّ الأدنى للأجور في البرازيل.

وتقرّ جرّاحة التجميل سينتيتا ريوس التي تجري لريجاني دي أوليفيرا سوسا عملياتها بـ "ارتفاع ملحوظ" في الجراحات "بنسبة 40 في المائة تقريباً مقارنة بما كان عليه الحال قبل الوباء". وتقول "اضطررت لتمديد ساعات العمل وتوظيف ثلاثة موظّفين إضافيين، فالحمد لله أن الجمال لا يواجه أزمة".

وتفيد الخبيرة بازدياد الإقبال على عمليات تقويم الآذان البارزة بسبب وضع الكمّامات "التي تظهر هذه الآذان أكثر"، مع الإشارة إلى أن "هذه العمليات تجرى عادة للأطفال في الثامنة أو التاسعة من العمر، لكن الكثير من البالغين يخضعون لها هذه السنة".

وما زالت عمليات تكبير الشفاه رائجة أيضاً. وتشهد عيادة سينتيا ريوس ازدهارا كبيرا، في حين أنها اضطرت للإغلاق من مارس/آذار إلى مايو/أيار، الناضيين بسبب القيود التي فرضت في بداية الأزمة الصحية.

ويقول طبيب تقويم الأسنان تياغو أراغاكي الذي يجري بالإضافة إلى اختصاصه جراحات تجميل بسيطة، مثل حقن البوتوكوس، في عيادته الواقعة في حيّ شعبي شرق ساو باولو "خُيّل لنا أنها نهاية العالم... وعندما أعدنا فتح العيادة، لم يعد بعض الزبائن، لكننا تلقّينا طلبات جديدة"، لا سيّما في ما يخصّ تكبير الشفاه.

ولهذا الغرض بالتحديد قصدت ريتا مونتيرو ميريليس (34 عاما) العيادة، مستفيدة من الأموال التي ادّخرتها خلال تدابير العزل للخضوع لسلسلة من عمليات التجميل تحلم بها منذ طلاقها قبل ثلاث سنوات.

بالنسبة إلى الأستاذة المحاضرة في علم النفس في جامعة ساو باولو، هنرييت موراتو، تشكّل الجراحة التجميلية "متنفّسا" خلال فترة تشتدّ فيها المخاوف. وتقول "يُخيّل للمرء أنه يتحكّم بشكل أفضل بحياته الخاصة ليغيّر ما لا يزال يمكن تغييره".

وصحيح أن بعض العيادات شهدت تزايداً في العمليات الجراحية، غير أن القطاع ليس بأفضل أحواله، بحسب رئيس "الجمعية البرازيلية للجراحة التجميلية" دينيس كالازانس، لا سيّما من جرّاء إغلاق العيادات لأسابيع عدة.

ويقول إنها "سنة خارجة عن المألوف. ومن المتوقّع أن تكون الأرقام أدنى من تلك المسجّلة قبل الوباء" في القطاع، حتّى لو تدبّرت بعض العيادات أمرها بفضل عمليات بسيطة. ويقرّ بأن إمكانية العمل من المنزل والأموال المدّخرة من جرّاء التوقّف عن التفسّح والسفر أتاحت للبرازيليين الميسورين عموما "الاستثمار في مظهرهم الخارجي".

وتعدّ البرازيل البلد الذي يجرى فيه أكبر عدد من عمليات التجميل، مستحوذة على 13.1 في المائة من السوق العالمية، بحسب "الجمعية الدولية للجراحة التجميلية" (آي إس إيه بي إس)، لكنها تبقى خلف الولايات المتحدة، إذا حسبت مجمل الجراحات، بما فيها الحقن البسيطة. 

(فرانس برس)

المساهمون