إعلانات صنعها الذكاء الاصطناعي في رمضان 2025

استمع إلى الملخص
- يمكن تمييز الإعلانات المصنوعة بالذكاء الاصطناعي من خلال عيوب في التفاصيل مثل حركة الشخصيات والظلال وتناسق الألوان، مما يثير تساؤلات حول جودة هذه الإعلانات.
- يهدد الذكاء الاصطناعي قطاع الإعلانات في العالم العربي بتقليل الحاجة للعمالة البشرية، مما يثير قضايا الملكية الفكرية ويدفع المبدعين لرفع دعاوى قضائية لحماية حقوقهم.
عرضت الشاشات العربية خلال رمضان 2025 إعلانات لمنتجات من شركات عدة صُنِعت كلياً أو جزئياً بالذكاء الاصطناعي التوليدي. شملت هذه الإعلانات المولّدة علامة "جهينة" لمنتجات الألبان، وبسكويت بيكرز، والبنك الأهلي المصري. وكذلك اختارت قناة "الجمهورية" اليمنية الإعلان عن برنامج "الباب الكبير" بفيديو ولّده الروبوت، وكلها تعني أن منتجيها صنعوها بتكلفة ضئيلة للغاية، وفي تخلٍّ تام عن فرق الكتابة والتصوير والإنتاج والتمثيل، وما يعني ذلك من تهديد لسبل عيش العاملين في قطاع التسويق.
كيف تعرف أن الإعلانات مصنوعة بالذكاء الاصطناعي؟
هل يهدّد الذكاء الاصطناعي قطاع الإعلانات في العالم العربي؟
يعمّق الذكاء الاصطناعي أزمة عالم التسويق، الذي يعاني أصلاً من التضخم والضغوط الاقتصادية، فضلاً عن استنزاف المواهب بسبب تسريح العمّال وزيادة الأتمتة. وزادت المخاوف من قدرة هذه التكنولوجيا على الحد من الحاجة إلى العمالة البشرية، بالإضافة إلى مشكلة الملكية الفكرية. فلإنتاج مقطع فيديو إعلاني يكفي أن تكتب بضعة أسطر تشرح ما تريده والروبوت سوف يولّد لك مقطعاً جاهزاً من دون حاجة لفرق ذات خبرة وتكلفة. تنقل صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين تنفيذيين في مجال التسويق أن قطاع الإعلانات معرّض لخطر تغيير جذري بسبب الذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك، دُرّبت نماذج الذكاء الاصطناعي على مواد محمية بحقوق الطبع والنشر، بحيث تستنسخ أجزاء من هذه المواد لصناعة المقاطع الجديدة، من دون استشارة صاحب العمل الأصلي أو ذكر اسمه أو تعويضه مالياً، وينطبق هذا على المقاطع الإعلانية في شهر رمضان 2025. لهذا رفع مبدعون ومؤسسات عدة دعاوى قضائية ضد شركات الذكاء الاصطناعي بتهم انتهاك حقوقهم المادية والمعنوية، ويدق الخبراء والمشرّعون ناقوس الخطر ضدها.
ماذا عن الدراما؟
حتى الساعة، لم تبدأ صناعة الدراما العربية بالاستعانة بكثافة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، عكس هوليوود، التي يعيش فيها الممثلون والفنيون والتقنيون على وقع مخاوف متعاظمة بسبب الاستخدامات المختلفة للذكاء الاصطناعي التوليدي، خصوصاً لناحية كتابة السيناريو، وتصميم الغرافيكس وغيرها من المهام التقنية المرتبطة بالصوت والمونتاج، ما دفع النقابات المختلفة إلى المطالبة بتشريعات واضحة تحمي وظائفهم من الاندثار أمام التطور السريع لبرمجيات الذكاء الاصطناعي.