إعلام بشار الأسد يقصي "منافسيه"
في خضّم مسرحية الانتخابات التي يتحضّر لها رئيس النظام السوري بشار الأسد، الذي اتخذ لحملته الانتخابية شعار "الأمل بالعمل"، عمدت وسائل الإعلام المقربة من النظام والتابعة له إلى إقصاء شعارات الحملات الانتخابية لمنافسيه، بينما اكتفت وسائل الإعلام الحكومية بتغطية رمزية لشعارات حملات المنافسين الصوريين، على اعتبار أن الحيادية مطلوبة. عبد الله سلوم عبد الله، اتخذ شعار "قوتنا بوحدتنا"، بينما اتخذ المرشح محمود أحمد مرعي شعار "معا نحو حكومة وحدة وطنية تشاركية"، لكن غابت شعارات كل من عبد الله ومرعي عن وسائل التواصل الاجتماعي، ليبقى شعار "الأمل بالعمل" هو المتصدر للمشهد، في إشارة واضحة إلى النهج الإقصائي الذي تعمل عليه وسائل الإعلام المسيطر عليها من قبل النظام السوري سواء الحكومية أو الخاصة، حتى في مسرحيات الديمقراطية الرديئة للنظام.
بدوره، أكد مدير عام المؤسسة العربية للإعلان، أيمن الأخرس، في تصريحات لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أنه بدأ حجز الأماكن للحملات الانتخابية للمرشحين إلى انتخابات رئاسة الجمهورية بناء على طلبهم، مبيناً أنه يتم إعداد جداول في الأماكن التي تم تخصيصها للحملة الانتخابية، لافتاً إلى أن دور المؤسسة حجز أماكن الإعلانات وتنظيمها. مصدر مطلع في دمشق أكد لـ"العربي الجديد" أن "سياسة النظام واضحة بخصوص الإعلان لحملته الانتخابية، فهو نظام إقصائي بطبيعته. مجالس المدن بريف دمشق، في مقدمتها مجلس مدينة دوما، بدأت تنظم حملة دعائية تحت شعار "الأمل بالعمل"، الذي اتخذه بشار الأسد شعار حملته الانتخابية، وحتى في دمشق، فرضت الآلة الإعلامية العاملة بإمرة النظام على المحلات التجارية تعليق صور بشار الأسد".
وأضاف المصدر: "على وسائل التواصل الاجتماعي، هناك صفحات عديدة بأسماء المحافظات السورية تعمل برقابة النظام، عملت على ترويج وسم "الأمل بالعمل"، مقصية شعارات منافسي بشار الأسد"، مردفا أن "كل ما يحدث هو عبارة عن مسرحية لا أكثر. ديكتاتورية النظام مترسخة في كل شيء، ولا زال إعلامه يتخذ شعار (اكذب اكذب حتى تصدق) نهجاً له".
ودعت العديد من الجهات المعارضة السورية إلى مقاطعة الانتخابات، في الوقت الذي أكد فيه سوريون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن الانتخابات التي حدد موعدها في 26 مايو/أيار هي عبارة عن مسرحية هزلية يجب مقاطعتها. وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، نصر الحريري، في تغريدة له على تويتر، إن "مسرحية النظام الرديئة حول الانتخابات مجرد حفلة تنكّرية فيها أكثر من خمسين مدعواً يدّعون منافسة رئيس العصابة وهم من شبيحته وأتباعه، يرفعون صوره في ملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل ويكتبون "سورية الأسد!"، إدراكهم عاجز عن تصور سورية العظيمة؛ إنهم ينتمون لحظيرة "الأسد"!".
