استمع إلى الملخص
- تهدف الموسوعة إلى تقديم معلومات موثوقة عن المخيمات وتاريخها، ورصد التطورات الاجتماعية والسياسية، مع التركيز على إبقاء قضية العودة والحقوق الفلسطينية حية، وتضم معلومات عن 88 مخيماً وظروفها المختلفة.
- تواجه الموسوعة تحديات مثل الأخطاء المطبعية، لكنها تظل منصة مهمة لتوثيق حياة اللاجئين، مع خطط لتطويرها كتطبيق جوال.
استضاف المركز القطري للصحافة في الدوحة، الثلاثاء، حفل إطلاق موسوعة المخيمات الفلسطينية على الإنترنت، بعد خمس سنوات من العمل الدؤوب على إنشاء المنصة المعنية بتوثيق وحفظ ذاكرة اللجوء الفلسطيني في المخيمات منذ نكبة عام 1948.
وأمام مجموعة من الصحافيين والأكاديميين والباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، استعرض القائمون على الموسوعة أهدافهم من توثيق تاريخ المخيمات الفلسطينية والحياة فيها، وإتاحتها رقمياً للجمهور.
وأسّس الأستاذ الجامعي ومدير أكاديمية دراسات اللاجئين الفلسطينية في لندن، محمد عمرو، موسوعة المخيمات الفلسطينية، وذلك بعد أن أسّس في عام 2022 موسوعة القرى الفلسطينية. تقدم الموسوعة معلومات موثقة عن المخيمات الفلسطينية في سورية ولبنان والأردن، إضافة إلى غزة والضفة الغربية، وتتطرق إلى مراحل مختلفة من حياة الفلسطينيين فيها.
دُشِّنَت الموسوعة الإلكترونية في قاعة الندوات في المركز القطري للصحافة، وتضمنت فقرات متعددة، تخللها تعريف بمحتويات الموسوعة وكلمات للمشاركين، مع أنشطة متنوعة، من بينها عرض موسيقي وقصيدة ألقاها الطفل رمضان أبو جزر، إضافةً إلى عرض فيلمي "حكاية مخيم جنين" و"مخيم الشاطئ"، ولوحة رسمها الفنان عبد الرحمن مرعي، تجسد أحلام الفلسطينيين وآمالهم في العودة.
واستعرض محمد عمرو تفاصيل المشروع أمام الحاضرين، وعرّفهم من خلال خريطة تفاعلية بالمناطق التي توجد فيها المخيمات الفلسطينية، لافتاً إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للمشروع، إيصال رسالة مفادها أن المخيم "ليس دائماً مكاناً للمعاناة والألم، إذ خرج مناضلون وفنانون وكثر غيرهم من المخيم".
وهو أمر وافق عليه ممثل المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أنس الحاج، الذي قال في كلمته إن المؤتمر هو الراعي الرئيسي لإطلاق الموسوعة، لأنها تتلاقى مع أهدافه المتمثلة في "تجميع وتشريك وتمثيل الفلسطينيين في الشتات ودعم وإسناد للداخل الفلسطيني ومن ثم الاشتباك مع العدو الصهيوني سياسياً وثقافياً وفكرياً وإعلامياً بما يسمى بالقوة الناعمة".
وقدمت مديرة الموسوعة، ربا الأطرش، في كلمتها المنصة بوصفها وجهة مرجعية مهمة للباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني، إذ "تقدم معلومات دقيقة وموثوقة عن المخيمات وتاريخها، وترصد التطورات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها منذ تأسيسها حتى يومنا هذا، وتسهم إبقاء قضية العودة والحقوق الفلسطينية حية في الذاكرة".
وأشارت إلى أن المخيمات الفلسطينية ليست مجرد أرشيف تاريخي، بل مصدر إلهام للأجيال الجديدة، لافتةً إلى أنها تسهم في الحفاظ على الهوية الفلسطينية من خلال نشر الوعي الثقافي والتاريخي حول أصول هذه المخيمات وواقع الحياة فيها. كذلك تعكس إصرار الفلسطينيين على الحفاظ على ثقافتهم وتراثهم وتاريخهم في وجه محاولات التصفية والتجاهل.
من جانبه، قال مدير المركز القطري للصحافة، صادق العماري لـ"العربي الجديد" إنهم رحبوا باستضافة حفل إطلاق موقع الموسوعة، مشيراً إلى أنه عندما يحضر الشأن السياسي "لا يمكن إلا أن تكون فلسطين قضيتنا الأولى، ويزيد التزامنا بها أدبياً وأخلاقياً حين يزيد ظلم الفلسطينيين ويمسي الواقفون معهم قلة".
ولفت العماري إلى أن أفكاراً جديدة انبثقت خلال هذه الأيام، لمواصلة ما تفعله مؤسسات عديدة في البلاد، وسيكون المركز شريكاً فيها وتتعلق بتأطير وإبراز مواهب العائلات الفلسطينية من غزة التي استضافتها قطر، ومن ذلك احتضان أنشطة الأشغال اليدوية.
يضمّ موقع موسوعة المخيمات الفلسطينية أقساماً متعددة، أبرزها قسم خاص بالمخيمات الفلسطينية البالغ عددها 88 مخيماً، كانت أو ما زالت موجودة في المناطق والدول المحيطة بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، مع توفير معلومات عن نشأة كل مخيم فلسطيني، وظروفه الاجتماعية والاقتصادية، والبنية التحتية، والخدمات المتاحة فيه، إضافة إلى الأحداث السياسية التي أثرت في سكانه.
وبالتالي يمكن اعتبار الموسوعة توثيقاً نوعياً يستعين خصوصاً بالتقنيات الرقمية لتقديم صورة مفصلة عن اللاجئين الفلسطينيين، جنباً إلى جنب مع قاعدة بيانات واسعة من الصور القديمة والحديثة، والفيديوهات العامة والخاصة التي أنتجتها الموسوعة، والوثائق والخرائط، والإنفوغراف.
وتمثل شهادات اللاجئين والمواد الوثائقية عن الحياة في المخيمات علامة واضحة على العمل الميداني الذي أنجز خلال السنوات الماضية، ومن ذلك ما أنتجته مسابقة "حكاية مخيم". يلخص علاء النمر أحد مؤسسي موسوعة المخيمات الفلسطينية المسابقة بالقول إنها مبادرة خاصة تسهم في توثيق المزيد من الحكايات الحية من داخل المخيمات، عبر إبراز الروايات الشخصية والقصص الواقعية التي عاشها سكان المخيمات في الداخل والشتات.
بيد أن مطالعة عشوائية لبعض الصفحات تشير إلى إمكانية الاهتمام أكثر ببعض التفاصيل، بما يليق بحجم الموسوعة وأهميتها للذاكرة الفلسطينية، والأمر هنا يتعلق بالأخطاء المطبعية والنحوية الواضحة، والأهم الأخطاء المعلوماتية، كأن يقال مثلاً: "مخيمات أنشئت بعد 1984" بدل 1948، وكذلك اللجوء إلى "ويكيبيديا" باللهجة المصرية العامية للحصول على مادة تحكي عن سايكس بيكو.
لا يقلل ذلك من الجهد الدؤوب والمؤطر أخيراً في هذه المنصة الإلكترونية المهمة التي دفعت العديدين إلى السؤال عن إمكانية خروجها في تطبيق على الجوالات، حتى يتيسّر الوصول إلى موادها التاريخية وإلى الجديد فيها.