إطعام الحيوانات حماية من البرد وغزارة الثلوج في تركيا

إطعام الحيوانات حماية من البرد وغزارة الثلوج في تركيا

28 ديسمبر 2021
تهدف الحملات لإطعام حيوانات الغابات والحيوانات الشاردة أيضاً (عريف كراكم/الأناضول)
+ الخط -

تتولى مديرية حماية الطبيعة والحدائق الوطنية في تركيا، توفير الغذاء للحيوانات البريّة، وذلك بالتوازي مع حلول الشتاء وبدء تساقط الثلوج في بعض الولايات التركيّة، مع تحذير إدارة الأرصاد الجوية من هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعديّة، ما يؤثّر على خروج الحيوانات بحثاً عن طعامها، كما تكشف الأكاديمية التركية، فاطمة غول. 

تضيف المتخصصة برعاية الحيوانات، لـ"العربي الجديد" أنّ السلطات ببلادها "تقوم منذ زمن بتوفير المواد الغذائية للحيوانات في الغابات والحدائق، وتنثر الحبوب على الجبال للطيور خلال فصل الشتاء، لا سيما مع تدني درجات الحرارة والتساقط الكثيف للثلوج".

وتشير غول إلى أنّ الفرق المتخصصة "بدأت بالفعل" بنثر القمح والذرة للطيور أعلى الجبال، وتوزيع اللحوم والعظام على الحيوانات اللاحمة بالحدائق، والخضروات على غير اللاحمة بالغابات الكبرى والمحميات الطبيعية. ففي إسطنبول، تم وضع الخطة لرفد الحدائق والغابات الكبرى باحتياجات الحيوانات. وتلفت إلى أنَّ مديرية حماية البيئة والحدائق تتابع هذا الدور "وتأخذ بالحسبان جوع الحيوانات وحماية المناطق السكنية من هجماتها".

تتركّز الخطة السنوية لإطعام الحيوانات على الولايات الأكثر برودة وتساقطاً للثلوج

وتتركّز الخطة السنوية لإطعام الحيوانات، والتي تساهم فيها حملات أهلية، على الولايات الأكثر برودة وتساقطاً للثلوج، مثل بورصة وقارص وريزا وكابادوكيا، حيث بدأت مديرية حماية الطبيعة والمتنزهات الوطنية التركية في ولاية قارص شمال شرقي تركيا، بتوزيع أطعمة للحيوانات البرية التي تجد صعوبة في العثور على ما تأكله بسبب كثافة الثلوج في جبال منطقة صاري قامش. وبحسب وسائل إعلامية تركية، وصلت الفرق إلى حدائق "صاري تشام" الوطنية في سلسلة جبال الله أكبر، البالغ ارتفاعها 3180 متراً، ومنطقة وادي دوزمشة وكاكليك البالغ ارتفاعها 2500 متر، والتي تعد موطناً لحيوانات برية مثل الدب البني والوشق والذئب والثعلب والعديد من أنواع الطيور.

وألقت الفرق 250 كيلوغراماً من اللحوم و200 كيلوغرام من الشعير والقمح للحيوانات البرية نظراً لصعوبة العثور على الطعام بسبب تراكم الثلوج بكميات كبيرة بالمنطقة التي وصلت فيها درجة الحرارة، بحسب مسؤول الحدائق الوطنية في جبال الله أكبر، جنكيز كوتش، إلى 15 تحت الصفر، وقد أكد في تصريحات إعلامية إلقاء الأطعمة للحيوانات البرية ونثر الحبوب للطيور في حدائق "صاري تشام".

ألقت الفرق 250 كيلوغراماً من اللحوم و200 كيلوغرام من الشعير والقمح للحيوانات البرية في سلسلة جبال الله أكبر

كما بدأت ولاية وان، شرقي تركيا، الاستعداد لحملة توفير أطعمة للحيوانات البرية، لا تقتصر بحسب غول، على إطعام الحيوانات البرية بالغابات والجبال "بل تمتد إلى الحيوانات الشاردة في المدن والبلدات أيضاً". وتقوم الحملة التي يشارك فيها الأهالي وناشطون بالرعاية الصحية للحيوانات إن تطلب الأمر، ويشارك في الحملة في "الولايات الباردة مثل وان التي تهبط درجة الحرارة فيها إلى أكثر من 20 تحت الصفر، البلدية والدرك والشرطة المحلية ومتطوعون".

علوم وآثار
التحديثات الحية

وعانت الحيوانات البرية في تركيا خلال الشتاء الماضي من برد شديد وقلة توفر الأطعمة، الأمر الذي نبه البلديات ومديرية حماية الطبيعة والحدائق، للتحضير مبكراً هذا العام، بحسب المواطن عدنان آيدن، من القسم الآسيوي في إسطنبول، والذي يقول لـ"العربي الجديد" إنّ الحجر الصحي في العام الماضي بسبب وباء كورونا أثر على توفير الأطعمة للحيوانات. 

ويذكر آيدن أنّ وزارة الداخلية التركية عممت العام الماضي على البلديات تأمين الطعام والماء في المتنزهات والحدائق ومناطق تواجد الحيوانات، بل العمل على إيجاد ملاجئ وأوكار لها تقيها من برد الشتاء خصوصاً خلال تساقط الثلوج، لكنّ "حب الأتراك للحيوانات الأليفة دفعهم للمخاطرة بظروف الحظر والبرد لتوفير الأطعمة للحيوانات". 

قامت بلدية إسطنبول خلال العام الماضي، بتطعيم ومعالجة نحو 133 ألف كلب و175 ألف قطة تعيش في الشوارع

يضيف آيدن أنّ البلديات الكبرى، خصوصاً بلدية إسطنبول، تخصص خلال فصل البرد وهطول الثلوج، عيادات متنقلة لإنقاذ الحيوانات وعلاجها ورعايتها على شكل حافلات بيطرية، فالحكومة التركية "تأمر برعاية الحيوانات، ولا تتنازل عن هذا الأمر" مشيراً إلى أنّ بلدية إسطنبول قامت خلال العام الماضي، بتطعيم ومعالجة نحو 133 ألف كلب و175 ألف قطة تعيش في الشوارع.

بدوره، يرى رجل الدين، خليل أوزاك، أنّ الأتراك منذ استوطنوا هضبة الأناضول حتى قبل قيام الدولة العثمانية، يتعاملون بكلّ رفق واهتمام مع الحيوانات، واليوم زاد الاهتمام والرعاية، سواء ببناء مساكن أو بالرعاية الطبية أو بجمعيات متخصصة تتولى حماية الحيوانات.

المساهمون