إدارة ترامب حصلت على بيانات هواتف صحافيين في "نيويورك تايمز"

إدارة ترامب حصلت على بيانات هواتف صحافيين في "نيويورك تايمز"

03 يونيو 2021
وعد بايدن بألّا تقدم وزارة العدل على مثل هذه الخطوة خلال ولايته (يوهانيس أيزيل/فرانس برس)
+ الخط -

صادرت وزارة العدل في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تسجيلات هواتف 4 من مراسلي صحيفة "نيويورك تايمز"، طوال 4 أشهر خلال عام 2017، وفق ما كشفت إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، أمس الأربعاء.

الخبر هو آخر ما كُشف عنه بشأن حصول إدارة ترامب سرّاً على تسجيلات هواتف مراسلين، سعياً منها إلى الوصول إلى مصادرهم. الشهر الماضي كشفت وزارة العدل الأميركية عن حصول إدارة ترامب على تسجيلات هواتف مراسلين لدى صحيفة "واشنطن بوست" وسجلات الهاتف والبريد الإلكتروني لمراسلة في شبكة "سي أن أن".

استنكر المحرر التنفيذي في صحيفة "نيويورك تايمز"، دين باكيه، الإجراء الذي أقدمت عليه إدارة ترامب، وقال، في بيان صحافي، إنّ "مصادرة سجلات هواتف الصحافيين تقوّض بشدة حرية الصحافة وتهدد بإسكات المصادر التي نعتمد عليها لنقدم للجمهور المعلومات اللازمة عمّا تقوم به الحكومة".

بعد الكشف عن مصادرة سجلات الاتصال الخاصة بمراسلي "واشنطن بوست" و"سي أن أن"، الشهر الماضي، قال الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن إنه لن يسمح لوزارة العدل خلال ولايته باتخاذ مثل هذه الخطوة.

وفي إشارة إلى هذا التصريح، أضاف باكيه أن "الرئيس بايدن قال إن مثل هذا التدخل بحرية الصحافة لن يكون مقبولاً خلال فترة ولايته. نتوقع من وزارة العدل أن تشرح أسباب الإقدام على هذا الإجراء والخطوات المتخذة لضمان عدم تكراره مستقبلاً".

أبلغت وزارة العدل "نيويورك تايمز" أن مسؤولي إنفاذ القانون استحوذوا على تسجيلات الهاتف بين 14 يناير/ كانون الثاني و30 إبريل/ نيسان من عام 2017، وتخصّ 4 مراسلين في الصحيفة: مات أبوزو وآدم غولدمان وإريك ليتشبلاو ومايكل إس. شميت. حصلت الحكومة أيضاً على أمر من المحكمة بمصادرة سجلات رسائل البريد الإلكتروني ــ وليس محتوياتها ــ لكن لم تصادر أياً منها.

لم تكشف وزارة العدل عن المقالة التي كانت إدارة ترامب تحقق بشأنها. لكن أسماء المراسلين المستهدفين والتوقيت دلّا على أن التحقيق ركز على معلومات سرية كتب عنها المراسلون الأربعة في 22 إبريل/ نيسان عام 2017، حول طريقة تولي مدير "مكتب التحقيقات الفدرالي" حينها جيمس كومي التحقيقات في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

في السياق نفسه، كشفت "واشنطن بوست" الشهر الماضي أنّ إدارة ترامب حصلت سرّاً على بيانات هواتف صحافيين فيها كتبوا عن اتهامات التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

ووجّهت وزارة العدل الأميركية رسائل إلى الصحافيَّين غريغ ميلر وإيلين ناكاشيما، والصحافي السابق آدم إنتوس، تبلغهم فيها بأنها تلقت بيانات هواتفهم الأرضية الشخصية والمهنية، بالإضافة إلى بيانات هواتفهم المحمولة، "للفترة الممتدة بين 15 إبريل/ نيسان عام 2017 و31 يوليو/ تموز عام 2017"، على ما أوردت "واشنطن بوست".

وقال رئيس التحرير، كاميرون بار، إنّ الصحيفة "انزعجت بشدة من هذا الاستخدام للسلطة الحكومية بهدف الوصول إلى اتصالات الصحافيين". وأضاف: "ينبغي لوزارة العدل أن توضح فوراً أسباب هذا التدخل بأنشطة المراسلين المحمية بموجب التعديل الأول" لدستور الولايات المتحدة.

زعمت وزارة العدل أنها اتّبعت "إجراءات معمولاً بها" بشأن هذا الطلب، وفق ما نقلت الصحيفة عن متحدث باسم الوزارة. ولم تحدد الرسائل الموجّهة إلى المراسلين سبب الحصول على هذه البيانات. إلا أنه في نهاية هذه الفترة، كتب الصحافيون الثلاثة مقالاً عن أجهزة الاستخبارات الأميركية، يلمّح إلى أن جيف سيشنز، الذي أصبح لاحقاً وزيراً للعدل في عهد ترامب، ناقش حملة الأخير الانتخابية مع السفير الروسي.

وموسكو متهمة بأنها دعمت سراً عام 2016 ترشيح دونالد ترامب، بهدف ترجيح فوزه.

في حالة "سي أن أن"، سعت الوزارة إلى الحصول على سجلات مراسلة البنتاغون باربرا ستار لفترة شهرين بين 1 يونيو/ حزيران و31 يوليو/ تموز من عام 2017. في تلك الفترة، وفقاً لشبكة "سي أن أن"، غطت ستار الخيارات التي كان الجيش الأميركي يستعد لتقديمها لترامب حول كوريا الشمالية، بالإضافة إلى مواضيع أخرى.

المساهمون