إخلاء مقر قناة فضائية وسط بغداد بعد تهديد مديرها والعاملين فيها

إخلاء مقر قناة فضائية وسط بغداد بعد تهديد مديرها والعاملين فيها

01 يونيو 2021
مخاوف بين الصحافيين من "الحشد الشعبي" وسلاحه (مرتضى السوداني/ الأناضول)
+ الخط -

أعلنت "قناة التغيير الفضائية" العراقية، أمس الإثنين، عن إخلاء مقرّها في العاصمة بغداد، بعدما تلقت تهديدات بقتل العاملين فيها، بعد ساعات من تداول مقطع فيديو يُظهر أحد مقدمي برامجها الحوارية موجهاً انتقادات لمسلحي "الحشد الشعبي".

كثيراً ما تعرضت محطات فضائية عراقية لهجمات مسلحة من أعضاء مليشيات على خلفية بثها محتوى مخالفاً لتوجهاتها، إذ شُن هجوم قبل أشهر على قناتي "دجلة" و"أم بي سي العراق" أدّى إلى تدمير مكاتبهما، كما هُدّد عدد من العاملين في القناتين، ما اضطر محطات ومكاتب إعلامية عراقية إلى نقل مقراتها من بغداد إلى مدينة أربيل.

ونشرت "جمعية الدفاع عن حرية الصحافة" في العراق بياناً، نقلت فيه عن مدير "قناة التغيير الفضائية"، أكرم زنكنة، قوله إنه وجّه بإخلاء مكتب القناة في بغداد بعد تلقيه رسائل تهديد بقتله وجميع العاملين فيها.

وأضاف البيان أنّ الجمعية "علمت من العاملين في القناة عن إخلاء المقر الكائن في شارع الزيتون في مدينة المنصور (وسط بغداد)، بعد تداول مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مفبركاً من برنامج للمقدم نجم الربيعي، يظهر فيه وهو ينتقد إحدى الفصائل المسلحة".

ونقل بيان الجمعية عن العاملين في القناة أنّ "المدير أكرم زنكنة تلقى التهديدات المباشرة بقتله ونجله والعاملين في القناة، عبر رسائل نصيه وصلته على جواله الخاص".

تقارير عربية
التحديثات الحية

 

ووصفت الجمعية هذه التهديدات بـ"الانتهاك الصارخ" لحرية العمل الصحافي والإعلامي المكفولة دستوراً، كما رفضت "تكرار حالات التهديد والوعيد التي يتعرض لها الصحافيون ومحاولات خنق حرية العمل الصحافي والإعلامي بذرائع واهية"، مطالبة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بتوفير الحماية اللازمة لجميع العاملين في وسائل الإعلام، و"الإسراع في الإيفاء بوعوده التي قطعها لإيقاف كل أشكال التهديد والوعيد وتقويض حرية التعبير والعمل الصحافي"، مؤكدة أن "استمرار الإفلات من العقاب هو أبرز أسباب تكرار هذه الحالات، وتواصل صناعة الرعب والخوف في نفوس الصحافيين".

 

وحمّلت الجمعية السلطات الأمنية مسؤولية السلامة الكاملة لحياة المقدم نجم الربيعي والعاملين في القناة.

في السياق نفسه، أكد منتج أخبار في القناة واسعة الانتشار في بغداد التبلّغ رسمياً بعدم الحضور إلى المكتب لوجود سوابق باستهداف العاملين في القنوات التي تبث محتوى ضد الفصائل المسلحة، مضيفاً، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أنّ مسؤولي والعاملين في القناة قد يرحلون إلى أربيل "لممارسة عملهم من دون الخوف من تهديدات المليشيات"، معتبراً أن "بغداد باتت مدينة غير مناسبة لأي لون أو صوت مخالف لتوجهات ورغبات المليشيات المسلحة".

وعلّق الصحافي العراقي عماد الأعرجي على خبر الإخلاء بالقول، في تغريدة على "تويتر"، إنّ "تهديد كوادر (قناة التغيير) بالقتل، بعد عرض حلقة عن (السلاح المنفلت) ودور بعض الفصائل المسلحة في اقتحام المنطقة الخضراء، يؤكد أن قوى اللادولة هي من تتحكم بمصير العراق".

المساهمون