إحاطة من نائبة مصرية حول عمليات هدم "مؤسفة" لمواقع تاريخية وتراثية

إحاطة من برلمانية مصرية حول عمليات هدم "مؤسفة" لمواقع تاريخية وتراثية

28 اغسطس 2021
يرجع تاريخ قصر أندراوس إلى 130 عاماً وكان صاحبه استضاف الزعيم المصري سعد زغلول (فيسبوك)
+ الخط -

تقدمت النائبة في البرلمان المصري عن محافظة المنيا مها عبد الناصر، السبت، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير التنمية المحلية محمود شعراوي، ووزير النقل كامل الوزير، ووزير السياحة والآثار خالد العناني، حول ما شاب إجراءات هدم قصر توفيق باشا أندراوس في محافظة الأقصر، جنوبي البلاد.

وقالت عبد الناصر، في طلب الإحاطة، إنّ محافظة الأقصر تورطت في عمل مؤسف ومسيء للتاريخ والتراث المصري، وهو هدم قصر أندراوس المطل على معبد الأقصر، بما يعبر عن إهمال تراث مصر الثقافي والإنساني والسياسي، لا سيما أن تاريخ القصر يمتد لأكثر من 130 عاماً.

وأضافت أنّ الأجهزة التنفيذية هدمت هذه التحفة المعمارية، التي كانت شاهدة على أحداث كبيرة وهامة في تاريخ مصر، مثل استضافة الزعيم الراحل سعد باشا زغلول، قائد ثورة 1919، في عام 1921، حيث تحدى مالك القصر، آنذاك، قرار السلطات الأمنية منع زغلول من الرسو في الأقصر مستضيفاً إياه وسط تحية الجماهير.

وأشارت عبد الناصر إلى وجود القصر في محيط مميز من المزارات والمقاصد السياحية، مثل معبد الأقصر ومسجد أبو الحجاج، واحتواء القصر نفسه على العديد من المقتنيات الأثرية والنفيسة، مثل سيارة مطلية بالذهب لجميل بك، نجل مالك القصر، وغيرها من المقتنيات الأثرية، مستطردة بأنه "كان من الممكن ترميم القصر، رداً على مطالبة وزارة الثقافة هدم القصر كونه آيلاً للسقوط، نتيجة أعمال التخريب والتنقيب عن الآثار التي استمرت في محيطه لسنوات".

واستكملت النائبة "غاب الحديث عن استخدام علم ترميم المعمار لإعادة المبنى إلى حالته الأولى، كما غابت المحاسبة بشأن إهمال مثل هذا المعلم الثقافي والأثري على مدار سنوات طويلة".

وواصلت بقولها "الحديث عن استمرار أعمال طريق الكباش الجديد وإزالة قصر أندراوس كجزء من هذه الأعمال، يزيد من حجم الأسف جراء القرار، فمن العجب أن تخطيط طريق جديد لا يمكن تعديله لتفادي إزالة أي أثر سياحي وتاريخي بهذه الأهمية، وكأن القصر لا قيمة له على الإطلاق!".

وختمت عبد الناصر "يجب أن تتوقف عمليات الهدم المؤسفة والعاجلة لمثل هذه المواقع التراثية والتاريخية، وأن تتمهل الحكومة في إزالة المزارات والمنشآت التاريخية، من دون اعتبار لما نفقده من خسائر في تراثنا الثقافي ومزاراتنا السياحية، وسط غياب لوسائل التسويق السياحي الناجح للقصور والأماكن التراثية والتاريخية، مقابل ما تفعله الحكومات الأخرى من محاولة ابتكار التاريخ، أو صناعة القصص الكبيرة والعظيمة لجذب السياحة في مزارات أقل بكثير من تلك التي تُزال في مصر، ويُفرط فيها بلا غضاضة".

وكانت الأجهزة التنفيذية في محافظة الأقصر قد أنهت عمليات هدم قصر توفيق باشا أندراوس، على غرار العديد من المباني والمواقع الأثرية التي سويت بالتراب تحت حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط رفض شعبي واسع من جانب أهالي الأقصر حيال هدم القصر التاريخي.

وأثار قرار هدم القصر حالة من الغضب بين المتخصصين في التراث والآثار، حزناً على هدم القصر الذي كان شاهداً على أحداث مهمة في تاريخ مصر، بدلاً من الحفاظ عليه وترميمه، بوصفه يشكل جزءاً مهماً من ذاكرة محافظة الأقصر.

المساهمون