"أو إف 201"... العلماء يكتشفون كوكباً قزماً جديداً

29 مايو 2025
في المجموعة الشمسية أكثر من كوكب قزم (وكالة الفضاء الأوروبية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اكتشف علماء فلك أميركيون كوكباً قزماً جديداً يُدعى "أو إف 201"، يتميز بقطر 700 كيلومتر ومدار مستطيل يجعله بعيداً جداً عن الأرض.
- يُشير الاكتشاف إلى احتمال وجود مئات الأجسام المشابهة في حزام كويبر، ويحتاج العلماء إلى تلسكوبات متقدمة لدراستها، وقد ساهم هاوي الفلك سام دين في تتبع الكوكب.
- يثير اكتشاف "أو إف 201" تساؤلات حول فرضية الكوكب التاسع، حيث يُظهر مدار الكوكب الجديد اختلافاً عن المتوقع، مما قد يُضعف الحجة لوجود الكوكب التاسع.

رجّح علماء أميركيون أن يكونوا قد اكتشفوا كوكباً قزماً جديداً على أطراف النظام الشمسي اسمه "أو إف 201"، فيما كانوا يبحثون عن "الكوكب التاسع" الغامض. وتميل الصخور الجليدية الموجودة في حزام كويبر الواقع بعد نبتون، إلى اتباع مدار متجمّع في اتجاه معين. وقبل عشرين عاماً، رأى علماء فلك أن هذه الظاهرة قد تكون ناجمة عن جاذبية كوكب تاسع ربما كان أكبر بعشرة أضعاف من كوكب الأرض، وبقي رصده مستعصياً على كل عمليات المراقبة.

وفي أثناء البحث عن هذا العالم الغامض، الذي يختلف العلماء في شأن وجوده، أعلن ثلاثة علماء فلك أميركيون أنهم اكتشفوا ما يعتقدون أنه كوكب قزم. ولهذا الجرم، الذي أُطلق عليه اسم "أو إف 201"، قطر يبلغ حوالى 700 كيلومتر، وفقاً لدراسة أولية نُشرت الأسبوع الفائت، ولم يراجعها بعد علماء مستقلون. ويصغر "أو إف 201" بثلاثة مرات بلوتو، ولكنه كبير بما يكفي لتصنيفه في فئة الكواكب القزمة، على ما أوضح المعدّ الرئيسي للدراسة، سيهاو تشينغ، من معهد الدراسات المتقدمة في نيوجيرزي بالولايات المتحدة.

ما نعرفه عن "أو إف 201"

يَبعُد "أو إف 201" في الوقت الراهن عن الأرض ثلاث مرات المسافة بينها وبين نبتون. لكنّ مداره المستطيل جداً يجعله يبعد أكثر من 1600 مرة المسافة بين الأرض والشمس، وصولاً إلى السحابة أورت، عند الحدود الخارجية للنظام الشمسي. وخلال هذه الرحلة التي تمتد 25 ألف سنة، لن يكون الجرم ظاهراً من الأرض إلا بنسبة 0.5 في المئة من الوقت فحسب، أي نحو قرن واحد.

ويلفت تشينغ إلى "أنه يخفت شيئاً فشيئاً"، ويرى أن هذا الاكتشاف مؤشر على إمكان وجود "مئات الأجسام المشابهة على مدارات مشابهة" في حزام كويبر. ويحتاج الباحثون إلى وقت لتوجيه تلسكوبات "جيمس ويب" و"هابل" و"ألما" نحو اكتشافهم. وسبق لهاوي الفلك سام دين (23 عاماً) من كاليفورنيا أن تمكّن من تتبع "أو إف 201" باستخدام قواعد بيانات قديمة. ووصفه في حديث لوكالة فرانس برس بأنه "واحد من أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام في النظام الشمسي الخارجي منذ عقد".

وأُعطِيَ بلوتو بعد اكتشافه عام 1930 لمدة قصيرة صفة الكوكب التاسع في النظام الشمسي، قبل أن يُخفض إلى رتبة كوكب قزم عام 2006، بسبب صغر حجمه خصوصاً، إذ إنه أصغر من قمر كوكب الأرض. ويضمّ النظام الشمسي الذي تندرج فيه الأرض أربعة كواكب أخرى قزمة، هي سيريس وإيريس وماكيماكي وهاوميا.

وعندما وضع العلماء نموذجاً لمدار "أو إف 201"، اكتشفوا أنه لا يتبع الاتجاه المُجمع للأجسام المشابهة في حزام كويبر، ما قد يعيد النظر في فرضية وجود كوكب تاسع. وشدد تشينغ على الحاجة إلى بيانات إضافية. وشرحت الباحثة في جامعة ريجينا الكندية سامانثا لولر أن "هذا الاكتشاف المذهل" واكتشافات مشابهة تعني أن "الحجة الأساسية لوجود الكوكب التاسع أصبحت أضعف تدريجاً". وقال تشينغ: "نحن في عصر يمكن أن ترى فيه التلسكوبات الكبيرة تقريباً أقاصي الكون"، لكنّ الغموض لا يزال يكتنف إلى حد كبير ما وصفه بـ"حديقتنا". ويأمل الحصول على إجابات بشأن الكوكب التاسع بفضل مرصد فيرا روبين، الذي يُفترَض أن يبدأ العمل هذه السنة في تشيلي. وتوقع "ألا يبقى وجوده موضع تساؤل لمدة طويلة جداً".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون