أويس مخللاتي يفتح النار على "الهيبة": تصفية حسابات فنية؟

أويس مخللاتي يفتح النار على "الهيبة": تصفية حسابات فنية؟

26 أكتوبر 2021
كان واحداً من الممثلين الذين ركبوا موجة انتقادات "باب الحارة" (فيسبوك)
+ الخط -

صورة شاهدة قبر، كُتب عليها "صخر شيخ الجبل"، ظهرت في برومو "الهيبة: جبل"، كانت كفيلة بإنهاء مسيرة الممثل أويس مخللاتي في المسلسل، قبل انطلاقة جزئه الخامس. بذلك، تم إنهاء وجود الشخصية التي رسمت لها نهاية إكلينيكة في الحلقة الأخيرة من الجزء الأول، عندما أصيب "صخر" بعيار ناري أدى إلى فقدانه بصره، لكن صنّاع العمل، حافظوا على وجوده، وهيأوا كل الظروف وفبركوها، ليبقى بذات الملامح الرجولية الهائجة التي تميز بها منذ البداية.
ادعى مخللاتي أنّه فوجئ بموت شخصيته، كما فوجئ بذلك الجمهور عند عرض البرومو، وأن الجهة المنتجة، وزملاءه بالعمل، لم يتواصلوا معه بشكل مسبق ليعلموه بخروجه رسمياً من المسلسل، الذي كان له الفضل الأكبر بشهرته محلياً وعربياً؛ لتكون هذه الادعاءات مدخلاً أولياً لنقد أخلاقيات العمل الفني، والعلاقات في هذا الوسط، قبل عرض الجزء الجديد من "الهيبة". حينها، لاقى تعاطفاً كبيراً من الجمهور الذي لم يشكك بالقصة؛ لكن المفاجأة كانت بتصريحات أويس مخللاتي بعدما بدأت منصة "شاهد" بعرض الجزء الجديد من العمل، حين غالى بانتقاد مسلسل "الهيبة"، وعبّر عن ندمه على مشاركته فيه، واصفاً إياه بأنه يروّج للعنف.
سواء اتفقنا مع هذه الانتقادات، أم لم نفعل؛ فإنه لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن نتقبلها منه، فهو كان ركناً من أركان "الهيبة" طيلة أربعة مواسم، ولم يخرج بهذه التصريحات والآراء إلا بعد إقصائه عن العمل. لذلك، يصعب التعامل مع انتقادات أويس مخللاتي على أنها مجرد رأي، أو نقد فني، وأن نأخذها على محمل الجد؛ فهي لا تبدو سوى ردة فعل طائشة على خلافاته مع شركائه في صناعة العمل.
هذا النوع من التعامل الذي يظهر بشكل حاد عند أويس مخللاتي، اعتدنا عليه لدى عدد من الممثلين السوريين؛ فكثير منهم يواظبون على انتقاد أعمالهم القديمة بعد أن تسقط، وكأنهم لم يكونوا جزءاً منها؛ شهدنا ذلك هذه السنة مع مسلسل "الكندوش" الذي لاقى فشلاً ذريعاً، بعدما حمّل الجميع مسؤولية الفشل للكاتب والممثل حسام تحسين بيك، وكأنهم لم يكونوا جزءاً من صناعة العمل.


يتجلى هذا الشكل من التناقض أكثر مع مسلسل "باب الحارة"، الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً في الأجزاء الأولى منه، قبل أن يتحول في الأعوام الأخيرة، إلى مثال على الرداءة الفنية في سورية. فبعد أن سقط "باب الحارة"، خرج عدد كبير من صناعه بتصريحات متناقضة، لنرى عدداً كبيراً من الممثلين المشاركين بالمسلسل ينتقدونه بشكل غريب، وكأنهم لم يكونوا يوماً جزءاً منه، وحتى المخرج بسام الملا وشركة الإنتاج "قبنض"، بدأوا في الأعوام الأخيرة بإنتاج مسلسلات بيئة شامية، روجوا لها باعتبارها مسلسلات تعيد للبيئة الشامية ألقها الذي أضاعه "باب الحارة"!

جدير بالذكر أن أويس مخللاتي كان واحداً من الممثلين الذين ركبوا الموجة وانتقد "باب الحارة" في أحد لقاءاته التلفزيونية أيضاً، ليظهر بصورة الممثل المثقف الذي ينتقي أعماله الفنية بعناية؛ لكن ما حدث معه في مسلسل "الهيبة" يبين بشكل جلي أنه لم يكن ليتردد بالمشاركة في "باب الحارة"، أو أي عمل آخر لو أتيحت له الفرصة. فإذا كان "الهيبة" مسلسلا رديئا برأيه وشارك بأربعة أجزاء منه، فعن أي مبادئ يتحدث؟

المساهمون