أندريه ناكوزي: عالم بحاجة إلى جرعة أمل

أندريه ناكوزي: عالم بحاجة إلى جرعة أمل

21 أكتوبر 2020
شاركت في الاحتجاجات التي اجتاحت بيروت قبل عام (فيسبوك)
+ الخط -

تتنوّع تجربة الممثلة اللبنانية أندريه ناكوزي ما بين الدراما التلفزيونية والأعمال السينمائية والمسرحية، إلى جانب تدريس مادّة المسرح الذي كانت انطلقت منه في أولى تجاربها المهنية. وما بين الشاشتين والخشبة، تواصل الممثلة المحترفة تقديم الأدوار اللافتة التي كان آخرها ضمن مسلسل "العودة" (عن قصة رائد بو عجرم ومعالجة درامية طارق سويد). كما تستعدّ لعرض أولى تجاربها في مجال الـ Web series في بطولة ستجمعها بالنجمة المصرية نيلي كريم والممثل اللبناني عادل كرم.    

ورغم اختلاف منصّات العرض وتنوّعها، تؤكّد ناكوزي في حوار خاص لـ "العربي الجديد"، أن التحدّي الأهم بالنسبة إلى الممثل يبقى في "تقديم نماذج واقعية يستطيع الجمهور تصديقها والتماهي معها، وأن يرفع مع كل عمل جديد سقف التحدّي لتجسيد شخصيات مختلفة لا تشبه بعضها؛ فيشكل كلٌّ منها فرصةً له لتطوير مهاراته والتعبير عن قدراته".

وعن شخصية ديالا التي أدّتها أخيراً في مسلسل "العودة" (إخراج إيلي سمعان)، تقول: "كانت المرة الأولى التي أتعامل فيها مع شركة "إيغل فيلمز" للإنتاج، وكانت التجربة جميلة جداً والقصة مشوّقة. أحب هذا النوع من المسلسلات التي فيها غموض وتشويق، ما ضاعف متعة العمل على هذا المسلسل بالذات رغم كل الظروف الصعبة التي كان البلد يمرّ بها". 

وتضيف: "ديالا هي واحدة من صديقات البطلة نسيم التي جسدت دورها الممثلة دانييلا رحمة. هذه الأخيرة تعود إلى لبنان بعد غربة استمرّت سبع سنوات لتعيد إحياء الماضي بكل ما يحمله من تناقضات سينتج عنها سلسلة من الجرائم الغامضة ضمن حبكة تصاعدية مشوّقة، فهناك حدث ما حصل في الزمن الماضي ولكن تداعياته تؤثّر في مسار حياة كل الشخصيّات وخاصةً منها شخصية ديالا التي أدّيتها. فهي فتاة تعاني من الربو، وظنّت أنها قوية وقادرة على تخطي ماضيها، وتحقيق النجاح في حياتها، ولكن ذيول الماضي ستلاحقها وستفهم أن مصيرها مرتبط بشكل أو بآخر بظروف حياتها السابقة... والدور امتد إلى عدد لا بأس به من الحلقات رغم أن ديالا تموت مقتولةً".  

وعن أعمالها المرتقبة، تكشف: "أشارك في عمل من نوع الـ web series، أو المسلسلات الأونلاين بعنوان مبدئي هو "أوقات ضائعة"، وهو عبارة عن سلسلة قصص تمتدّ كلّ منها لحلقة واحدة ويكون لها مخرجها وطاقم ممثليها الخاصين. والقصة التي أشارك فيها تحمل عنوان "كل شي صار ببيروت"، وهي من إخراج تامر محسن وبطولة نيلي كريم من مصر ومن لبنان عادل كرم". 

وتعرب الممثلة المحترفة عن ثقتها بالمواهب اللبنانية "كتّاباً ومخرجين وممثلين، ولا سيّما من أصحاب الطاقات الشابّة الجديرين بالدعم والتشجيع لما يشكلونه من نواة لتقدُّم القطاع وتكريس وجود الدراما والسينما اللبنانية عربياً وعالمياً". 
ناكوزي التي تشارك هذا العام كعضو في لجنة تحكيم "مهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا" المقام بدورته الأولى في باريس (من 7 ولغاية 11 تشرين الاوّل/ أكتوبر الحالي)، تعبّر عن اعتزازها بهذه "المشاركة في هذه الفعالية السينمائية التي تساهم بإلقاء الضوء على السينما اللبنانية وصنّاعها"، مشدّدةً على أهمية دعم المواهب السينمائية الشابّة والمحترفة. 

وتعترف: "التزامي بمهرجان الأفلام اللبنانية في فرنسا Festival du film libanais de france جاء قبل تفاقم أزمة كورونا وحتى قبل وقوع انفجار المرفأ في بيروت. وكنت قد التزمت بالمشاركة فيه كعضو في لجنة التحكيم التي تضمّ أيضاً زملاء لي، من بينهم كريستين شويري ورودريغ سليمان وإيلي يزبك وميريام ياسين وسيرج عقل. وقد أطلق هذا المهرجان كل من غوتييه رعد وسارة حجّار وتم اختيار المخرج اللبناني فيليب عرقتنجي عرّاباً له".

وتضيف: "رغم كل الظروف الصعبة التي يمرّ بها العالم، والأوضاع التي انعكست بشكل أساسي على قطاعات السينما والمسرح والتلفزيون، يأتي هذا المهرجان ليعيد الأمل بالشباب وبالسينما اللبنانية ويلقي الضوء على الأفلام اللبنانية والطاقات الشابة التي تعمل وتبدع في هذه الصناعة".    

وتكشف: "يضم المهرجان أفلاما قصيرة لمخرجين ومخرجات من جيل الشباب يسجّلون مشاركة فاعلة في هذه الدورة الأولى، إلى جانب أفلام المخرجين المتمرّسين الذين ستُعرض أعمالهم أيضاً. وهو يشكّل بذلك منصّة مهمّة لتسليط الضوء على الكفاءات الشابة، ولا سيّما في مجال الأفلام القصيرة التي غالباً ما يغيب حضورها عن المهرجانات المحلية".

ترى ناكوزي أن المهرجان الذي يعرض الأفلام اللبنانية في صالة Lincoln الباريسية: "يقدّم للجمهور الفرنسي واللبناني محتوى سينمائياً غنياً لكتّاب ومخرجين من لبنان، كما يتيح التبادل الثقافي نظراً إلى عرضه بالتوازي مع الأعمال اللبنانية أفلاماً فرنسية وأوروبية. وهو يشكل نفحة أمل ودعماَ للسينما اللبنانية على أمل ان ينعكس ذلك على كافة القطاعات في هذا الوطن".

سينما ودراما
التحديثات الحية

ترى الممثلة التي كانت من أوّل الفنانين الذين نزلوا إلى ساحات الثورة اللبنانية أن "البلد بحاجة إلى جرعة أمل، ففي وقت يحظى فيه الفن والثقافة والسينما اللبنانية ببقعة ضوء في الخارج، يحاول اللبنانيون في وطنهم الخروج من العتمة ومن هذا النفق المظلم الذي دخلوه مكرهين بفعل أزمات متتالية كان آخرها انفجار مرفأ بيروت المأساوي". 

وتضيف: "ليس سهلاً ما مررنا به، وقطاع الفنون من مسرح وسينما وتلفزيون غالباً ما يكون أوّل المتضررين وآخر المتعافين. وأنا حالياً عدت إلى صفوف المسرح، ولم أتعاقد على مشاريع تمثيلية جديدة. فما نمرّ به في لبنان بات يفوق قدرة أي إنسان على الاحتمال. ولا يمكننا أن ننسى أو نتناسى ما حصل. حالياً أحاول أن ألملم نفسي مثلي مثل كل لبناني يحاول تخطي المأساة والوقوف على رجليه من جديد". تتابع: "ليست بيروت فقط هي التي تهدّمت، بل كل منا يشعر أنه محطّم وأنه بحاجة إلى التقاط أجزاء من روحه سقطت مع الانفجار لكي ننهض مجدداً كشعب جبّار تليق به الحياة وكمواطنين يستحقون دولةً تحترم نفسها وتليق بتطلّعات أبنائها الذين أصبحوا يناضلون من أجل الحدّ الأدنى من حقوقهم وكرامتهم الإنسانية".

دلالات

المساهمون