استمع إلى الملخص
- تتنوع الإصدارات لتشمل سير ذاتية لفنانين آخرين مثل إسماعيل ياسين في "مَلِك حزين" وتوفيق الدقن في "توفيق الدقن.. العبقري المظلوم"، مع التركيز على تفاصيل حياتهم الشخصية والمهنية.
- يشارك في المعرض كتب عن فنانات مثل سعاد مكاوي وميمي شكيب، مع محاولة لتصحيح المعلومات الخاطئة عنهما، مما يعكس الاهتمام بإحياء ذكرى الفنانين المصريين.
تبرز كتب السير الشخصية والإصدارات التذكارية عن أعلام الفن المصري داخل أجنحة معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام علامةً على امتداد أثرهم في وجدان القراء رغم مرور عقود على رحيلهم ومحاولة من المؤلفين لرد الاعتبار إلى أسماء فنية غابت عنها الأضواء. وتتصدر المطربة أم كلثوم (1898-1975) عناوين عدد من الكتب، منها "أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة" الصادر عن ديوان للنشر للكاتب حسن عبد الموجود، الذي يسرد 50 حكاية عن الفنانة الراحلة تشمل مفارقات في مشوارها منذ كانت طفلة في الريف حتى صارت أيقونة فنية.
كما أصدرت دار إبداع للنشر والتوزيع كتاباً بمناسبة مرور 50 عاماً على ذكرى وفاة أم كلثوم عنوانه "صاحبة الجلالة.. أم كلثوم" للمؤرخ الفني محمد شوقي. ويستعرض الكتاب زوايا مختلفة للمطربة الملقبة "كوكب الشرق"، منها نظرة الغرب إليها، ورحلاتها الخارجية، واستقبالها في معظم مطارات العالم العربي بحفاوة تحاكي استقبال الملوك وكبار الشخصيات.
ومن الكتب التي تخلد ذكرى أم كلثوم في المعرض أيضاً كتاب "أم كلثوم والأتراك" الصادر عن دار مرفأ للثقافة والنشر للباحث الموسيقي التركي مراد أوزيلدريم وترجمة أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير. يكشف الكتاب تأثر الأتراك بالمطربة المصرية الراحلة خاصة في فترة حظر إذاعة الموسيقى الكلاسيكية في تركيا بين عامي 1934 و1936، ما جعل أم كلثوم الصوت الأقرب إلى أذن المستمع التركي عبر أثير الإذاعة الحكومية المصرية الناشئة آنذاك.
وهناك أيضاً كتاب "أم كلثوم ومن معها" للكاتب إبراهيم شكري الذي يقدم شرحاً مبسطاً للموسيقى والمقامات وفهماً أوسع لتاريخ الموسيقى العربية للقارئ غير المتخصص مع تحليل لأشهر أغاني أم كلثوم. أما القاص والصحافي شريف صالح، فجاءت مساهمته في إحياء ذكرى أم كلثوم عبر رواية صادرة عن الدار المصرية اللبنانية في 270 صفحة من القطع المتوسط بعنوان "مجانين أم كلثوم".
ويقول الناشر في تعريفه بالكتاب: "لا تقدم هذه الرواية فقط توثيقاً لروائع الست، وإنما هي محاولة جدية لرسم سردية جديدة لأغنياتها التي باتت في دماء الشعب العربي بأكمله، كجزء من الهوية المصرية والعربية". إلى ذلك، تطرح دار ريشة للنشر والتوزيع المتخصصة في كتب السير الذاتية مجموعة كبيرة من الإصدارات عن رموز الفن المصري في معرض القاهرة للكتاب، منها "مَلِك حزين.. سيرة درامية" عن الممثل الكوميدي إسماعيل ياسين من تأليف الناقد الفني ماهر زهدي.
ومن ضمن إصدارات دار ريشة أيضاً كتاب "توفيق الدقن.. العبقري المظلوم حياً وميتاً" لمؤلفه رشدي الدقن، ابن شقيق الممثل الراحل. ويقول المؤلف إن الكتاب قائم في الأساس على مذكرات كتبها الدقن بنفسه في نحو 13 أو 14 ورقة كبيرة وكانت ابنته هالة تتولى مهمة صياغتها، لكن القدر لم يمهلها، وتوفيت أوائل العام الماضي قبل الانتهاء من العمل. وأضاف أن بعد رحيل ابنة عمه، "شعرت أن إنجاز هذا الكتاب بات مسؤوليتي... ولمدة عامين أدقق كل معلومة، وفي جلسات مطولة مع ابن العم العزيز ماضي الدقن الذي رافق الفنان الكبير في الكثير من المواقف". وتابع قائلاً: "قد لا يصدقني كثيرون، في ساعات الكتابة الطويلة، كنت أشعر أن الفنان الكبير توفيق الدقن يجلس على الكنبة التي أمام مكتبي يبتسم.. ويوقفني ويراجعني عندما لا تكون المعلومة دقيقة.. أتوقف فعلاً لا مجازاً، وأبدأ رحلة جديدة من التدقيق، وأعود لأكتب فأشعر برضاه".
أما الشاعر والباحث الموسيقي محب جميل، فيواصل رحلته التي بدأها قبل سنوات مع السير الشخصية للفنانين بإصدار جديد عن المحرر للنشر والتوزيع بعنوان "سعاد مكاوي.. أكبر من النسيان"، يستعرض فيه رحلة فنانة متعددة المواهب (1928-2008) لم تنل حظاً وافراً من الشهرة. ويقول جميل في تقديمه الكتاب: "لقد حضرت سعاد بصوتها في الإذاعة وبرامجها المتنوعة، كما زينت طلتها العديد من المشاهد الفكاهية في الأفلام الغنائية خلال حقبتي الأربعينيات والخمسينيات. فكونت مع إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو ثنائياً مدهشاً أمتعنا بكوكبة من المونولوغات الفكاهية والديالوغات في أفلام حملت توقيع كبار المخرجين، أمثال عباس كامل وحسن الإمام وحلمي رفلة وحسن رمزي وآخرين".
ومن بين نجوم الماضي الذين أعاد معرض القاهرة للكتاب الاعتبار لهم، الممثلة ميمي شكيب في كتاب بعنوان "ميمي شكيب.. سيرة أخرى" الصادر عن ديوان للنشر في 240 صفحة للكاتب والباحث محمد الشماع. وقال الشماع إن الكتاب يرتكز على مذكرات الفنانة الراحلة التي نشرت على حلقات في مجلة عربية، لكن ما سردته عن نفسها توقف عند عام 1974، ليبدأ هو في استكمال باقي التفاصيل عبر بحثه وتدقيقه في كل ما نشر وكتب عنها لاحقاً. وأضاف: "ميمي شكيب لم تكن نجمة صف أول في السينما، لكنها في الحقيقة كانت نجمة مسرح أولى في الثلاثينيات والأربعينيات. وجدتني منجذباً للكتابة عنها لأني من جمهورها، ولأن كثيراً من المدون عنها في الإنترنت، سواء مشوارها أو طريقة رحيلها، خاطئ ويحتاج إلى تدقيق".
وتشارك 1345 دار نشر من 80 دولة في الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقامة في مركز مصر للمعارض الدولية في الفترة من 23 يناير/كانون الثاني إلى الخامس من فبراير/ شباط.
(رويترز)