"أم بي سي"... موسم الهجرة إلى المملكة

"أم بي سي"... موسم الهجرة إلى المملكة

16 ديسمبر 2020
من برنامج "آرابز غوت تالنت" الذي أنتجته الشبكة (Getty)
+ الخط -

قبل أسبوع أعلنت شبكة "أم بي سي" في بيان رسمي، مغادرة مدير العلاقات العامة والمتحدث الرسمي باسم المجموعة، اللبناني مازن حايك منصبه بعد 14 عامًا، شهدت نهضة المجموعة السعودية، إثر انتقالها من لندن إلى دبي عام 2001. 
الواضح ان استراتيجية جديدة ستنتهجها الشبكة السعودية خلال الأشهر القليلة المقبلة، بعد معلومات تؤكد انتقالها نهائيًا إلى داخل المملكة وتعزيز التواجد السعودي ضمنًا. لذلك كان لا بد من اتخاذ مجموعة من الإجراءات الخاصة في سبيل إحياء الدور المحلي للشبكة الأكثر انتشاراً على الصعيد العربي، وتعيين مجموعة لا بأس بها من الكفاءات من داخل السعودية في المناصب الحساسّة.

تؤكد المعلومات الخاصة بـ"العربي الجديد" أن السياسة الجديدة للمحطة تحدّ من الميزانيات الضخمة التي كانت تُصرف على المكاتب والتوظيف العشوائي، بعدما عانت الشبكة لسنوات من تضخّم في الوظائف. ورغم العائدات الربحية التي حققتها بدأ سلم العجز في الأعوام الأخيرة يؤثر على بعض الإنتاجات التي توقفت. وهي الإنتاجات التي ساهمت في إحياء ونجاح المجموعة كاملة. أمام هذا الواقع اتخذت الإدارة قراراً بوضع اليد على كل جوانب العمل وتوظيف الخبرات السعودية في الفترة المقبلة.

وغير بعيد عن هذه الأجواء، تقول معلومات خاصة إن قرار إغلاق مكاتب "أم بي سي استديوز" في القاهرة صدر منذ شهرين، وهذا ما سيعلن عنه خلال الأيام القليلة المقبلة، لكن من دون توضيح الأسباب الفعلية لهذا القرار، خصوصاً  أن مدير مكتب مصر مصطفى متولي يعتبر من أكثر الأشخاص نجاحًا مع المجموعة، ويعمل وفق المهام الموكلة إليه من دون مشاكل أو محسوبيات. لكن يبدو أن القرار النهائي قد اتُّخذ، على أن تُحجز لمتولي وظيفة أخرى داخل المجموعة نظراً لاستقامته طوال الفترة الماضية.

ووفق الاستراتيجية المستحدثة حاليًا، تدرس الشبكة أيضاً التقليل من موظفي "أم بي سي استديوز" في دبي التي تديرها الأردنية صفاء أبو رزق. وتشكّل هذه الأخيرة وفريق عملها القاعدة الأساسية لمعظم الإنتاجات الدرامية الخاصة التي تقدم على شاشة "أم بي سي" ومنصتها الإلكترونية "شاهد" وغيرها. ونجحت في السنوات الأخيرة في إبعاد الشبكة عن التراجع الذي شهدته أغلب وسائل الإعلام العربية، معتمدة على خارطة تمتد بين بيروت ودبي وتركيا. وهو ما يطرح علامات استفهام عدة حول نوعية المحتوى الذي تنوي "أم بي سي" عرضه لاحقًا، وعلى من ستقع مسؤولية اختيار الأعمال والإنتاجات الدرامية التي تحقق أعلى نسب مشاهدة في العالم العربي، وتدر عائدات مالية جيدة للمجموعة.

وتبقى الإشارة إلى تخوف باقي المكاتب من قرارات تؤثر على سير العمل أو الاستغناء عن موظفين أثبتوا إنتاجيتهم ونجاحهم، فيما تعاني مكاتب أخرى من سوء إدارة وتلاحقها الانتقادات منذ سنوات، كما هو حال مكتب بيروت.

وكانت قد انتشرت معلومات في شهر يوليو/تموز الماضي عن اتجاه الشبكة نتيجة سوء الإدارة في أكثر من مكتب، إلى صرف عشرات الموظفين بعدما انتشرت اللائحة وكشفت أسماء الأشخاص الذين استغنت mbc عن خدماتهم، وبينهم من عمل في المحطة لأكثر من عشرين عامًا. كما ضمتّ أسماء تعتبر بارزة في الشبكة مثل مدير عام منصة "شاهِد" والقطاع الرقمي في المجموعة، الأميركي  يوهانس لارتشر.

لكن حتى الساعة يبدو أن الخطة البديلة لمجموعة "أم بي سي"، ستكون في استخدام مجموعة لا بأس بها من الخبرات السعودية وترشيدها للعمل وفق جدولة خاصة لا تُفقد المحطة نشاطها وتفاعل المشاهدين معها. كما ستتّجه الخطة نحو إعطاء الأولوية المطلقة للمواهب والأفكار السعودية الخالصة، وإثبات القدرة على إدارة أعمال المحطة بطريقة تراعي نهج وخط "أم بي سي" لصالح الممكلة أولاً.

المساهمون