استمع إلى الملخص
- أصدرت وزارة الشؤون الداخلية توجيهات للموظفين بإزالة التطبيق، مشيرة إلى مخاطره الأمنية، وحظي القرار بدعم سياسي واسع، مع تأكيد الباحثين على جمع التطبيق لبيانات حساسة.
- أثار التطبيق قلقاً دولياً بسبب مزاعمه بمضاهاة الذكاء الاصطناعي الأمريكي بتكلفة منخفضة، مما أدى إلى حظره في دول مثل إيطاليا وتايوان والولايات المتحدة لحماية الأمن القومي.
أعلن مسؤول كبير، اليوم الأربعاء، أن أستراليا حظرت استخدام "ديبسيك" DeepSeek على جميع الأجهزة الحكومية بناءً على توصيات وكالات الأمن، مشيراً إلى المخاطر المتعلقة بالخصوصية والبرمجيات الخبيثة التي يشكلها برنامج الذكاء الاصطناعي الصيني الناشئ.
أذهل روبوت الدردشة "ديبسيك" الذي طورته شركة ناشئة مقرها الصين خبراء الصناعة، وقلب الأسواق المالية رأساً على عقب منذ إطلاقه الشهر الماضي. لكن قائمة متزايدة من الدول، بما في ذلك كوريا الجنوبية وإيطاليا وفرنسا، أعربت عن مخاوفها بشأن أمان التطبيق وممارساته في التعامل مع البيانات.
وصعّدت أستراليا إجراءاتها، حيث فرضت حظراً شاملاً على استخدام "ديبسيك" في جميع الأجهزة الحكومية، في واحدة من أشد الخطوات التي اتُّخذت ضد روبوت الدردشة الصيني حتى الآن. وقال المبعوث الحكومي للأمن السيبراني أندرو تشارلتون،: "هذا إجراء اتخذته الحكومة بناءً على نصيحة وكالات الأمن. إنه ليس مجرد خطوة رمزية على الإطلاق". وأضاف: "لا نريد تعريض الأنظمة الحكومية لخطر هذه التطبيقات". وأوضح تشارلتون، لمحطة إيه بي سي الوطنية، أن المخاطر تشمل احتمال عدم الحفاظ على سرية المعلومات التي يتم تحميلها، كما أن تطبيقات مثل "ديبسيك قد تعرضك للبرمجيات الخبيثة".
مخاطر "غير مقبولة"
أصدرت وزارة الشؤون الداخلية الأسترالية توجيهاً للموظفين الحكوميين خلال الليل. وتحدثت سكرتيرة وزارة الشؤون الداخلية ستيفاني فوستر في التوجيه قائلة: "بعد النظر في تحليل التهديدات والمخاطر، رأينا أن استخدام منتجات وتطبيقات وخدمات ديبسيك يشكل مستوى غير مقبول من المخاطر الأمنية على الحكومة الأسترالية". وأضافت أنه اعتباراً من اليوم الأربعاء، يجب على جميع الكيانات غير التجارية التابعة للكومنولث "إزالة جميع حالات استخدام منتجات وتطبيقات وخدمات ديبسيك الموجودة في جميع أنظمة الحكومة الأسترالية والأجهزة المحمولة". كما شدد التوجيه على ضرورة منع "الوصول إلى ديبسيك أو استخدام أو تثبيت منتجاته" عبر جميع الأنظمة والأجهزة الحكومية. وقد حظي هذا القرار بدعم من كلا الحزبين في أستراليا.
وأكدت الباحثة في الأمن السيبراني، دانا مكاي، أن "ديبسيك" يمثل خطراً حقيقياً، وأوضحت لوكالة فرانس برس قائلة: "جميع الشركات الصينية ملزمة بتخزين بياناتها في الصين، وكل تلك البيانات تخضع لتفتيش الحكومة الصينية". وأضافت مكاي، من معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا: "الشيء الآخر الذي يذكره ديبسيك صراحةً في سياسة الخصوصية الخاصة به هو أنه يجمع بيانات ضربات المفاتيح وأنماط الكتابة". وأشارت إلى أنه "يمكن التعرف إلى الأفراد من خلال ذلك". وأضافت: "إذا كان من المعروف أن عملاً ما يأتي من جهاز حكومي، ثم عاد المستخدم إلى المنزل وبحث عن شيء غير لائق، فسيكون هناك نفوذ ضدهم".
قلق عالمي من "ديبسيك"
أثار "ديبسيك" قلقاً خلال الشهر الماضي عندما زعم أن روبوت المحادثة الجديد R1 الخاص به يضاهي قدرات الذكاء الاصطناعي الرائدة في الولايات المتحدة، ولكن بجزء بسيط من الكلفة. وأثار ذلك ضجة في وادي السيليكون، حيث وصف البعض أداءه العالي وكلفته المنخفضة المفترضة بأنها إنذار لمطوري الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة. واتهم بعض الخبراء "ديبسيك" بعكس هندسة تقنيات الذكاء الاصطناعي الرائدة في الولايات المتحدة، مثل تلك التي تدعم "تشات جي بي تي".
وأعربت عدة دول، من بينها كوريا الجنوبية وأيرلندا وفرنسا وأستراليا وإيطاليا، عن مخاوفها بشأن ممارسات "ديبسيك" في التعامل مع البيانات، بما في ذلك كيفية معالجة البيانات الشخصية والمعلومات المستخدمة لتدريب نظام الذكاء الاصطناعي الخاص به.
ومنعت تايوان جميع وكالاتها الحكومية ومقدمي خدمات البنية التحتية الحيوية من استخدام تقنية "ديبسيك" ، مشيرة إلى مخاوف أمنية. وأعلنت هيئة حماية البيانات الشخصية في إيطاليا حظر الوصول إلى "ديبسيك"، وأشارت في بيان إلى أن القرار جاء "لمنع الشركة الصينية من معالجة بيانات المستخدمين الإيطاليين"، كما لفتت إلى أنها فتحت تحقيقاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصينية.
أما في الولايات المتحدة، فقد تلقى العاملون في مكاتب الكونغرس تحذيرات بعدم استخدام "ديبسيك"، وفقاً لموقع أكسيوس. كما أصدر حاكم ولاية تكساس أمراً بحظر تطبيقات "ديبسيك" من الأجهزة الحكومية، فيما أصدرت البحرية الأميركية تعليمات تحظر على أفرادها استخدام التقنية لأي غرض، سواء للعمل أو للاستخدام الشخصي، بسبب مخاوف أمنية وأخلاقية. أيضاً، حظرت وكالة أنظمة المعلومات الدفاعية التابعة للبنتاغون الوصول إلى تقنيات "ديبسيك" بعد اكتشاف استخدام غير مصرح به من قبل بعض الموظفين، ومنعت وكالة ناسا موظفيها من استخدام هذه التقنيات على الأجهزة والشبكات الحكومية، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
وبشكل مماثل، أشار مسؤول في هيئة مراقبة خصوصية المعلومات في كوريا الجنوبية إلى أن الهيئة تخطط لاستجواب الشركة الصينية حول كيفية إدارة المعلومات الشخصية للمستخدمين، كما لفت إلى أن لجنة حماية المعلومات الشخصية في البلاد سترسل طلباً مكتوباً للحصول على معلومات إلى مشغلي نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني قريباً.
(فرانس برس، العربي الجديد)