أذرع السيسي وسط أزمة مع الصعيد بعد تصريحاته عن زيادة السكان

أذرع السيسي وسط أزمة مع الصعيد بعد تصريحاته عن زيادة السكان

19 فبراير 2021
اعتبرت تصريحات أمين إهانة لرجال ونساء الصعيد (واشنطن بوست/Getty)
+ الخط -

غضب واسع استقبل به مغردون مصريون تصريحات المذيع تامر أمين حول الريف والصعيد، بعدما هاجم في برنامجه "آخر النهار" الزيادة السكانية، في موقف تبنته الأذرع الإعلامية بعد تصريحات للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال أمين على فضائية "النهار": "في ناس في الريف والصعيد بتخلف علشان عيالهم هم اللي يصرفوا عليهم، تنجب كي يصرف عليها أولادها، الولد يوصل 5 أو 7 سنين يوديه ورشة يشتغل، ولو بنت يشحنوهم عالقاهرة علشان يشتغلوا خدامات".

التصريحات تداولتها حسابات وصفحات من الصعيد على "فيسبوك"، ووجهت انتقادات حادة لتامر أمين، داعية إلى مقاطعته والتقدم ببلاغ للنائب العام ضده، وهو ما حدث.

وحاول أمين عبر فيديو قصير على موقع "يوتيوب" التراجع عن تصريحاته، متهماً معارضيه بالتصيّد له للإيقاع بينه وبين أهل الريف والصعيد.

لكن ذلك لم يوقف الهجوم عليه، وقد قرر "المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام"، اليوم الجمعة، وقف برنامج أمين بسبب تصريحاته هذه إلى حين استدعائه والتحقيق معه يوم الأحد المقبل.

 وعلى "تويتر" كتب الإعلامي المقرب من النظام مصطفى بكري: "‏الأخ الإعلامي تامر أمين، نساء الصعيد لا يعملن خادمات في البيوت، ورجال الصعيد لا يقبلون الجلوس في البيوت لتصرف عليهم بناتهن، الصعيد مصنع الرجال، ويعرف العيب جيداً، أتمنى منك الاعتذار لمن أصيبوا برذاذ كلماتك".

وهاجمه جابر المري: "‏ليس كل أبناء الريف يعملون بالخدمة في البيوت يا جلف، ولو حدث هذا سيكون جراء ما يفعله أسيادك بهم، من إفقار وذل ومهانة، فمجدي يعقوب، الطبيب العالمي الذي تتسولون باسمه في القنوات، من أبناء الصعيد. ولولا أنه هاجر من مصر صغيراً لكان الآن يعمل كمدرس مغمور...".

وطالب عدد من أعضاء البرلمان المصري، لا سيما من نواب محافظات الصعيد، السلطات المختصة بـ"مساءلة ومحاكمة الإعلامي تامر أمين". وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، طارق رضوان، إن أمين "تناسى أن الكثير من مشاهير المجتمع ترجع أصولهم إلى الصعيد أو الريف، ما بين مسؤولين تشريعيين وتنفيذيين، وأصحاب قرار في إدارة الدولة".

وأضاف رضوان: "على أمين مراجعة تصريحاته، وما يتمخض عنها من تأثيرات سلبية تؤجج السلام المجتمعي، وإنني أتقدم بصفتي التشريعية، وفي الأصل أنا صعيدي معتز بأصولي من محافظة سوهاج، بشكوى إلى (المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام)، لاتخاذ ما يلزم من إجراءات إدارية وقانونية في هذا الشأن".

وتقدم وكيل لجنة الخطة والموازنة في البرلمان، ياسر عمر، بطلب إحاطة (أداة نيابية) موجه إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ورئيس "المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام" كرم جبر، يطالب فيه بضرورة مساءلة أمين عن تصريحاته. كما تقدم النائب خالد أبو نحول بطلب إحاطة موجه إلى وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، بشأن إهانة أمين للأهالي في مناطق الصعيد والريف.

وطالب النائب إبراهيم نظير الأجهزة المعنية في الدولة بـ"وقف برنامج أمين على الفور، لأنه أهان كل قرى مصر، وليس الصعيد فقط"، ومحاسبة مقدمه لأن ما قاله "يُهدد السلم المجتمعي، ويُخل بمبدأ المواطنة والمساواة الذي أقره الدستور".

وقال النائب أحمد عبد السلام قورة في بيان: "هذا الإعلامي الجاهل بعادات وقيم الصعيد الأصلية ادعى كذباً وزوراً أن الأهالي في الريف والصعيد ينجبون الأبناء من أجل تشغيلهم في الورش والمنازل"، لافتاً إلى اعتزامه التقدم ببيان عاجل إلى رئيس مجلس النواب حنفي جبالي عن الواقعة، وإلقاءه أمام جلسة البرلمان المقررة في 28 فبراير/شباط.

ورداً على الغضب الشعبي والرسمي، قدمت شبكة قنوات "النهار" اعتذاراً لجميع أهالي صعيد مصر وريفها في الوجه البحري، بعد "الخطأ غير المقصود" الذي ورد في برنامج "آخر النهار" على لسان الإعلامي تامر أمين، أثناء حديثه عن مواجهة الزيادة السكانية في مصر.

وقررت الشبكة حذف الفيديو المسيء لأمين من منصاتها المختلفة، وفتح تحقيق عاجل في ملابسات الواقعة.

جاء كلام أمين بعد تصريحات السيسي الذي حذر من استمرارية معدلات الزيادة السكانية الحالية في مصر (مليونا مولود سنوياً تقريباً)، بقوله: "هذه المعدلات لن تتيح للمواطن الشعور بأي تحسن في الأوضاع المعيشية، و400 ألف مولود جديد سنوياً هو المعدل الأمثل للزيادة السكانية"، مدعياً أن "إنجاب أكثر من طفلين يعد مشكلة كبيرة جداً للدولة، والتي لا تسعى لحل هذه الأزمة من خلال إصدار تشريعات حادة".

وسارعت "دار الإفتاء" المصرية إلى دعم حديث السيسي، بإطلاق شعار "تنظيم النسل جائز" على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلة عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك" إن "الكثرة من غير قوة تدخل في الكثرة غير المطلوبة، والتي هي كـ(غثاء السيل)، والقائم بتنظيم النسل أو مؤيده ليس متدخلاً في قدر الله، أو معترضاً عليه، لأنه من باب الأخذ بالأسباب".

المساهمون