أدوات العصر الحجري استمرت أطول مما كان يعتقد

دراسة جديدة: أدوات العصر الحجري استمرت أطول مما كان يعتقد

15 يناير 2021
عرف سكان غرب أفريقيا في العصر الحجري كيفية اختيار الحجر الجيد (Getty)
+ الخط -

وثق باحثون في معهد "ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري"، في ألمانيا، أحدث واقعة معروفة للعصر الحجري الأوسط. إذ كشفت دراسة نشرت في مجلة "ساينتفك ريبورتس" يوم الإثنين، 11 يناير/ كانون الثاني، أن مجموعات من الصيادين وجامعي الثمار، في ما يعرف اليوم بالسنغال، استمروا في استخدام تقنيات العصر الحجري الأوسط المرتبطة بأقدم عصور ما قبل التاريخ، قبل 11 ألف عام.

يتناقض هذا مع النظرة السائدة بأن المراحل الثقافية الرئيسية للإنسانية في عصور ما قبل التاريخ حدثت في تسلسل عالمي واحد.

وفقا للنتائج الجديدة؛ فإن الأدوات الأولى التي صنعها الإنسان في العصر الحجري ظلت مستخدمة حتى قبل 300 ألف عام، أي 20 ألف سنة أخرى أكثر مما كان يعتقد العلماء. لفترة طويلة، كان يعتقد أن أدوات العصر الحجري قد تم استبدالها منذ 30 ألف عام بنوع مختلف، من حيث الحجم والجودة، ابتداءً من الأدوات الأكثر ملاءمة، وصولاً إلى استراتيجيات سبل العيش المتنوعة وأنماط التنقل عبر القارة الأفريقية. لكن الدراسة الجديدة، تظهر أن الصيادين وجامعي الثمار في السنغال استمروا في استخدام التقنيات القديمة المتبعة منذ أقدم عصور ما قبل التاريخ البشري وحتى 11000 سنة مضت.

لم تحدث المراحل الثقافية السابقة للتاريخ للبشري في تسلسل عالمي واضح، ولكنها يمكن أن تتقدم بطريقة جزئية وفي أوقات مختلفة. من وجهة نظر إلينور سيري Eleanor Scerri، الباحثة في معهد "ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري"، والباحثة الرئيسية في الدراسة، فإن بلدان غرب أفريقيا تمثّل حدوداً حقيقية لدراسات التطور البشري.

كل ما نعرفه تقريباً عن أصول الإنسان يتم استقراؤه من الاكتشافات في أجزاء صغيرة من شرق وجنوب أفريقيا

لا نعرف شيئاً تقريباً عمّا حدث فيها في عصور ما قبل التاريخ. وتوضح سيري أن كل ما نعرفه تقريباً عن أصول الإنسان يتم استقراؤه من الاكتشافات في أجزاء صغيرة من شرق وجنوب أفريقيا. استكشف الباحثون عدداً من المناطق في السنغال، من أطراف الصحراء، إلى الغابات وضفاف نهري السنغال وغامبيا، حيث عثروا على اكتشافات في مواقع متعددة تعود إلى العصر الحجري الوسيط.

تظهر هذه الاكتشافات أهمية البحث في القارة الأفريقية بأكملها، إذا أردنا فهم الماضي البشري البعيد، وفق الباحثة. أحد التفسيرات التي قدمتها الدراسة، لسبب استمرار ثقافة العصر الحجري الوسيط لفترة طويلة في هذه المنطقة من غرب أفريقيا، هو الحواجز الطبيعية في الشمال، حيث تلتقي المنطقة بالصحراء، وفي الشرق توجد الغابات الاستوائية التي غالباً ما تكون معزولة عن بقية الغابات الاستوائية في فترات الجفاف.

كذلك شكّلت أنهار غرب أفريقيا مجموعة مستقلة ومعزولة عن بقية المناطق.

في هذا السياق، يشدد الباحثون على أن سكان غرب أفريقيا، في العصر الحجري، اتصفوا بدرجة من الحنكة التي أهلتهم لمعرفة كيفية اختيار الحجر الجيد لصنع أدواتهم واستغلال المناظر الطبيعية التي يعيشون فيها.

من جهة أخرى، في دراسة صدرت العام الماضي، أجرتها جامعة غوتنغن، يقول الباحث ديريك هوفمان: "فعلياً، لم يتبقَ أي سلوك نفعله نحن الآن في حياتنا الحالية، لم يكن إنسان النياندرتال يفعلها. لا يوجد اختلاف كبير بين هذا الإنسان وبين الإنسان المعاصر الذي بدأ في العصر الحجري". بهذا، يبدو أنّ الافتراضات السابقة حول إنسان النياندرتال، وخصوصاً الاعتقاد بالقدرات العقلية المنخفضة له، بدأت تسقط واحدةً تلو الأخرى؛ إذْ تشير العديد من الأبحاث إلى أنّ أبناء عمومتنا المنقرضين كان لديهم نفس الشعور بظاهرة الفن مثلاً، كما هو لدينا.

المساهمون