أحمد نعينع... منذ فتحت الإذاعة أبوابها لذلك القارئ الشاب

أحمد نعينع... منذ فتحت الإذاعة أبوابها لذلك القارئ الشاب

29 ابريل 2022
حفظ الشيخ القرآن طفلاً (أحمد عيد عطية)
+ الخط -

تتعدد الأسباب التي تُكسب محاورة شيخ قراء مصر، أحمد نعينع، أهميتها. رحلة الرجل مع فن التلاوة تتجاوز نصف قرن، وقصته مع الشهرة الواسعة تتخطى أربعة عقود، استطاع خلالها أن يصل إلى مكانة، على المستويين الرسمي والجماهيري، لم يصل إليها قارئ بعد رحيل جيل الأعلام الكبار، ثم تمثل إنجازه الأكبر في قدرته الفريدة على المحافظة على تلك المكانة، ومقدرته الاستثنائية على الاستمرار والتألق، رغم توالي السنوات، من خلال معادلة متوازنة لإدارة صوته، وإرضاء جمهوره، من دون أي قدر من التنازل عن سلامة التجويد ومخارج الحروف، أو أي ابتعاد عن النمط الكلاسيكي لتنغيم القرآن بالمقامات الموسيقية العربية.

ينظر المهتمون بفن التلاوة إلى نعينع باعتباره "البقية الصالحة" و"الامتداد الطبيعي" لجيل الرواد، كما يرونه "الوريث الشرعي الأول" لمدرسة القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل. فعلى الرغم من عشرات القراء المصريين المشهورين الذين ساروا على درب إسماعيل وتأثروا به، فإنّ صوت نعينع وأداءه وقوة قفلاته، جعلت منه أبرز المتخرجين من هذه المدرسة.

لعل أهم عوامل الاستمرارية لدى نعينع أنه لم يتصدر للتلاوة الجماهيرية إلا بعد تأسيس شديد المتانة: حفظ القرآن كاملاً وهو طفل صغير في مسقط رأسه، مطوبس، في محافظة كفر الشيخ، ثم قوى حفظه مرة أخرى على يد الشيخ أحمد الشوا الذي اشتهر بدقته المتناهية في تعليم ضبط الألفاظ ومخارج الحروف، ثم تلقى عليه أحكام التجويد بمستوى عالٍ جداً.

وبعد التحاقه بكلية الطب في جامعة الإسكندرية، بدأ بتلقي القراءات العشر على يد الشيخة أم السعد محمد نجم، أشهر شيخات القراءات في الإسكندرية. وحين ذهب إليها يطلب القراءات، ألزمته بتسميع ختمة قرآنية كاملة لتطمئن إلى متانة حفظه، فانبهرت من أدائه لأحكام التجويد ومخارج الحروف. سألها نعينع: "كيف أجمع بين ضغط دراسة الطب وبين تلقي القراءات وحفظ طيبة النشر؟". أجابته الشيخة المتقنة: "احفظ بيتاً واحداً كل يوم، لا أكثر". بعد سنوات، تخرج نعينع من كلية الطب، وأيضا أجيز في القراءات العشر الكبرى من الشيخة أم السعد.

بعد التأسيس العلمي، جاءت مرحلة الصقل الفني، وهيأت المقادير للقارئ الشاب أن يتعرف إلى زعيم دولة التلاوة المصرية، آنذاك، الشيخ مصطفى إسماعيل. وانتقلت علاقة نعينع بإسماعيل من مرحلة الإعجاب بتلاوته عبر الراديو، إلى علاقة تلمذة مباشرة، بل وصداقة شخصية امتدت منذ بداية السبعينيات حتى رحيل إسماعيل في الأسبوع الأخير من عام 1978.

يكشف نعينع عن ملابسات هذا اللقاء، في حديث إلى "العربي الجديد" قائلاً: "كان الفنان أحمد خليل، أبرز سميعة الشيخ مصطفى في الإسكندرية يعرفني، واستمع إليّ أكثر من مرة وأنا أقرأ القرآن في مسجد سيدي علي السماك. وفي أحد محافل الشيخ مصطفى، أخذني أثناء الاستراحة، وعرفني به قائلاً: الولد ده يقرأ مثلك بالضبط يا مولانا. وطلب مني أن أقرأ أمام الشيخ، وبالفعل، تلوت آيات من سورتي الزخرف والدخان". يضيف نعينع: "في نهاية التلاوة، كنت أقرأ بجملة موسيقية تعلمتها من إسماعيل، وهي مزيج من مقامي الصبا والجهاركاه، فخلع الشيخ عمامته إعجاباً بأدائي لهذه الجملة وهو يقول: الولد أخذها جاهزة".

منذ تلك اللحظة، لم يترك أحمد نعينع أستاذه، الذي كان يقضي في الإسكندرية فترات طويلة، ويحيي فيها ليالي كثيرة طوال العام. يقول نعينع: "كان الشيخ كأنّه يملك جمهور الإسكندرية. كان تجار شارع العطارين مثلاً يتسابقون في دعوته لإحياء الليالي، فتجار أول الشارع يدعونه ليلة ويقيمون له سرادقا ضخما، وفي الليلة التالية يكرر تجار منتصف الشارع ما فعله زملاؤهم في أوله، وفي الليلة الثالثة يأتي الدور على تجار آخر الشارع... ثلاث ليال متتالية في شارع واحد". ويتذكر القارئ الطبيب، أنه في عام 1972 أحيا الشيخ مصطفى في الإسكندرية 41 ليلة متتالية من دون توقف. يقول: "لم يكن يتعب، ولا يصيب صوته أي إجهاد، ولا يتأثر بهذا الجهد المتصل من دون راحة".

تشرب نعينع أسلوب الشيخ مصطفى تشرباً كاملاً، وتعلم منه أرقى طرق الأداء النغمي، والانتقال الموسيقي، وإحكام القفلات: "تعلمت منه كل ما يحتاجه القارئ، لكن أعظم ما استفدته منه يتمثل في كيفية إدارة الصوت، فإسماعيل كان عبقرياً في إدارة صوته، وبالرغم من قدرته الفائقة على الأداء من المناطق الحادة والجوابات العالية، فإنّه كان يبهر الجمهور بالطبقة الوسطى، فتلك الطبقة عند الشيخ كانت غنية جدا، وكان يقدم منها أفانين شديدة الثراء". ويرى نعينع أن هذا هو ما مكن الشيخ مصطفى من الاستمرار في القراءة القوية الآسرة حتى وفاته.

بعد رحيل الشيخ مصطفى، بدأ الصعود الكبير لأحمد نعينع. استضافته الإعلامية آمال فهمي في برنامجها الشهير "على الناصية"، وطالبت بأن تفتح الإذاعة بابها للقارئ الصاعد. وبعد الحلقة، انهالت آلاف الخطابات على الإذاعة، تطالب باعتماد نعينع قارئاً. وبالفعل، حددت لجنة اختبار القراء له موعداً، ولم يعلم الطبيب الشاب بهذا الموعد إلّا من برنامج "على الناصية أيضاً". كان البرنامج يُذاع الجمعة، وعرف أنه سيختبر الأحد، فاستقل القطار من الإسكندرية إلى القاهرة بصحبة شقيقه، وخلال ليلة واحدة، سمّع نعينع على أخيه القرآن كاملاً استعداداً لمواجهة اللجنة.

يروي نعينع تفاصيل الاختبار. يقول: "كان بعض أعضاء اللجنة مغتاظين من الإعلامية آمال فهمي، لأنّها بشرت جمهور برنامجها بأنه سيستمع قريبا إلى صوتي في الإذاعة. اعتبروا أنّ كلامها هذا تدخل في عملهم، فتشددوا معي". يضيف: "وجهت اللجنة لي 16 سؤالاً، وأجبت عنها جميعاً من دون خطأ واحد أو تلعثم. وبعدما قمت إلى الاستوديو لاختبار الصوت، دخل أحد أعضاء اللجنة وطلب مني أن أقرأ من سورة محمد، ظناً منه أنّ قفلاتها ستكون صعبة عليّ، فقرأتها من مقام النهاوند، وكنت أرى من الزجاج استحسان وإعجاب الموسيقيين الكبيرين، محمود كامل وأحمد صدقي".

تعرف الرئيس الراحل أنور السادات إلى أحمد نعينع، عندما استمع إليه لأول مرة في حفل للقوات البحرية التي كان نعينع مجنداً بها. ثم تكرر استماعه له وإعجابه به في حفل لنقابة الصيادين في الإسكندرية، ثم في حفل لنقابة الأطباء أقيم في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1978. وبعد هذا الحفل، طلب السادات ضم نعينع إلى رئاسة الجمهورية، وألحقَ بسكرتارية الرئيس طبيباً، مع تكليفه بأن يكون القارئ في كلّ الاحتفالات التي يحضرها رئيس الدولة.

حديث نعينع عن إعجاب السادات به، استدعى مواجهته بالانطباع الذي تولد عند كثيرين، بأن السلطة في مصر وفرت له رعاية واهتماما لم يحظ بهما أحد من القراء. ينفي نعينع هذه "الشائعة" جملة وتفصيلا، ويبرهن على نفيه قائلا: "لم تطل صفتي الرسمية قارئاً للرئاسة، فقد اغتيل الرئيس السادات في أكتوبر 1981، وخلفه نائبه محمد حسني مبارك، وبمجرد أن انقضى أربعون يوماً على وفاة السادات، صدر قرار بإنهاء خدمة كلّ أفراد السكرتارية الخاصة به، وكنت من ضمنها". يواصل نعينع: "نُقلت للعمل طبيباً في قصر عابدين، وكان عملي ينتهي يومياً مع أذان العصر، ما يعني استحالة قبولي لإحياء الليالي خارج القاهرة، فاستقلت من الوظيفة، وانتقلت للعمل طبيباً في مستشفى المقاولون العرب".

لكن ما حدث أنّه مع أول مناسبة، استدعت الرئاسة قارئاً شهيراً، ولم يكن موفقاً في أدائه، فعادت الرئاسة للاتصال به مع كلّ مناسبة، لكن من دون إلحاقه بالفريق الرئاسي. يضيف نعينع: "الالتحاق بالرئاسة يعد قيداً كبيراً على القارئ، فالسفر للخارج يستلزم إذن رئيس الجمهورية، وحين جاءتني دعوة لإحياء ليالي شهر رمضان في الأرجنتين، طلبت إذن السادات للسفر فرفض".

عام 1985، بدأ أحمد نعينع تسجيل المصحف المرتل، وكان أول قارئ ينفذ هذه المهمة الكبيرة بعد "الخمسة الكبار"؛ محمود خليل الحصري، ومصطفى إسماعيل، وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمد صديق المنشاوي، ومحمود علي البنا. يروي نعينع قصته مع التسجبل: "عام 1984، قررت الإذاعة تسجيل ختمة مرتلة مشتركة، لأربعة قراء، يشتركون جميعاً في كلّ فقرة من فقرات الختمة، بحيث يقرأ كلّ واحد منهم سبع دقائق، فيبدأها الشيخ محمود علي البنا، ويليه الشيخ محمود صديق المنشاوي، ثم الشيخ محمود البجرمي، وأختم أنا الفقرة. أثناء التسجيل، أعجب الشيخ البنا بأدائي إعجاباً شديداً، وخاطبني قائلاً: أنت تستحق تسجيل مصحف مرتل كاملاً وحدك. ومع الأسف، لم تكتمل هذه الختمة، إذ رحل الشيخ محمود علي البنا في يوليو/تموز 1985. لكن كلماته ظلت تدوي في أذني، فتقدمت بطلب لرئيس الإذاعة لتسجيل ختمة كاملة، وكنت أول قارئ يسجل بعد جيل الرواد".

ومع المصحف المرتل، يذكر نعينع أنه سجل القرآن كله مجوداً للإذاعة، في 160 فقرة، استغرقت 4 سنوات كاملة.

في مصر، تحظى مساجد آل البيت بمكانة جماهيرية كبيرة جداً، وفي مقدمتها يأتي مسجد الإمام الحسين، الذي تعاقب على دكة التلاوة به أعلام القراء في القرن العشرين، من أمثال المشايخ علي محمود، ومحمد الصيفي، ثم محمود خليل الحصري، ومحمود علي البنا. وبعد رحيل الأخير، صدر قرار وزاري بتعيين الشيخ عبد الباسط عبد الصمد قارئاً للمسجد، وفي نفس القرار عُين أحمد نعينع نائباً للقارئ.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988، رحل الشيخ عبد الباسط، الذي ظل لسنوات طويلة يمثل جزءاً مهماً من النفوذ الثقافي والروحي لمصر في العالم الإسلامي كله. وترقبت الجماهير مَن ستختاره وزارة الأوقاف قارئاً للمسجد المصري الأهم. أصبح أحمد نعينع قارئاً رسمياً لمسجد الإمام الحسين، ولم يتجاوز سنه وقتها الـ 34 عاماً.

توثقت علاقة أحمد نعينع بالموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي عُرف باهتمامه الكبير بفن التلاوة، وكان صديقاً مقرباً من الشيخين الكبيرين محمد رفعت ومصطفى إسماعيل. طلب موسيقار الأجيال من نعينع تسجيل تلاوات بصوته لشركة "صوت الفن". وأثناء التسجيل، لم يبخل عبد الوهاب بخبرته الكبيرة، ولا بنصائحه الدقيقة على القارئ الصاعد بقوة في سماء التلاوة المصرية. يضرب نعينع مثالاً: "حاولت أن أؤدي جملة مختلفة عن طريقة مصطفى إسماعيل، لتكون شيئاً جديداً، وعلى الفور، أشار عبد الوهاب: Stop! (توقف)، ثم قال لي: لا تتهرب من طريقة الشيخ مصطفى إلا إذا كانت إضافتك أجمل من ما أتى به. فإذا لم تكن كذلك، فالتزم طريقته، ولا تطلب التجديد لأجل التجديد".

يتمتع نعينع بصوت شديد الصفاء، يمتد على مساحة ديوانين كاملين، مع نفس طويل جداً، وعزم قوي يتزايد كلما اقترب من القفلة. وقد انطلق متسلحاً بما حصل من فن مصطفى إسماعيل، وبما استفاد من نصائح محمد عبد الوهاب.

اتسعت شهرته، وامتدت إلى مختلف بلدان العالم. عام 1982، زار نعينع لندن في أول رحلة خارجية لإحياء محافل قرآنية، ومنذ ذلك التاريخ، لم تنقطع رحلاته إلى الخارج. زار جميع البلدان العربية والإسلامية، وتلقى الدعوات من الجاليات والمراكز الإسلامية في أوروبا وأميركا وأستراليا. زار روسيا، والجمهوريات الإسلامية التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي. لا يستطيع نعينع أن يعدد البلدان التي زارها، فقائمتها أطول من أن يتذكرها. اختصر المسألة قائلاً: "لم أزر الصين ولا اليابان... وبعض الدول تكررت زيارتها 10 مرات بل 20 مرة". واختير المُقرئ الأول على قراء العالم المشاركين في المسابقة الدولية للقرآن في الهند.

يتحسر أحمد نعينع على ما آل إليه حال فن التلاوة في مصر، ويقول إنّ الجماهير في مختلف البلدان التي يزورها تسأل بأسى عن أسباب تراجع مستوى القراء المصريين. ويتذكر ما سمعه بنفسه في الثمانينيات من محمد عبد الوهاب، حول توقعه أن يستمر التدهور حتى يصل إلى درك سحيق من الضعف والابتذال، ولا سيما بعد تآكل طبقة المستمعين، الذين تربت آذانهم على أصوات كبار القراء، وحلّ محلهم من لا طاقة له على التفريق بين التبر والتراب. قال له عبد الوهاب يوماً: "لقد مات الأستاذ... وسأله نعينع: "من تعني؟" فقال الموسيقار الكبير: "الجمهور".

يرى شيخ قراء مصر أنّ التدهور بدأ مبكراً وببطء، وتحديداً في حقبة الستينيات، حينما ظهر بعض القراء الذين أرادوا أن يميزوا أنفسهم بقفلات غير معتادة، وتختلف عما ورثناه عن مصطفى إسماعيل، وكبار القراء، فكانت النتائج كارثية، وبدأت القفلات تتسم بالضعف والتفكك والركاكة. صارت أشبه بكلاكسات (أبواق) السيارات.

يرصد نعينع بعضاً من مظاهر الضعف في المشهد المصري الحالي، بعدما استطاع عدد ممن يصفهم الرجل بأصحاب الأصوات ذات الطابع الجهوي، والمفتقد للروح الحضرية، أن يصل إلى الإذاعة، وأن يحقق قدراً من الشهرة والانتشار. يضيف موضحا: "بعضهم كان صوته أقرب إلى النشاز. لكنهم مع مرور الوقت، صاروا قدوة للقراء الجدد والشباب، الذين انقطعت صلتهم بكلّ أشكال الأداء الكلاسيكي الموروث".
وبرأي نعينع، فقد تعمقت الأزمة في السنوات العشر الأخيرة، بسبب ظهور ما يعرف بسماسرة التلاوة، ومقدمي الحفلات، وقد تفنن هؤلاء في إضفاء الألقاب الكاذبة والوهمية على قراء لا يصلحون لاعتلاء دكة التلاوة، مقابل نسب عالية من أجر القارئ تتجاوز في بعض الأحيان 50%. كما عرفت السرادقات لأول مرة ظاهرة القارئ الذي يأتي بجمهور مستأجر للتهليل والصراخ بكلمات الاستحسان المفتعلة.

في مطوبس في محافظة كفر الشيخ، ولد أحمد أحمد نعينع، عام 1954، وفي الإسكندرية، درس الطب، والقراءات، وعرف مصطفى إسماعيل. ومن الإسكندرية إلى القاهرة، أو بالأحرى من مسجد علي السماك إلى مسجد الإمام الحسين... رحلة طويلة في الزمان والمكان والعمق، وخبرة تغري من يحاوره أن يسأله: من يُفضل من القراء المعاصرين؟ ليبادر "القارئ الطبيب" بالإجابة نصاً من دون أن يستغرق ثانية واحدة في التفكير: "ولا واحد". وتلك إجابة، لم يكن ليجرؤ عليها مشتغل بهذا الفن، إلّا ذلك الخبير الذي وصل صوته بالقرآن إلى كلّ بقعة في العالم، حتى لتصدق عليه تلك العبارة التراثية الشهيرة: "انتهت إليه رئاسة التلاوة بالديار المصرية".

المساهمون