استمع إلى الملخص
- تبدأ أحداث "آسر" ببطء، معتمدة على تقنية "الفلاش باك" لعرض قصة "مجد" الذي يتعرض لمؤامرة من شقيقه وزوجته، مما يؤدي إلى اتهامه بسرقة متجر مجوهرات.
- رغم ضعف السيناريو وإدارة المخرج، إلا أن مشاركة باميلا الكيك عززت حضورها عربياً، مستفيدة من نسبة المشاهدة العالية للأعمال المصورة في تركيا.
الدراما المُعرّبة أصبحت أسيرة الاستهلاك والمصالح التجارية، إذ وقعت المسلسلات التركية المُعاد إنتاجها في إسطنبول في فخ التكرار الممل. بهذه البساطة يمكن وصف الحلقات الأولى من مسلسل "آسر" (نسخته التركية تحمل عنوان إيزيل)، الذي نقلته إلى النسخة العربية رغد الشعراني، ويشارك في بطولته باسل خياط، وباميلا الكيك، وخالد القيش، ونادين خوري.
تبدأ الأحداث ببطء من خلال شخصية "مجد" (النجم السوري باسل خياط) الذي ويعود إلى بيروت بعد معاقبته في دمشق على جرم لم يرتكبه، نتيجة وقوعه ضحية لمؤامرة حبكها شقيقه المغرم بزوجته، وصديقه، بينما خانته زوجته طمعاً في المال والنفوذ.
بأسلوب تقليدي، تعتمد الحلقة الأولى على تقنية "الفلاش باك" لعرض رحلة "مجد" المغلوب على أمره، والعاشق لجارته التي يلتقيها صدفة في الشارع. تنشأ بينهما قصة حب سرعان ما تنتهي بزواج لليلة واحدة، ثم تتواصل الأحداث باتهام "مجد" بسرقة متجر المجوهرات الذي يعمل فيه شقيقه وزوجته، اللذان تآمرا عليه بهدف إبعاده عن الصورة والانفراد بحصاد المال وتحقيق الذات.
على الرغم من مواظبة باسل خياط على بطولة الأعمال المُعربة، إلا أنّ أداءه هنا يبدو أقل من المتوقع، خاصة بعد فشله قبل عامين في مسلسل "الثمن" إلى جانب اللبنانية رزان جمّال. وكذلك الحال بالنسبة لخالد القيش الذي يظهر مجدداً في عمل أقل من عادي، ويفقد بريقه الذي حققه سابقاً في الدراما السورية.
على النقيض، تبدو باميلا الكيك الوحيدة التي استطاعت قلب الصورة لصالحها. ظهرت الكيك بـ"لوك" جديد متخلية عن لون شعرها الطبيعي، بما يتناسب مع شخصية "حياة"، الفتاة اللعوب التي لا تتردد في التضحية بأقرب الناس إليها من أجل الوصول إلى القمة، حتى لو كان ذلك مبنياً على الكذب والخداع. تأتي مشاركة باميلا الكيك بعد عامين من نجاحها في مسلسل "كريستال" بدور "عليا"، "وتعود الآن لتكسر النمطية في الحلقات الأولى من "آسر". ما يميزها هنا هو براعة الأداء التي تترجمها بتقنيات عالية، خصوصاً وأن الدور كان قد أُسند بداية إلى اللبنانية ريتا حايك التي اعتذرت عنه، ومن ثم إلى سيرين عبد النور التي اعتذرت أيضًا، ليقع الاختيار على باميلا الكيك بشكل موفق.
عادت الكيك إلى الدراما المُعربة في وقت تعاني فيه من تضييق شركات الإنتاج العربية التي تفضل إنتاجات خاصة ومحدودة. إلا أن مشاركتها في "آسر" عززت حضورها عربياً بفضل نسبة المشاهدة العالية التي تحظى بها الأعمال المصورة في تركيا، مما يثبت قدرتها على المنافسة بشكل أوسع مقارنة بزميلاتها في الدراما اللبنانية أو المشتركة.
مع ذلك، لم يصدر الحكم النهائي على "آسر" بعد، على الرغم من ضعف السيناريو وقدرة المخرج التركي المحدودة على إدارة الحركة، إضافة إلى برودة أداء الممثلين السوريين الذين يُفترض أنهم محترفون. يُلاحظ أيضاً اعتمادهم المبالغ فيه على التجميل، خصوصاً سامر المصري الذي يجسد دوراً يعاني من ملامح متصابية لا تخدم العمل.