"والله تفارقنا"... أصالة في مراهقة متأخرة

"والله تفارقنا"... أصالة في مراهقة متأخرة

03 أكتوبر 2020
قبل أسبوعين،أصدرت أصالة نصري ألبومها الغنائي "لا تستسلم" (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من الأوضاع العربية المتأزمة، تحاول المغنية السورية أصالة نصري الخروج إلى الجمهور عبر نشاط مكثف قامت به في الأشهر الأخيرة.

قبل أسبوعين، أصدرت أصالة نصري ألبومها الغنائي الجديد "لا تستسلم" وهو التعاون الرسمي الأول بينها وبين شركة "روتانا" بعد حرب باردة بين الطرفين بدأت سنة 2010، عندما اختارت نصري الخروج من حصار الشركة السعودية، وتجربة الإنتاج الخاص لألبوماتها وأعمالها الفنية.

الواضح، أن نصري تحاول اليوم، وبعد طلاقها من زوجها طارق العريان، التغلب على مسألة صعوبة إدارة أعمالها بنفسها، ومساعدة شقيقها أنس نصري فقط. لكن نصري وجدت نفسها بعد أقل من عام على الطلاق وحيدة، وتحتاج إلى مشورة أصدقائها المقربين الذين واكبوا العمل على الألبوم الغنائي، وسعوا إلى تعزيز الترويج الخاص بجديدها الذي احتوى على 19 أغنية باللهجة الخليجية.

لذلك، كان لا بد من زيارة بيروت لالتقاط الصور الخاصة في الحملة الدعائية الواجب أن ترافق الإصدار، وبالتالي تصوير أول أغنية من ضمن الألبوم "والله تفارقنا" التي وجدتها أصالة تعبر عن فترة ما بعد الطلاق. الكليب يطرح مسألة الفراق بين عاشقين، ويفتح مجدداً الباب أمام مشاهد وصور اختزلتها زميلات أصالة قبل وقت، وهذا يعني تكرار المكرر، لا جديد في الرؤية ولا في كيفية التقاط اللقطات المبعثرة. إضافة إلى ذلك، لم يتم التعامل مع الشكل المفترض أن تظهر به أصالة والدقة الواجب مراعاتها لفنانة تُعرَف بحسن صوتها، وبالتالي منحها صورة تبتعد عن عصر التقليد الذي يشهده عالم "الكليبات" العربية المصورة.

استعارات بدت واضحة من أغان شاهدناها من قبل، رؤية إخراجية ضعيفة تفتقد للبريق. "المغطس" الذي يصارع نفسه في عالم الكليبات، إلى المجازفة مع الصديقات والوقوع في شرك معجب أو بطل الكليب. إذْ استعان المخرج بالممثل اللبناني نيكولا معوض لهذا الغرض، لكن ظهور معوض بدا هو أيضاً باهتًا خاليًا من التفاعل المفترض أن يلبسه "الحبيب المنتظر"، فكيف إذا كان ممثلاً حقق في السنوات الأخيرة موقعًا متقدماً من خلال مشاركته في أعمال درامية مصرية؟

استسهال في التصوير دفع أصالة إلى ردات فعل لا تليق بها، وإظهارها كمراهقة متأخرة، تريد الخروج من صراع الحب إلى حبيب آخر ينقذها من لوعة الفراق (الطلاق) الواضحة جداً عليها. أسئلة كثيرة تُطرح حول مغامرة بعض الفنانات في العالم العربي في الظهور دائما بمظهر العشيقة التي لا تُهزم، وصعود في منسوب "الأنا" الشخصي، على اعتبار أن المغنية هي الحلقة الأقوى التي تنتصر دومًا في معارك الارتباط والصراع العاطفي، لنجد أنفسنا في "والله تفارقنا" أمام قصة مهزوزة تنتصر فيها المغنية رغم هزائمها الشخصية.

وتحاول أن تختزل أو توحي بأن السيناريو الخاص بالأغنية جاء دفاعًا عن العنف أو الغدر أو الخيانة. من المؤكد أن أصالة، وغيرها من المغنيات، بحاجة إلى عين ثانية ترى أكثر مما ترى الفنانة نفسها أو ما يجب عليه أن تكون عليه، وهذا ما يفتح نافذة أخرى أو آفاق جديدة تنقذ الغناء وعالم الكليبات من الرتابة.

المساهمون