"من هو قاتل شبّاك التذاكر؟": سؤال اللحظة

"من هو قاتل شبّاك التذاكر؟": سؤال اللحظة

22 نوفمبر 2021
إيتزيار أيْتونو وألفارو مورتي وأورسولا كورْبيرو: "لا كازا دي بابِل" (سامويل دي رومان/وايرإ
+ الخط -

 

"كيف يُمكن لهوليوود أنْ تُخطِّط، طالما أنّها غير عارفةٍ من يُشاهد ماذا؟" (بروكس بارنس ونيكول سْبرلينغ، الصحيفة اليومية الأميركية "نيويورك تايمز"، 5 سبتمبر/أيلول 2021). "لكنْ، من هو قاتل شبّاك التذاكر؟" (رومان تورال، المجلة السينمائية الشهرية الفرنسية "بروميير"، نوفمبر/تشرين الثاني 2021).

الاعتماد الأميركي على أرقام المبيعات جزءٌ من سياسة العمل في شركات الإنتاج والاستديوهات السينمائية. طريقة استخدام شبّاك التذاكر كوسيلة للتواصل، كأنْ يُقال "تحقيق هذه الكوميديا أكبر عددٍ من المشاهدين منذ الكوميديا الفلانية"، طمعاً بمزيدٍ من المُشاهدين؛ هذه الطريقة تُصبح ـ بسبب كورونا والآليات الجديدة للمُشاهدة ـ موضع تساؤل. مشاهدو زمن الوباء معتادون على تقنية "المُشاهدة على الطلب". منصّات وخدمات مختلفة تؤمّن مشاهدة كهذه، وطالبوها جالسون في منازلهم. هؤلاء، كما يبدو، غير مكترثين كما في السابق بفكرة الذهاب إلى الصالة لـ"مُشاهدة فيلمٍ على الموضة"، ذاك الذي يُحقِّق إيرادات كثيرة (بحسب المُعتَمَد عليه في صالات أميركا الشمالية)، أو يُشاهده عددٌ كبيرٌ من المُشاهدين (كالمُعتَمد عليه في فرنسا).

"الإيقاع متغيّرٌ حالياً" (نيويورك تايمز). "هكذا ندخل مرحلة متّسمة بكون "أخبار السينما" تُصبح "مفهوماً غامضاً (أو "مُشوّشاً")، حيث أنّ كل واحدٍ يُنظّم برنامجه بحسب رغباته في اللحظة نفسها، وليس بحسب الأرقام" (بروميير). "نتفليكس" مثلاً غير معنية بالإعلان عن أرقام أو أعداد. رغم وفرة الإحصاءات، "نكتشف عدم وجود منهجٍ أو مذهبٍ يُركَن إليه" (بروميير). تَدْ ساراندوس، رئيس المنصّة الأميركية، يكشف (نهاية سبتمبر/أيلول 2021) أمام وسائل إعلامية عدّة مجموعة كبيرة من البيانات "عديمة الأهمية كلّياً" (بروميير)، بخصوص إنتاجاتها. تقول البيانات مثلا إنّ المشتركين يُشاهدون بكثرة Tyler Rake وBird Box و6 Underground، وكذلك La Casa De Papel وStranger Things. لكنْ من دون أرقامٍ واضحة تؤكِّد هذه الـ"كثرة".

 

سينما ودراما
التحديثات الحية

 

هذا يكشف أنّ المنصة تُبقي ميول مُشاهديها وأذواقهم، المتعلّقة بالأفلام والمسلسلات والسلاسل الوثائقية، "سرّاً"، محمّياً بـ"قوّة" من الموزّعين. أي أنّ إخفاء رغبات المشاهدين، أو الجمهور كما يحلو لكثيرين وصفهم، يؤدّي إلى إلغاء ذاك التقليد المتّبع منذ سنين، والمتمثّل بشبّاك التذاكر، ما يجعل رومان تورال (بروميير) يتساءل عن قاتل هذا التقليد؛ ويدفع بروكس بارنس ونيكول سْبرلينغ (نيويورك تايمز) إلى محاولة العثور على إجاباتٍ، تُفسِّر واقعاً يبدو أنّه سيتفاقم أكثر فأكثر، في المقبل من الأيام.

شبّاك التذاكر غير محصور بالإيرادات فقط، تلك التي ترتبط بمفهوم الربح والخسارة، اقتصادياً وتجارياً. فيه ما يمنح محلّلين ومتابعين ومهتمّين مادة تكشف الميول السينمائية للمُشاهدين، المترافقة وأذواقهم الفنية والجمالية والأسلوبية. إذْ بفضلها يُخطَّط إنتاجياً للمراحل اللاحقة. ما تفعله المنصّات مُشابهٌ لهذا، لكنْ من دون الإعلان عن أرقامٍ.

"أقلّه في السابق، هناك لغة شبّاك التذاكر" تقول نينا جايكبسن (منتجة سينمائية وتلفزيونية، والرئيسة السابقة لـ"استديو والت ديزني")، مُشيرة قبل قولها هذا إلى أنّ "المسألة غير مرتبطة بالمال فقط"، فبالنسبة إليها وإلى الاستديو أيضاً، "يتعلّق النجاح، حقّاً، بما يلي: هل هذا (الفيلم) مهم؟ هل تحدّث (أو يتحدّث) الناس عنه؟ يسهل جداً الضياع في جبلٍ من المحتوى"، إشارةً منها إلى عمل المنصّات (نيويورك تايمز).

لـ"بروميير" تعليقٌ أخير، يكشف شيئاً من المستقبل: "الملاحظة الوحيدة الممكن استخلاصها من عام 2021، تكمن في أنّ شبّاك التذاكر لم يعد نافعاً". أيكون هذا صحيحاً؟

المساهمون