"مشاعل الفن"... فلسطين المحتلة بصوت فتياتها

"مشاعل الفن"... فلسطين المحتلة بصوت فتياتها

04 مارس 2022
تبقى الأغاني شاهِدة على حق الشعب الفلسطيني في أرضه (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يتناغم صوت الفلسطينية ديانا بدوان، من مدينة غزة، مع زميلاتها في فريق الكورال، خلال تقديم لوحات غنائية فلسطينية بنكهة تراثية وطنية، يهدفن من خلالها إلى إحياء الأغاني الفلسطينية، والحفاظ على قيمتها التاريخية.

وتنسجم الأغاني التراثية والوطنية التي تقدمها فتيات فرقة "مشاعِل الفن" الشبابية مع شجر الزيتون والملامح العتيقة لبيت السقا الأثري، شرقي مدينة غزة، وغيره من الأماكن التراثية والأثرية التي تُفضِل الفتيات الغناء فيها.

ويُكمِل بهاء المشهد ما ترتديه الفتيات من زي تراثي خاص بالبلدات الفلسطينية، ليجتمع الزي الفلسطيني التقليدي، تحت سماء مكان أثري، مع الصوت العذب، والأغاني الوطنية والتراثية مثل أغاني "يا ظريف الطول"، و"وين ع رام الله"، و"هدي يا بحر هدي".

وتُعنى ديانا بدوان، من خلال التحاقها بفريق "مشاعل الفن"، بتحقيق هدفين أساسيين، يتمثل الأول في تنمية موهبتها في الغناء، إلى جانب محاولة إحياء التراث الفلسطيني، وذلك لأهميته البالغة للفلسطينيين، خاصة في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية، والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني.

تتمسك الفرقة بالتراث، الذي يُحاول الاحتلال الإسرائيلي سلبه وطمسه ونسبه إلى نفسه، عبر المُشاركة في الأنشطة والفعاليات التراثية

وتوضح بدوان لـ "العربي الجديد" أنها وزميلاتها يحاولن التمسك بالتراث الذي يُحاول الاحتلال الإسرائيلي سلبه وطمسه ونسبه إلى نفسه، وذلك عبر المُشاركة في الأنشطة والفعاليات التراثية.

وتقوم فكرة الفريق الذي تأسس عام 2016، ويضم عشر فتيات، على أداء الأغاني التراثية والوطنية، وإحياء المهرجانات التراثية، والأيام الوطنية مثل يوم الأرض ويوم الاستقلال ويوم الأسير الفلسطيني، فيما يحرِصن على الظهور بملامح تراثية، تُحافِظ على الصورة العامة للفلكلور الفلسطيني.

والتحقت الفلسطينية جنين الداية (20 عاماً) بالفريق قبل نحو عام، وتبين أنها حاولت استغلال موهبتها في الغناء، لإحياء التراث الفلسطيني برفقة زميلاتها اللواتي شاركن في فيديو كليب يحمل مضموناً تراثياً، إلى جانب التدريب على العديد من الأغاني الوطنية.

وتقول الداية لـ "العربي الجديد" إن الفريق يسعى إلى تنمية المواهب، عبر إعادة إحياء الأغاني التراثية القديمة من جديد، وتطمح مع زميلاتها إلى صنع فارق في الناحية التراثية، عبر تسليط الضوء عليها، وعدم تركها حبيسة الماضي، لأهميتها التاريخية والوطنية.

ولم يختلف الهدف الذي انضمت من أجله الفلسطينية ندى سمور للفريق، وتوضح في حديث مع "العربي الجديد" أنها تسعى إلى الحفاظ على التراث الفلسطيني من خلال موهبتها في النشيد والغناء، وتبين أن لكل شخص مساحة خاصة، يُمكِنه من خلالها دعم قضيته العادلة.

من ناحيته، يوضح مدير فريق "مشاعل الفن"، حيدر العف، أن الفريق يشمل العديد من المواهب والتخصصات، بما فيها الشعر والنشيد والدبكة الشعبية الفلكلورية والرسم والكورال، فيما يتم التركيز من خلال مختلف الأنشطة على الجانب الوطني والتراثي، كذلك الاجتماعي، ومحاولة حل المشاكل المجتمعية.

وتقوم فكرة فريق الكورال، وفقاً للعف، على دعم المواهب المطموسة بفعل الأوضاع الصعبة التي يمر فيها القطاع، بفعل الحصار الإسرائيلي، وما تلاه من أزمات، وذلك عبر تدريبهم للمشاركة في مختلف الأنشطة الوطنية والفعاليات المجتمعية.

ويهدِف الفريق إلى التركيز على التراث الفلسطيني في ظل السعي الإسرائيلي المُباشر والعلني للاستيلاء عليه، بما يشمل من زي تراثي، أو أغاني أو أماكن أثرية، حيث يحاول إيصال رسالته بالألحان والغناء، لتبقى شاهِدة على حق الشعب الفلسطيني في أرضه وتراثه وحضارته.

المساهمون