"مسيرتي: جورج وسوف" عن حياة شيقة مليئة بالتحديات

"مسيرتي: جورج وسوف" عن حياة شيقة مليئة بالتحديات

12 ديسمبر 2021
الطفل سليم الحايك مؤدياً شخصية جورج وسوف (تويتر)
+ الخط -

لم تكشف السيرة الوثائقية الدرامية "مسيرتي: جورج وسوف" في ثماني حلقات أنتجتها وعرضتها منصة "شاهد" الكثير عن حياة الفنان الذي شق طريقه نحو الغناء في العاشرة من عمره، عندما اختار أن يكون مختلفاً عن أقرانه في بلدة كفرون التابعة لمحافظة طرطوس السورية، وانطلق ليحقق حلمه بالغناء بعدما أطلق عليه الناس لقب "الطفل المعجزة".

ولد وسوف لعائلة مكونة من خمسة أبناء، بدايته في الفن كانت في سن الرابعة عشرة، حيث اشتهر في سورية من خلال غنائه موال "حاصبيا"، وانتقل إلى دمشق للغناء في مطعم الحديقة الخضراء، لكنّ نقابة الموسيقيين أصدرت قراراً بمنعه من الغناء لأنّه لم يبلغ الثامنة عشرة. مع ذلك، توسّط أحد المعجبين بموهبته له، فسمح له بالغناء بحجّة أنّ صوته أكبر من عمره. بعد انتشاره محلياً، انتقل إلى لبنان ولم يكن قد تجاوز السادسة عشرة بعد، وقام الفنانان جورج يزبك ووديع الصافي برعايته فنياً.

تركيز على البدايات
بدا في العمل الذي عرض بواقع حلقتين أسبوعيَّاً لمدة شهر أنّ وسوف الذي ظهر في الحلقات الثماني راوياً لسيرته، صبَّ تركيزه على بداياته ومعاناته القديمة في سبيل وصول فنه للناس، مهملاً عن قصد الدخول في دوامات بعض الأخبار التي انتشرت في السنوات العشر الأخيرة، حول طلاقه من شاليمار، زوجته وأم أولاده (وديع وحاتم وجورج جونيور)، أو ما تردد عن دخوله الإسلام بعدما ظهر في صورة عام 2015، معلناً زواجه من بطلة سباق الراليات القطرية من أصل فلسطيني ندى زيدان ومعهما مفتي سورية آنذاك أحمد بدر الدين حسون، والتي أنجب منها طفلته الوحيدة عيون (انفصلا عام 2017). ولم يعرج وسوف على سيرة أولاده سوى في الحلقة الثامنة والأخيرة، وهي المرحلة التي كان يتلقى العلاج فيها جراء إصابته بجلطة دماغية عام 2011، وما زال يتشافى منها لغاية اليوم، عندما قال: "لديّ ثلاثة أولاد كبار ولهم عائلاتهم، وطفلة تدعى عيون".
 
اللمحة الإنسانيّة
المثير في الحلقات، هو تأكيد اللمحة الإنسانية التي يتعامل بها وسوف مع معارفه، خصوصاً الذين رافقوه منذ بداياته الفنية، عدا عن حبه للتسلية والفرح وصنعه للمقالب، وهو أمر معروف عنه في الوسطين الفني والإعلامي، لكن الأكثر إثارة هو تطرّق وسوف إلى مراحل مهمة من حياته تتعلق بإدمانه لفترة على المخدرات وممارسة ألعاب القمار، ونصيحته لمن يشاهده بألّا ينجروا إلى هذه المغريات مهما كان الثمن. وتحدث وسوف عن مرحلة لعبه القمار، بجرأة لم يسبقه إليها أحد من المشاهير، فقال: "تقصَّدت أن أتحدّث عن المراحل الجميلة والبشعة من حياتي. من يراها عليه أن يتعلّم من تجربتي وليس من تجربته".
الحدّ من الشائعات
ولعلّ القصد من ظهور وسوف راوياً لمسيرته الفنية والشخصية، هو الحدّ من الشائعات التي لاحقته طيلة حياته، ورغبته في توثيق ما يرغب في ظهوره هو إلى الناس. وفي الوقت الذي يضيء فيه الفنان السوري على حياة شيّقة مليئة بالتحديات والعقبات والمطبات، كونه ذا شخصية جدلية كاريزمية وصاحب شعبية جماهيرية عربية لم يسبق لها مثيل، يُحسب له تطرّقه لجوانب سلبية مرَّ بها في حياته الشخصية. كما أنّه حسم الجدل حول استكمال سيرته في موسم جديد، عندما قال: "أردتُ أن أريكم ماذا حدث معي في السنوات العشر الأخيرة. بعد 10 سنوات، سأتحدَّث لكم مرّة أخرى عما حصل في حياتي مجدداً". وهو الأمر ذاته الذي أكده لـ"العربي الجديد" أحد العاملين في "منصة شاهد" والذي قال إنّ مرحلة إقناع وسوف بتصوير سيرته التوثيقية أخذت زمناً طويلاً، عدا عن حرصه على حضور معظم المشاهد الدرامية ومشاركته في توجيه الممثلين، كون "مسيرتي" يعكس في الأساس رواية جورج وسوف عن نفسه.
ثلاثة اكتشافات
ومن مميزات "مسيرتي" اكتشاف ثلاثة من الفنانين الذين جسدوا شخصيته، فقدمهم وسوف إلى الناس، وهم الطفل سليم الحايك الذي جسد شخصية وسوف في طفولته، ونشر الفنان السوري فيديو للحايك وهو يؤدي دوره، قائلاً: "لمّا يكون من يمثّل دورك... يشبهك". والفنان عامر فياض الذي جسد شخصية وسوف في شبابه، واستطاع إقناع المشاهدين بدوره، وكان الأقرب لشخصية الفنان السوري تمثيلاً وأداءً. والفنان فريد توفيق الذي قدم المرحلة العمرية الحالية من سيرة وسوف، والتي مرت بالكثير من الأحداث الصعبة، منها عملية زرع وركين له في أميركا عام 2000، ومعاناته الحالية من الجلطة الدماغية التي تعرض لها قبل 10 سنوات، فكان فريد شديد الشبه بالفنان السوري، وعاكساً لآلامه.
المواقف السياسية
لما أعلن عن مشروع "مسيرتي" لأوّل مرة في الصحافة، استقبله محبّو المغني السوري بحماسة على مواقع التواصل. في الوقت نفسه، برزت أصوات تستفسر عن التوجه نحو الاهتمام بالإضاءة على مسيرة وسوف، واستعادت مواقف له عبّر فيها عن دعمه للنظام السوري ورئيسه بشّار الأسد.

يذكر أنّ جورج وسوف يحيي أخيراً حفلات في عدد من الدول العربية، آخرها في الرياض. وسيحيي حفلاً في الأردن في 7 يناير/كانون الثاني المقبل، بعدما كان قد شارك في "مهرجان جرش للثقافة والفنون" في سبتمبر/أيلول الماضي. وتأتي هذه الحفلات والإقبال عليها على الرغم من التعب الذي طبع صوته وإطلالاته في السنوات الأخيرة.

 

المساهمون