"فيسبوك يعدمنا"... حملة عربية لمواجهة سياسات الموقع الأزرق

"فيسبوك يعدمنا"... حملة عربية لمواجهة سياسات الموقع الأزرق

25 يونيو 2021
يتربع على عرش الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني موقع "فيسبوك" (محمد تلاتين/الأناضول)
+ الخط -

يعاني ناشطون فلسطينيون وعرب في مواقع التواصل الاجتماعي من حملات "إعدام" للمحتوى المتضامن مع القضية الفلسطينية؛ بفعل السياسات العامة المتبعة من هذه المواقع. يتربع على عرش الانتهاكات فيها "فيسبوك" الذي ينوّع انتهاكاته بين حظر المحتوى وحذفه أو حجب الحسابات وحذفها نهائياً تحت ذرائع التحريض أو العنف. 

وشهد شهر مايو/ أيار الماضي أكبر عملية "إعدام رقمي" بحق المحتوى المتضامن مع القضية الفلسطينية، تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على غزة وما شهده حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة من قمع ومحاولات تهجير، إذ بلغ إجمالي الانتهاكات الرقمية بحق الفلسطينيين وحدهم 700 انتهاك، غالبيتها من قبل "فيسبوك".   

ولا تتوقف الإجراءات التي يقوم بها "فيسبوك" على حذف الحسابات أو المنشورات، بل اشتملت على حذف صفحات تضم مئات الآلاف من المتابعين، فضلاً عن الملاحقة العشوائية من خلال الخوارزمية التي تعتمد على الذكاء الصناعي والتي تضم كلمات وطنية.

تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على غزة وما شهده حيّ الشيخ جراح في القدس المحتلة من قمع ومحاولات تهجير، بلغ إجمالي الانتهاكات الرقمية بحق الفلسطينيين وحدهم 700 انتهاك، غالبيتها من قبل "فيسبوك" 

بالتوازي مع ذلك، دشن ناشطون فلسطينيون وعرب حملة "فيسبوك يعدمنا" لمواجهة السياسات العامة بحق المحتوى العربي والفلسطيني والعمل على تغيير النظرة العامة تجاه هذا المحتوى ووقف ملاحقة الصفحات والحسابات المختلفة عبر الموقع. ويستهدف القائمون على الحملة التي انطلقت خلال شهر يونيو/ حزيران الحالي، تقويم سلوك "فيسبوك" تجاه المحتوى العربي عموماً، وبالذات المحتوى الموجه إلى فلسطين والقضية الفلسطينية، ووقف الإجراءات المتصاعدة بحق الناشطين العرب والفلسطينيين.    

في الأثناء، يقول مدير حملة "فيسبوك يعدمنا" محمود الشريف، إن الحملة تستهدف فتح قناة اتصال مع "فيسبوك" لإيصال رسائل له بوجود خبراء في مجال الذكاء الصناعي ليعملوا معه على إنصاف المحتوى العربي الخاص بالقضية الفلسطينية ووقف إعدام هذا المحتوى. ويوضح الشريف لـ "العربي الجديد" أن الحملة اختارت حشد الأصوات للذهاب إلى "فيسبوك" عبر جمع مليون صوت عربي ضمن الحملة من أجل التوحد خلف مطلب محدد يجبر الموقع على الاستجابة لهذا المطلب بعيداً عن الصدام معه أو رفع شعارات الهجرة نحو منصات أخرى.        
   
ولا تقتصر الحملة فقط على الفلسطينيين، إذ تضمّ في رحاها 12 جنسية عربية يأمل من خلالها ترسيخ الحق العربي في التعبير عن الرأي بحرية بعيداً عن الملاحقة وفي إطار منظور القيم العالمية التي كفلت هذا الحق والعمل على إنصاف المحتوى المناصر للقضية، بحسب مدير الحملة. ورصدت الحملة منذ انطلاقها 10 أشكال للإعدام الرقمي يقوم بها موقع "فيسبوك" بحق المحتوى المناصر للقضية الفلسطينية، وتؤدي هذه الأشكال إلى الموت الرقمي، سواء للحسابات أو الصفحات وحتى المحتوى، وهو ما يضرّ بوصوله للمتابعين.

أكثر من 120 منظمة وهيئة مساندة للاحتلال تعمل بشكل منظم لتسخر كل الإمكانات لتجريم ومحو أي أدلّة رقمية تكشف وتعرّي الرواية الصهيونية المضللة

في موازاة ذلك، يقول الخبير في الإعلام الرقمي والذكاء الصناعي خالد طه، إن ما يجري عمليات إعدامات رقمية بالجملة للمحتوى والحسابات المناصرة لفلسطين والمناهضة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، بعد انكشاف الرواية "الصهيونية" المخادعة للعالم. ويضيف طه لـ "العربي الجديد" أن الاحتلال يعمل على محاصرة نقل الواقع، وذلك بالضغط المباشر وغير المباشر على أي صوت ينقل الحقيقة، عبر أكثر من 120 منظمة وهيئة مساندة للاحتلال تعمل بشكل منظم كي يتم تسخير كل الإمكانات الإسرائيلية والمنظمات الصهيونية لتجريم ومحو أي أدلّة رقمية تكشف وتعرّي الرواية الصهيونية المضللة.

وبحسب الخبير في الإعلام الرقمي، يسعى الاحتلال من خلال تحالف يضم أكثر من 35 دولة إلى فرض تعريف جديد لمعاداة السامية يشمل أي انتقاد له، وهو ما يعكس الأسباب وراء محاصرة وخنق أي صوت يتضامن مع الحق الفلسطيني بشكل خاص والحق العربي بشكل عام.        

تجاوز عدد المنضمين إلى الحملة 250 ألف صوت تدعم مناهضة الإعدام الرقمي وتدعم الحملة في فتح حوار مع "فيسبوك" يستهدف النقاش في تفاصيل التحديات والحلول الممكنة وفق جدول زمني واضح

ويرى طه أن دعوات المقاطعة لأكبر شبكات التواصل الاجتماعي لم تعد مجدية، في ظل الحاجة لمواجهة ما يجري بالضغط، لمواجهة هذه التحديات بعقلية وبلغة مشتركة قد تتفهمها المنصات مع المبادرة الفاعلة وتشكيل أنواع جديدة من الضغط في معالجة أكبر التحديات التي تعاني منها تلك المنصات في ما يتعلق بخطاب الكراهية والتضليل الإعلامي. ويعتبر أن الهروب من مواجهة هذه التحديات سيترك المجال واسعاً للمزيد من الإعدامات الرقمية التي قد تصل إلى الإبادة الجماعية الرقمية، ليس فقط للمحتوى الراهن، بل قد يطاول ذلك الذاكرة العربية والتاريخ، وهو ما يتطلب تحركاً.     

وخلال أسبوعين من انطلاق الحملة، تجاوز عدد المنضمين إليها 250 ألف صوت تدعم مناهضة الإعدام الرقمي وتدعم الحملة في فتح حوار مع فيسبوك يستهدف النقاش في تفاصيل التحديات والحلول الممكنة وفق جدول زمني واضح وشفاف.

وفي السياق نفسه، يؤكد مدير مركز "صدى سوشال" إياد الرفاعي أن الانتهاكات الرقمية، وتحديداً من "فيسبوك"، تصاعدت كثيراً في الأسابيع الأخيرة، وخصوصاً في ذروة الأحداث في فلسطين، تزامناً مع العدوان الإسرائيلي على غزة والأحداث في المسجد الأقصى وحيّ الشيخ جراح في القدس.

ويقول الرفاعي لـ "العربي الجديد" إن عدد الانتهاكات في شهر مايو/ أيار تجاوز 700 انتهاك، كانت غالبيتها من قبل "فيسبوك" وتوزع القليل منها على بقية المنصات الأخرى، وهو ما يثبت عمليات الإعدام الرقمي التي تطاول المحتوى الفلسطيني في وسائل التواصل.

المساهمون