"فيسبوك" يعلّق حساب دونالد ترامب عامين

"فيسبوك" يعلّق حساب دونالد ترامب عامين

04 يونيو 2021
ترامب: "قرار فيسبوك إهانة لـ75 مليون شخص صوتوا لنا" (Getty)
+ الخط -

ثبتت شركة "فيسبوك"  اليوم الجمعة حظرها لحساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمدة عامين، قائلة إنّه استحق العقوبة القصوى لانتهاكه قواعد المنصة، بعدما اكتشفت أنّه أجّح الاقتحام الدامي الذي نفذه مؤيدوه على مبنى الكابيتول حيث مقر الكونغرس في يناير/ كانون الثاني الماضي.

سيكون الحظر لعامين ساري المفعول اعتباراً من 7 يناير/ كانون الثاني الماضي، وهو اليوم الذي مددت فيه "فيسبوك" تعليق حساب ترامب. ويأتي هذا القرار بعدما طلب مجلس الإشراف على "فيسبوك"، في مايو/ أيار الماضي، من الموقع الأزرق أن "يراجع خلال ستة أشهر العقوبة الاعتباطية التي فرضها في السابع من يناير/ كانون الثاني لاتخاذ العقوبة المناسبة".

كتب نائب رئيس الشؤون العالمية في الشركة، نيك كليغ، في منشور، اليوم الجمعة، أنّه "في نهاية هذه الفترة، سيقيّم خبراء ما إذا كان الخطر على السلامة العامة قد انحسر. سنقيّم العوامل الخارجية، بما في ذلك حالات العنف والقيود المفروضة على التجمع السلمي وغيرها من علامات الاضطرابات المدنية".

من جهة ثانية، وصف ترامب قرار "فيسبوك" بأنّه "إهانة لـ75 مليون مقترع" مجدداً التأكيد على أنّ الانتخابات الرئاسية لعام 2020 سُرقت منه. وقال ترامب في بيان إنّ "قرار (فيسبوك) إهانة لـ75 مليون شخص صوتوا لنا في الانتخابات الرئاسية المزورة لعام 2020". وأضاف "ينبغي عدم السماح لهم بالإفلات بهذه الرقابة وكمّ الأفواه، وفي النهاية سنفوز. لا يمكن لبلدنا تحمّل هذه الانتهاكات بعد الآن!".

يعني تعليق حسابات ترامب أنّ حسابه موجود أساساً في "سجن فيسبوك" حيث يمكن للآخرين قراءة المنشورات السابقة والتعليق عليها، لكنّ ترامب والمتعاملين مع حساباته لن يتمكنوا من نشر مواد جديدة. على النقيض من ذلك، حظر موقع "تويتر" ترامب بشكل دائم من خدمته، ولا أثر لحسابه هناك.

كانت "فيسبوك" قد ذكرت أنّها ستشدد العقوبات على الشخصيات العامة في أوقات الاضطرابات المدنية والعنف. وفي مخطط يُرمز له بالألوان على منشور مدونة الموقع اليوم الجمعة، قالت "فيسبوك" إنّ من ينتهكون سياساته يمكن منعهم من النشر لأيّ مدة تتراوح بين شهر (أصفر) وعامين (أحمر). وأشارت إلى أنّ الانتهاكات المستقبلية ستواجه "بعقوبات مشددة وتشمل العزل الدائم".

تعتزم "فيسبوك" أيضاً وضع حدّ للسياسة المثيرة للجدل التي دافع عنها الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، التي أعفت السياسيين تلقائياً من القواعد التي تحظر خطاب الكراهية وإساءة الاستخدام. وقالت الشركة إنّها لم تطبق هذه السياسة إطلاقاً على ترامب.

وأوضح عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، أنّه بينما ما زال يطبق هذا الإعفاء على بعض المنشورات التي يرى أنّها في المصلحة العامة حتى لو انتهكت قواعد "فيسبوك"، فإنّه لن يتعامل مع المواد التي ينشرها السياسيون بشكل مختلف عن منشورات أيّ شخص آخر.

يأتي ذلك استجابة لتوصيات من مجلس الرقابة شبه المستقل للشركة. وقد أيد المجلس، الشهر الماضي، قرار "فيسبوك" بإبقاء حساب ترامب معلقاً، لكنّه قال إنّ الشركة لا يمكنها تعليقه "إلى أجل غير مسمى" ومنحها ستة أشهر لتقرير ما يتعين القيام به بشأن حساباته.

الأربعاء الماضي، حُذفت صفحة مدونة ترامب التي أطلقت الشهر الماضي ــ بعد حظر وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية له ــ من على موقعه الإلكتروني. وقال مساعد ترامب، جيسون ميلر، إنّ الصفحة التي كان اسمها "من مكتب دونالد جيه. ترامب" لن تعود. أضاف ميلر في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة "رويترز" أنّها "كانت (المدونة) مجرد إضافة للجهود الأوسع نطاقاً التي نبذلها ونعمل عليها".

أثار فريق ترامب، منذ أشهر، خططاً للرئيس الجمهوري السابق تتعلق بإطلاق منصة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مع تفاصيل لا تكاد تُذكر. وقال ميلر: "آمل أن يتوفر لديّ مزيد من المعلومات بخصوص الجهود الأوسع قريباً، لكن ليس لديّ معرفة دقيقة بخصوص الموعد".

كانت صفحة المدونة التي وُصفت بأنّها مكان "للتحدث بحرية وأمان" بمثابة وسيلة اتصال من جانب واحد تتضمن منشورات من ترامب يمكن الإعجاب بها ومشاركتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

لكنّ هذا الالتفاف على الحظر لم ينفع ترامب، فالشهر الماضي علقت "تويتر" حسابات عدة يبدو أنّ هدفها إعادة نشر ترامب الذي مُنع نهائياً من التغريد على منصته المفضلة في يناير/ كانون الثاني الماضي. وأكدت حينها أنّها تدخّلت بعد مقالات نُشرت في الصحافة الأميركية بشأن هذه الحسابات التي كانت تُعيد نشر تصريحات مأخوذة من مدوّنة الملياردير الجمهوري "من مكتب دونالد جيه. ترامب".

كانت "تويتر" قد علّقت في البدء، حساب ترامب، مؤقتاً، قبل أن تحوّل التدبير إلى عقوبة دائمة. أما منصة "يوتيوب" التي تملكها شركة "غوغل" فقالت إنّها ستنتظر إلى أن يتقلّص خطر العنف قبل أن تعيد تفعيل قناة ترامب.

كان لدى ترامب قرابة 89 مليون متابع على "تويتر" و35 مليوناً على "فيسبوك" و24 مليوناً على "إنستغرام" قبل أن تُحظر حساباته.

المساهمون