"عجائز بوتين"... رفض لنتائج الانتخابات الأميركية

"عجائز بوتين"... رفض لنتائج الانتخابات الأميركية

15 نوفمبر 2020
تمجد الحركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (Getty)
+ الخط -

لم تقتصر الانتقادات الروسية للنظام الانتخابي الأميركي ولمجريات اختيار رئيس جديد للولايات المتحدة على السياسيين والدبلوماسيين من أمثال الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إذ انضمت إلى حملة الانتقاد حركة "فصائل بوتين"، المكونة في غالبيتها من عجائز متقاعدات أعلَنَّ "اعتراضهن الشديد" على "الفوضى العارمة والمجون المنفلت من كل عقال" في العملية الديمقراطية الأميركية. 

وسجل أعضاء منظمة "فصائل بوتين"، يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، رسالة فيديو ذكروا فيها أنهم "لا يعترفون بالانتخابات الرئاسية الأميركية"، وطالبوا الجميع في العالم بالانضمام إليهم في إدانتها وعدم الاعتراف بشرعيتها. وقالت واحدة من الجدات في التسجيل: "نحن نعترض بشدة على الانتخابات في أميركا. إنها فوضى شاملة، تعرض على العالم بأسره. من جميع مصادر المعلومات، ومن الواضح أن الجميع غاضبون من هذه الانتخابات". كما انتقدت تدخّل الأميركيين في الحياة السياسية والداخلية للدول الأخرى، في حين أنهم لا يمكنهم ترتيب أمورهم الخاصة، مؤكدة أن ما يحدث "عار على مرأى ومسمع العالم كله! الطريقة التي تجرى بها الانتخابات في الولايات المتحدة هي عبارة عن باخاناليا (احتفالات دينية إغريقية على شرف إله الخمر باخوس، كانت تتميز بالفوضى العارمة والمجون المنفلت وانتهاك جميع القواعد والقوانين)، وانتهاك جميع حقوق الإنسان في البلاد". وفي فيديو آخر، يمثل طريقة فرز الأصوات في الانتخابات، نشرت "فصائل بوتين" فيديو تمثيلي يقوم فيه رجل يشبه دونالد ترامب، بحرق بطاقات انتخاب بعد اكتشافه أن معظم المقترعين صوتوا لمنافسه جو بايدن، تحت عنوان "ترامب فاز"، ويبدأ بتصوير الواقع في أميركا بعبارة "في هذا الوقت في أميركا". 

وحركة "فصائل بوتين" أسسها رجل أعمال مفلس يدعى مارات دينايف، قبل نحو 20 عاماً، ومعظم نشطائها وأعضائها من كبار السن والمتقاعدين، يتحدثون بشكل دوري عن القضايا العامة والشؤون السياسية، وكذلك ينفذون تجمعات وتظاهرات تندد بالسلطات المحلية، وتهاجم المعارضة، وفي الوقت ذاته يمجدون الرئيس فلاديمير بوتين. وعلى سبيل المثال، أغلقوا في 2017 بألواح خشبية مدخل مقر "صندوق مكافحة الفساد"، التابع للمعارض أليكسي نافالني، في مدينة كراسنودار، جنوبي روسيا. ووصفوا في فيديو خلال ربيع العام الحالي كوفيد-19 بأنه من اختراع الرئيس الأميركي، ونظموا "طقوسًا لتبخير (تطهير بالبخور) روسيا" من العدوى.

وتشتهر منظمة "فصائل بوتين" التي يشرف عليها مارات دينايف، بشنّ هجمات على مقرات سياسيين معارضين في كراسنودار وموسكو، وباتخاذ إجراءات عامة لدعم سلطة بوتين. وكما أورد موقع "يوغوبوليس"، قبل عامين، بعد سلسلة من الفضائح، أعلنت المنظمة وقف النشاط السياسي (على خلفيات دعاو قضائية من شخصيات تم تشويه سمعتها من قبل الفصائل). وأرسل دينايف رسالة فيديو إلى بوتين، أكد فيها للرئيس دعمه لمسيرته، واعتذر عن تصرفات أنصاره ووعد بالتركيز على القضايا الاجتماعية.

ويبدو أنه بعد تغريمهم بمبلغ 300 ألف روبل بسبب التهجم على شخصيات محلية ونشر معلومات كاذبة، قررت حركة "عجائز بوتين المتوحشات"، كما تصفهن وسائل الإعلام الروسية، توجيه انتباهها إلى حلبات السياسة الخارجية. ففي مارس/ آذار 2020، نشرت قناة "كراسنويارسك" TVK، مقطع فيديو اتهم فيه متقاعدون من "فصائل بوتين" الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر فيروس كورونا، وأحرقوا صوره. وأثارت هذه الحملة اهتمام المدعي العام الروسي، الذي صبّ غضبه على القناة التلفزيونية التي نشرت التقرير عن "عجائز بوتين"، متهماً صحافييها بنشر معلومات كاذبة. وتم تهديد القناة التلفزيونية بغرامة نصف مليون روبل، لكن "روسكومنادزور" (هيئة الرقابة الروسية على الاتصالات)، لم تطبق العقوبة. وإضافة إلى حرق صور ترامب، ردت "عجائز بوتين" على العقوبات الأميركية بتحطيم أجهزة "آيباد" اللوحية وتلفونات "آيفون"، ونشرت فيديو تظهر فيه الجدات الغاضبات وهن يحطمن "آيباد". 

المساهمون