"صور من الذاكرة السورية": موزاييك بأيدي نساء إدلب
افتتحت منظمة سورية محلية في مدينة إدلب شمال غربي البلاد، الخميس، معرض لوحات مصنوعة من الموزاييك تحت اسم "صور من الذاكرة السورية " بهدف التسويق والترويج لما أنتجه عدد من النساء اللواتي شاركن بدورة تدريبية في هذه الصناعة.
تقول المشرفة على الورشة راما سيفو، لـ"العربي الجديد"، إنّ الظروف الاقتصادية الصعبة دعت مجموعة "هذه حياتي" التطوعية إلى إقامة دورة تدريبية في صناعة الموزاييك، حضرتها ثماني نساء، بهدف تأمين فرص عمل لهن، كي يتمكّنّ من إعالة أطفالهن.
وتضيف أنّ "التدريب استمرّ ثلاثة أشهر، والنساء الثماني لم تكن لديهن فرصة عمل، وكان الهدف تهيئتهن لسوق العمل، وكان دور المنظمة تأمين المكان والمستلزمات ومدربة متمرّسة".
وتشير سيفو إلى أنّ "هذا المشروع هو الأول من هذا النوع"، مشيرة إلى سعي المنظمة لإقامة دورات أخرى لمساعدة النساء في إدلب وإدخالهن سوق العمل ومساعدتهن في التسويق والترويج.
من جهتها، تقول المتدربة منى محمد، لـ"العربي الجديد"، "كنت عاطلة عن العمل وتعرفت إلى هذه الدورة عن طريق منشور في "فيسبوك" ومن ثم تقدّمت لها، وتم قبول طلبي".
وتضيف "كنت متحمسة للتعامل مع الحجر بهذه الطريقة، ولم أكن أعرف إمساك القطاعة أو الأحجار أو تنسيق الألوان، والآن كوّنتُ خبرة جيدة بفضل المدربة".
ويشتهر الشمال السوري بكثرة الحرف اليدوية، خاصة صناعة الموزاييك الذي تشتهر به مدينة كفرنبّل في ريف إدلب الجنوبي التي تنتمي إليها المدربة ليلى القدور، والتي تولّت تدريب النساء في الورشة.
تقول قدور، لـ"العربي الجديد"، إنه لا يُشترط "أن يمتلك العامل في الموزاييك موهبة الفن، يكفي أن يكون مصرّاً على التعلم فهي مهنة سهلة، وهي مهنة تؤمن مدخولاً جيداً للعاملات، أتمنى لكل شخص عاطل عن العمل تعلمها لمساعدته في حياته".
يعيش السوريون ظروفاً اقتصادية صعبة في الشمال السوري، خاصة بعد أن انشغل العالم بمواجهة فيروس كورونا الجديد، حيث رصد فريق "منسقو استجابة سورية" في نتائج استبيان نشرها، الاثنين الماضي، مستويات بطالة عالية تصل إلى 85% لمن دون 25 عاماً، مقارنة بمن تفوق أعمارهم 35 بنسبة 50%.
