"صالون زهرة"... حكاية مضى عليها الزمن

"صالون زهرة"... حكاية مضى عليها الزمن

29 اغسطس 2021
مجدداً يلعب معتصم النهار دور البطل الوسيم في "صالون زهرة" (فيسبوك)
+ الخط -

بين ثلاثية المصالح بين شركة الإنتاج والكاتب والممثل، تتقاطع بعض الأعمال الدرامية التي تدخل في الشق التجاري البحت. هكذا هو حال مسلسل "صالون زهرة"، من إنتاج شركة الصبّاح، والذي بدأ عرضه على منصة "شاهد" قبل أسبوع. تلعب نادين نسيب نجيم في المسلسل دور البطولة إلى جانب الممثل السوري معتصم النهار.

من الحلقة الأولى لـ"صالون زهرة"، تبدو الكاتبة نادين جابر وكأنها تسابق نفسها على طرح فكرة أو مشروع كوميدي وتحويله إلى مسلسل. يأتي هذا بعد مطالبات من قبل متابعي الممثلة نجيم بضرورة القيام بدور كوميدي، بناء على بعض المقاطع الساخرة التي تنشرها على صفحتها الخاصة على "تيك توك". ويبدو أن بطلة "عشرين عشرين" حاولت النزول عند رغبة المتابعين هذه المرة دون حساب محاذير هذه الخطوة جيدًا.

"صالون زهرة"، هو قصة ضعيفة جداً يقال إنها مستنسخة عن مسلسل كان يعد له المخرج اللبناني عادل سرحان، من نوعية "ست كوم" ويحمل عنوان "صالون بديعة". لكن سرحان عدل عن الفكرة مع بدء انتشار جائحة كورونا في لبنان، شباط/ فبراير 2020، وحمل أمتعته وهاجر إلى دبي. وتؤكد معلومات أن فكرة مسلسل "صالون بديعة" سُربت بطريقة ما إلى الكاتبة نادين جابر، والتي سعت على عجل لكتابتها، وصناعة شخصيات تدور حول صاحبة صالون للحلاقة النسائية، تدور في فلك محيطها الاجتماعي البسيط، وتحاول زرع المثالية ومساعدة كل من حولها بطريقة "طوباوية" تكرس حضور البطلة المطلقة. الحكاية أشبه بـ"الحدوتة" المصرية، والتي شاهدنا أصولها في الأعمال المصرية الدرامية والحارات الشعبية وحيوات السُكان، إلى جانب قصة حب تنبت فجأة بين البطلة وشاب وسيم.

لعل الضعف يكمن في تغليب منطق الصدفة على القصة، كما دائمًا، وذلك لتأمين أو الخروج بقصة الحب المفترضة بين البطلين. المصادفات في العمل هزلية، إذْ يحدث أن يحصل خطأ شحن مقاعد جلدية ينقل فيها صاحب معمل التنجيد أموالاً (دولارات) إلى سورية، تصل إلى "صالون زهرة" بدلاً من شحنها إلى دمشق، لتبدأ المغامرات الزائفة التي تبنتها مشاريع الكوميديا العربية في زمن الستينيات، ولعل الأقرب إليها هي مغامرات "غوار الطوشي" مع إضافة ما تعانيه المجتمعات اليوم وحكايات التعنيف والفقر والزواج والطلاق وهوس التجميل وغيرها.

ربما يحق لنادين جابر أن تختبر حظها هذه المرة ضمن الخطّ الكوميدي، وتحول أفكارها إلى مسلسل. لكن في المقابل يغيب عنها الالتزام بقواعد اللعبة الخاصة بنوع الكوميديا، ودراسة عميقة للتحول الطارئ على شخصية نادين نسيب نجيم من الدراما إلى "كاراكتير" مغاير لما قدمته نجيم سابقًا، وتغذية صورتها المستجدة على الحس الدرامي العاطفي المؤثر.

سينما ودراما
التحديثات الحية

تُغيّب جابر الدقة التي من المفترض أن تُراعَى في النص والسيناريو لجهة المصطلحات. ولا يفهم إن كان الحوار من ضمن أسلوب الخطاب بين اللبنانيين أم هو مجرد إضافات لغوية مستجدة على عوالم التمثيل أو الكوميديا.

كما يفتقد المخرج جو بو عيد في أولى تجاربه إلى الالتزام بمعايير الحرفية في حركة الممثلين والمواقف المعدّة وترجمتها بشكل يمكّن من تصديقها، أقله في ما يتعلق بالحيّ الشعبي والمبررات لكل هذه الكائنات المحيطة بزهرة وصالونها.

المساهمون