"ذا غارديان" البريطانية تعترف: أخطأنا حين دعمنا وعد بلفور

"ذا غارديان" البريطانية تعترف: أخطأنا حين دعمنا وعد بلفور

12 مايو 2021
تظاهرة داعمة للفلسطينيين في لندن أمس الثلاثاء (فيكتور سيمانوفيتش/ Getty)
+ الخط -

أقرّت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية بأنها أخطأت حين "دعمت، واحتفت، وحتى سهلت" تطبيق وعد بلفور عام 1917، قائلة إن إسرائيل اليوم "ليست الدولة التي تنبأت بها أو كانت تريدها".

في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1917، سارع وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور إلى كتابة رسالة إلى المصرفي البريطاني وأحد زعماء اليهود في بريطانيا البارون روتشيلد، وأدت الى قيام دولة إسرائيل. وكانت الرسالة التي تعرف حالياً بوعد بلفور أوضح تعبير عن تعاطف بريطانيا مع مساعي الحركة الصهيونية لإقامة وطن لليهود في فلسطين، إذ طلب فيها بلفور من روتشليد إبلاغ زعماء الحركة الصهيونية في المملكة المتحدة وأيرلندا بموقف الحكومة البريطانية من مساعي الحركة.

إقرار "ذا غارديان" بخطأ دعمها لوعد بلفور ورد في مقالة نشرتها يوم الجمعة، كشفت فيها "أسوأ أخطائها في الحكم" على القضايا خلال مائتي عام هي عمر الصحيفة البريطانية. الأخطاء التي ذكرها الكاتب رانديب راميش ركزت على مواقف الصحيفة التي يعكسها عمود هيئة التحرير، وبينها ما كتبه رئيس التحرير سي. بي. سكوت الذي "كان داعماً للصهيونية، ما أعماه عن الحقوق الفلسطينية".

عندما أُعلن عن وعد بلفور عام 1917، كتب سكوت: "عدد السكان العرب في فلسطين حالياً قليل جداً، وهم في مرحلة متأخرة عن الشعوب المتحضرة".

وأكدت الصحيفة، الأسبوع الماضي، أنه "بغض النظر عما يمكن قوله، فإن إسرائيل اليوم ليست الدولة التي تنبأت بها (ذا غارديان) أو كانت تريدها".

يأتي اعتراف صحيفة "ذا غارديان" البريطانية بينما يتواصل اليوم استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمباني السكنية، وتحديداً الأبراج، وأحياناً من دون قنابل تحذيريّة، في قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007، ضارباً بتحذيرات "كتائب القسام"، وقبل ذلك المواثيق الدولية، عرض الحائط، ودافعاً المواجهة نحو مزيد من التصعيد، قد يرتقي إلى مستوى حرب شاملة على غرار جولات العدوان الثلاث السابقة التي راح ضحيّتها آلاف الشهداء وأضعافهم من الجرحى. وأدت الغارات الإسرائيلية إلى استشهاد 35 فلسطينياً على الأقل، بينهم 12 طفلاً وثلاث نساء، وجرح 233 آخرين، حسب وزارة الصحة في القطاع.

العدوان الإسرائيلي على غزة سبقته جرائم نفذتها إسرائيل خلال الأيام الماضية بحق المصلين في المسجد الأقصى، وأوامر المحكمة الأخيرة بطرد عائلات حي الشيخ جراح المقدسي.

ويواجه الفلسطينيون إما التعتيم أو التحيز التام إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، في تغطية مؤسسات عربية وأجنبية لما يواجهونه. كما حوصرت بعض الحسابات التي توثق انتفاضة الفلسطينيين ونضالهم خلال الأيام الأخيرة، على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مزاعم بأن ما يحصل ليس إلا خطأ تقنياً في عملية أصبحت ممنهجة ومتكررة، تكشف خضوع شركات التكنولوجية العملاقة للاحتلال ومسؤوليه. 

المساهمون