"ديزني": ثلاثية تحريك وطموح وجاذبيّة

من دون توضيح سببٍ مباشر، أصدرت المجلة السينمائية الفرنسية La Septieme Obsession عدداً خاصاً يحمل الرقم 4 بعنوان "ديزني". افتتاحية نيكولا تيلّوب (رئيس تحرير سلسلة "الأعداد الخاصة") مكتفية باستعادة مختصرة لتاريخ والت ديزني (1901 ـ 1966)، ولابتكاره شخصية الفأر الأشهر في تاريخ السينما، ميكي ماوس، الذي سيحضر بفعالية كبيرة في ثلاثينيات القرن الـ20، بعد "الانهيار الكبير" (29 أكتوبر/ تشرين الأول 1929)، أسوأ انهيار اقتصادي تعرّضت له الولايات المتحدّة الأميركية في تاريخها (كما في الافتتاحية المذكورة)، مرافقاً الجمهور الأميركي في "خيبة أمله، ومماطلاته العامّة، وشكوكه، ويأسه".

غلاف العدد يُقدّم معلومتين اثنتين عن مضمونه: "في عهد الساحر، 1925 ـ 1966"، و"132 صفحة غير منشورة سابقاً"؛ بينما العدد يُوزّع على 3 فصول: تحريك، طموح، جاذبيّة (الكلمات الثلاث باللغة الفرنسية تبدأ بحرفٍ واحد، A: Animation, Ambition, Attraction). العدد نفسه قائمٌ على استعادة مفاصل من سيرة صناعةٍ، تحتفل بعد عامين بالذكرى المئوية الأولى لولادتها، إذْ تمّ تأسيس "شركة والت ديزني" عام 1923، "التي سيُصبح مبتكرها، تدريجياً، أحد أشهر منتجي الأفلام". في افتتاحيته تلك، يكتب تيلّوب أنّ "شركة ديزني"، في زمن الأزمة الصحية، تتوقّف عن الاستثمار في الدوائر التقليدية للتوزيع، منصرفةً إلى الـ"ستريمينغ"، كالحاصل مع "ديزني بلاس". ويتساءل: "في العمق، لم لا؟"، مجيباً مباشرةً إنّ المشكلة واقعةُ على صالات السينما، التي حقّقت نجاحاً كبيراً.

قبل ميكي ماوس (1928)، هناك أليس. هذا معروفٌ. فبين عامي 1923 و1927، تظهر شخصية أليس في سلسلة أفلام تحريك قصيرة وصامتة وبالأسود والأبيض، تتابع مغامرات أليس، الشابّة الصغيرة التي تجد نفسها في "كارتوونلاند"، وهذا عالم تحريك خاص بالشركة. بعد حلقة أولى بعنوان "أليس وندرلاند"، مُصوّرة في كنساس سيتي عام 1923، تمّ إنتاج 56 فيلماً قصيراً في هوليوود (1924 ـ 1927). رغم هذا، يحتلّ ميكي ماوس صدارة المشهد السينمائي لـ"ديزني" في العالم. مقالات وتحقيقات وصُور وتفاصيل عدّة منشورة في هذا العدد الخاص، القيّم والمُسلّي والمفيد.