"خيمة 56"... فيلم يقسّم السوريين بعد أربع سنوات من عرضه

"خيمة 56"... فيلم عن "العلاقات الزوجية" يقسّم السوريين بعد 4 سنوات من عرضه

إسطنبول
عدنان عبد الرزاق
عدنان عبد الرزاق
عدنان عبد الرزاق مراسل العربي الجديد في سورية
27 يوليو 2022
+ الخط -

بعد أربع سنوات على إنتاجه وعرضه ونيله جائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان الإسكندرية السينمائي، أتيح فيلم "خيمة 56" بشكلٍ مجّاني على منصّات التواصل الاجتماعي، حيث تباينت ردود فعل المشاهدين، وتحديداً السوريين منهم، تجاه الفيلم.

أثار الفيلم انتقادات واسعة من جمهور المعارضة السورية الذي رأى بعضه أنّ التطرّق لقضية العلاقة الحميمية في مخيمات النزوح وطريقة معالجتها "إساءة للنازحين"، وخاصةً لأهالي محافظة درعا، جنوبي سورية، على اعتبار أنّ لهجتها القريبة من اللهجة الأردنية كانت الطاغية على أبطال الفيلم. من جهة أخرى، أشادت فئة أخرى من السوريين بجرأة طرح الموضوع، وإن رأوا "مباشرة وابتذالاً" في الطرح.

وكتبت سندس برهوم سيناريو فيلم "خيمة 56"، فيما تولّى إخراجه سيف الشيخ نجيب، وهو من بطولة نوار يوسف وعلاء الزعبي وصفاء سلطان وشادي الصفدي وآخرين.

ويتابع الفيلم على امتداد 18 دقيقة بحث أزواج يعيشون في مخيّم للنازحين السوريين عن مكان لإقامة العلاقة الحميمية، لكنّهم يصطدمون بعقبات، منها ضيق الخيمة التي تأوي أطفالهم، حتّى ظهرت فكرة تخصيص خيمة للأزواج، يستعملونها مداورة.

ورأى الناقد السوري بسام سفر، عبر صفحته على "فيسبوك": "الفكرة جميلة، لكن أسلوب الطرح عمل على الغريزة فقط، وهذا يوضح أن النص والورق كما يسمى في المهنة هو الأساس".

بدوره، كتب السياسي المعارض فراس طلاس على "فيسبوك" قائلاً: "بلا شك الجنس من أهم الحاجات البشرية للإنسان، وتغطية هذه الفكرة كمن يغطي حريقاً بقماشة قد تلتهب في أيّ لحظة، ولكنه يأتي بعد الأمان والجوع والدفء. لذلك أتمنّى على منتجي الفيلم إنتاج عدّة أفلام حول حاجات السوريين الأولية، بدءاً من الأمان الذي اغتصبه الأسد، واستخدام لهجة بيضاء وليس لهجة أي محافظة سورية معينة، فالفيلم فيه إساءة مقصودة لأهل درعا، منبت الثورة، وكأنه يقول لأهلها ثرتم فهذا نصيبكم".

ورأى متابعون آخرون أنّ الفيلم أقلّ من أن يتابع أو يوضع على طاولة النقد والتشريح، كما كتب السيناريست حافظ قرقوط: "فيلم خيمة 56 أقل من أن يتم نقده فنياً أو وضعه أصلاً في إطار الفن أو حرية الإبداع، في ظل مأساة شعب صنّفت على أنها من أكبر مآسي التاريخ... السوريون من حوران في الجنوب وخلفها مخيم الزعتري إلى آخر خيمة في أقصى الشمال هم أنبل وأطهر من هذا الانحطاط لطاقم عمل هو بالأساس ليس سوى صورة مصغرة عن نظام لا يترك فرصة إلا ويذكرنا بأنه دنيء وآثم وإرهابي قتل وشرد شعبه، ولا يخجل بأن يتاجر بقضاياه بأبشع الصور".

في المقابل، اتخذ الصحافي المنحدر من درعا علي عيد رأياً مختلفاً، فقال: "كنت أنتظر تلك الضجة حول الفيلم، لأن الجنس عندنا (تابو) محرم. طرح الفيلم أحد صور معاناة اللاجئين في الخيام وافتقارهم لإحدى مساحات الحرية الضرورية ليشعروا بإنسانيتهم، فقامت عليهم القيامة!! تناول الفيلم أمرا يعاب على المرأة عندنا تناوله علنا، وإذا فعلت تتهم بعرضها وشرفها، وللعلم أقول (عندما يبدأ مجتمعنا بتناول موضوع الجنس والعلاقات الجنسية علنا بكل علمية، ويحض على العفة ولكن دون رعب، سيشكل هذا الأمر أحد روافع النهضة)".

وأضاف: "تناول فيلم خيمة 56 الأمر من خلال معاناة أهلنا في الخيام وحق النساء والرجال بأن تكون لهم حياة حقيقية طبيعية، فنحن نفكر في أشياء مختلفة تتعلق بمعاناتهم الإنسانية ونتجاهل عن عمد أن مجرد وجودهم على هذه الحال غير إنساني".

لكنّ الممثل السوري المعارض عبد الحكيم قطيفان رفض في منشور طويلٍ على "فيسبوك" كلام المدافعين عن الفيلم القضية.

وقال قطيفان: "يدّعي صانعو العمل أن البيئة المعالجة هنا هي ريفية عامة من كل سورية! لكن التفاصيل والحيثيات واللهجة بمعظمها تُظهر لنا أنها تتناول بيئة أهل حوران في مخيمات لجوئهم القسري". وأضاف: "لو أُقحمت الفكرة بين مجموعة أفكار وقضايا أخرى يحتاجها ويعاني منها أهل المخيم، لما أثارت كل هذا الاستنكار والاستفزاز والغضب من أهلنا الكرام.. ولكن الفكرة جاءت مجردة وتافهة ومسطحة، وأقرب إلى القصدية".

وأشار قطيفان كذلك إلى أنّ "مخرج العمل أكد في لقاء على إحدى القنوات من حوالي 3 سنوات تقريبا أن عمليات التصوير تمت دون معرفة أهالي المخيم لفكرة العمل، وهذا كذب وتدليس واحتيال على طيبتهم ولطفهم وضعف حالهم، وكاف كدليل على أن القائمين على العمل يعرفون أن فكرته مرفوضة ومستنكرة مسبقاً، وإلا ما كانوا ليخفوها عن الناس".

يُذكر أنّ عشيرة آل الزعبي في درعا احتجّت على الفيلم وأصدرت بياناً تبرأت خلاله من الممثل علاء الزعبي، الذي لعب دوراً أساسياً في الفيلم مع الممثلة صفاء سلطان.

دفع هذا البيان الزعبي للظهور في بثّ مباشر الاثنين الماضي، اعتذر خلاله عن المشاركة في الفيلم، و"اعترف بالخطأ"، ووعد الجمهور بحذف الفيلم عن منصة يوتيوب.

 

ذات صلة

الصورة
تهاني العيد في مخيم بالشمال السوري (العربي الجديد)

مجتمع

رغم الظروف الصعبة يبقى العيد حاضراً في حياة نازحي مخيمات الشمال السوري من خلال الحفاظ على تقاليده الموروثة، في حين ترافقهم الذكريات الحزينة عن فقدان الأحبة
الصورة
مجزرة خان شيخون (عدنان الإمام)

مجتمع

مرّت سبعة أعوام على مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها قوات النظام السوري في مدينة خان شيخون بريف إدلب شمال سورية، في الرابع من أبريل/ نسيان 2017..
الصورة
تظاهرات في ذكرى الثورة السورية (العربي الجديد)

سياسة

خرجت تظاهرات في مدن وبلدات شمال غربي سورية اليوم الجمعة، إحياءً للذكرى الـ13 لانطلاقة الثورة السورية.
الصورة
عاشت حلب 1980 اقسى ايام حياتها.

سياسة

يتابع النقابي والسجين السياسي السوري غسان النجار رواية فصول من قتل المجتمع في سورية، حيث يكشف أنه وزملاؤه لم يحاكموا طلية السنوات التي قضاها في السجن.

المساهمون