"حادث قلب"... تطور ملحوظ في الدراما اللبنانية

"حادث قلب"... تطور ملحوظ في الدراما اللبنانية

06 فبراير 2021
تشارك ستيفاني عطالله في بطولة المسلسل (فيسبوك)
+ الخط -

بدأ قبل أسبوعين عرض مسلسل "حادث قلب" من بطولة كارلوس عازار وعلي الزين وستيفاني عطالله وكريستين شويري. يمكن القول عن المسلسل إنّه محاولة متماسكة من المنتجة اللبنانية مي أبي رعد.

سبق أن قدّمت أبي رعد مجموعة من الأعمال الدراميّة خلال السنوات السابقة وصفَت من قبل النقاد بأنّها "ضعيفة"، لكنّها رغم ذلك وجدت موطئ قدمٍ لها عند المشاهد اللبناني، وأبقت عمل بعض شركات الإنتاج المحليَّة مستمراً، وزادت من مكتبة الإنتاج الدرامي اللبناني.

"حادث قلب" الذي يعرض على قناة MTV اللبنانيَّة هو نقلة جيّدة في صناعة الدراما، خصوصاً بعد الاستعانة بالمخرجة رندة العلم من أجل إنهاء المسلسل. من الحلقة الأولى يلاحظ المتابع بصمة العلم، عبر رؤية حديثة جداً، سواء في تقنيات التصوير أو زاوية تناول الأحداث في الرواية. ورغم أنّ السيناريو يعاني من ضعفٍ، خصوصاً بوجود فقر في العبارات والمواقف التي لا تخرج من إطار "الكليشيهات" المعروفة في الدراما اللبنانية، لكن العلم غطّت نقص النص عبر التنفيذ.

"سمر" (ستيفاني عطالله) فتاة ميسورة الحال تلتقي بـ "فادي" (كارلوس عازار). يعمل "فادي" سائقًا في شركة للسيارات الخاصَّة، وإثر سوء فهم، تندلعُ قصّة حب بينهما. الحب يصطدم بعقبات اجتماعية كثيرة، منها الفارق الطبقي، واكتشاف الخيانة لحظة الزفاف، إضافة إلى غيرها من الأحداث التي تحصل في الشركات الكثيرة التي يمتلك والدها.

سينما ودراما
التحديثات الحية

المسلسل يتضمَّن فريقَ عمل كبيراً. وحنكة المخرجة واضحة في نقل النص إلى النماذج الواقعيَّة، كتصوير العائلات الفقيرة وأحياء العشوائيات وأحلام الشباب الضائعة، والمراهقون الغارقون في تدخين الحشيش، والباحثون عن الشهرة من خلال الغناء. كل هذه التفاصيل الموجودة فعلاً في عالمنا، ينقلها العمل من دون محاولة إخفاء أو تجميل.

في الحلقة الثالثة، يطرح العمل قضية الاغتصاب بقالبٍ مستجد فعلياً على الدراما اللبنانيَّة. والواضح أن المخرجة تريد أن تظهر معاناة المجتمع من هذه المسألة، خصوصاً من ناحية إلقاء الضوء على العوامل النفسية والاجتماعيَّة التي تمهد وتسهل وتؤثّر على جريمة الاغتصاب. بدا تعاطف المجتمع والأصدقاء مع الضحية بعيدًا عن النمطية التي تشهدها مثل هذه الأحداث عادةً في الدراما العربيَّة، إذ لا لوم للضحية، بل مؤازرتها من قبل أهلها وخطيبها، وإلقاء القبض على الجاني كي ينال عقابه.

يوقظ نمط مسلسل "حادث قلب" الكتّاب من أجل تقديم محتوى جيد، ورؤية تتناسب وتطور الدراما، الصناعة التي تغزو العالم وتحقق أعلى نسبة أرباح في عالم الترفيه التلفزيوني.

المساهمون