"جاستس ليغ"... إنقاذ العالم في أربع ساعات

"جاستس ليغ"... إنقاذ العالم في أربع ساعات

25 مارس 2021
يبدأ الفيلم بموت سوبرمان (HBO)
+ الخط -

تعرّض فيلم justice league، حين صدر عام 2017، إلى العديد من الانتقادات، إذ اتهم بأن حكايته مشوشة وتفتقد للحبكة، والشخصيات التي تم تقديمها للمرة الأولى كـ"فلاش" و"سايبورغ" كانت سطحية، ولا نعرف الكثير عنها، وغيرها من الآراء التي وجدت في الفيلم الضربة القاضية لـ DC، وانتصاراً لمارفيل وعالمها السينمائي. ووجهت أصابع الاتهام إلى استديو "وورنر بروذرز"، خصوصاً أن المخرج زاك سنايدر لم يكن المسؤول عن النسخة النهائيّة، بل حل مكانه جوس ويدون، وسبب غياب سنايدر هو رغبته بالتركيز على أسرته، خصوصاً بعد انتحار ابنته. 

لم يتجاهل سنايدر النتائج المخيبة للفيلم، خصوصاً في ظل الانتقادات التي لاقتها النسخة السابقة. في عام 2019، أكد سنادير أن الفيلم الذي كان يخرجه مختلف كلياً عما رأيناه، وأضاف أن هناك نسخة خاصة به لم تعرض من الفيلم، والأمر يعود إلى شركة الإنتاج في حال أرادت نشرها، ما أشعل حماسة المُحبين والمعجبين على وسائل التواصل الاجتماعي. ووُقعت عرائض وأطلقت هاشتاغات مطالبة بنشر نسخة سنايدر، وما حصل أن الاستديو استجاب، وأعلن رغبته بإطلاق نسخة سنايدر التي ترافقت مع ميزانية جديدة، ومشاهد لم تكن موجودة في الأصل، لتبث نسخة سنايدر التي يبلغ طولها أربع ساعات، مقسمة إلى 6 فصول وخاتمة، على شبكة HBO Max هذا العام. 

تبدأ أحداث النسخة الجديدة بعد موت سوبرمان. يقدم لنا سنادير في كل فصل حكاية كل واحد من الأبطال، خصوصاً الجدد، كـ فلاش وسايبورغ. كذلك نفهم خصوصيّة كوكب الأرض وعلاقته مع "الجانب الشرير" وستبين وولف، الذي يحاول نيل رضا الجانب الشرير، عبر إشباع رغبته في ابتلاع العالم. لن نقوم بمقارنة الاختلافات بين الفيلمين، لكن ما لا يمكن تجاهله هو الإغراق في المؤثرات الخاصة أو CJI، العلامة التي تميز سنايدر منذ فيلم 300، إلى جانب اللقطات المصورة ببطء، لا أثناء مشاهد القتال فقط، بل في سياقات أخرى أيضاً، في محاولة لإكساب الشخصيات جانباً شعرياً، والتركيز على اللقطات التي تجعلها تبدو وكأنها على صفحات الكوميك. 

سينما ودراما
التحديثات الحية

تقدم هذه النسخة شخصيات جديدة، كالمريخي، والجوكر الذي يظهر نهايةً، وغيرها من الشخصيات والحبكات الفرعية التي تفتح الباب أمام إنتاجات مستقبلية. لكن، وكما نقرأ في المقالات التي انتقدت النسخة، فنحن لسنا أمام رائعة فنيّة أو سينمائيّة كـ"لوغن" مثلاً، إذ هناك الكثير من الإطالة والميلودرامية في بعض الأحيان، التي تبدو مبتذلة ومملة.

كذلك نقع على حوارات لا تختلف في سطحيتها عن تلك الموجودة في الفيلم الأصلي. صحيح هناك "دماء" أكثر في هذه النسخة، ومقدار أكبر من العنف والقتال، لكن وكما سخر البعض، 90 بالمائة من الفيلم مصوّر ببطء. وحقيقة، يمكن الاتفاق مع الاستديو على أن بعض اللقطات فائضة ولا تضيف ما هو جديد، سوى لحظات بطيئة من التأمل، الذي لا يدفع إلى التشويق، بل يبدو الأمر كمحاولة أسلوبيّة لإضفاء العمق على الشخصيات واكتشاف دوافعها، وهذا ما لا يتحقق دائماً. 
لا نحاول أن نقول إن الفيلم رديء، لكنه يحمل بصمة سنادير المثيرة للجدل، والتي تختلف الآراء حول جودتها، خصوصاً أن هذه النسخة تبشر بأفلام مستقبليّة قد لا ترى النور، بسبب الجائحة التي يمر بها العالم، بل ويمكن القول إن هذه النسخة تشبع الفضول وتجيب عن بعض الأسئلة التي طرحها المعجبون، لكنها تحوي مشكلات لا تختلف عن تلك الموجودة في النسخة الأولى، خصوصاً أن العديد من الأسئلة المطروحة على نسخة الاستديو لا يجاب عنها في نسخة سنادير.

كأن الساعات الأربع أشبه بمجموعة من الفرضيات التي تنتظر أفلاماً مستقلة، لكل واحد من الأبطال، تجمعها الحكاية التقليدية: مجموعة من الأبطال يريدون الوقوف بوجه الشر الذي يهدد العالم بأكمله.

المساهمون