"باليه موسكو لا كلاسيك" وتشايكوفسكي في الدوحة من جديد

"باليه موسكو لا كلاسيك" وتشايكوفسكي في الدوحة من جديد

27 مارس 2022
عُرض باليه "كسّارة البندق" على المسارح للمرة الأولى عام 1892 (من الفرقة)
+ الخط -

نظّمت مؤسسة "غرافيتي للتجارة والمعارض"، عرضًا لباليه بيوتر إليتش تشايكوفسكي، "كسّارة البندق"، قدّمته فرقة "باليه موسكو  لا كلاسيك"، على خشبة مسرح المياسة، في "مركز قطر الوطني للمؤتمرات" (الدوحة)، يومي 24 و25 مارس/آذار الحالي.

تتألّف "كسّارة البندق" من فصلين. نمضي الأول في بيت فتاة تُدعى كلارا، حيث يُقيم والدها حفلا كبيرا بمناسبة عيد الميلاد. أحد الحاضرين، صديق العائلة، دروسلماير؛ يقدّم ألعاباً سحرية، إضافة إلى هدية لـ كلارا، هي دُمية كسّارة بندق. لاحقاً، تذهب كلارا لتفقّد دميتها، ليظهر جيش من الفئران ويهاجم الفتاة ويحاول سرقة كسارة البندق. لكن الدُمى تنتصر على الفئران وملكها، وتتحوّل كسارة البندق إلى أمير شاب ووسيم، وتقع كلارا في حبه.

وجسّدت فرقة "باليه موسكو  لا كلاسيك" هذا الفصل بلوحات راقصة مميزة؛ ابتداءً من الكوريغرافيا، مروراً بأزياء الفرقة، وليس انتهاءً بديكور المسرح نفسه. كانت الرقصات حيوية، وتتسق كل واحدة مع دور صاحبها. فالفئران، مثلاً، تدخل إلى المسرح من اليمين واليسار، مقتحمةً إياه بحركات تُشير إلى أن مكروهًا قد يقع. كذلك كان مشهد دخول الدمى التي جاءت لتدافع عن كلارا ودميتها. 

في الفصل الثاني من الحكاية، نتابع رحلة كلارا مع الأمير؛ إذ يعبران إلى مدينة الحلوى في قارب مسحور. في تلك المدينة، تظهر راقصة إسبانية تمثل الشوكولا، والبن تمثله راقصة شرقية، ثم الشاي مع راقصة صينية، وأخيراً الماتروشكا، بتمثيل من راقصة روسية. لاقت هذه الرقصات تصفيقاً حارّاً من الجمهور؛ إذ استطاعت كل راقصة أن تمثّل الحلوى بإيماءات لافتة، تنسجم مع موسيقى تشايكوفسكي، وتنساب مثلها.

وما أن تنتهي هذه الرقصات، يبدأ فصل محبب لدى الجمهور، وهو لحن الفالس الذي تؤدي عليه كلارا والأمير وبقية المجموعة رقصات مميزة. الفالس لحن جذاب، ذو إيقاع يبعث على التمايل، وكان الحاضرون يتمايلون مع الفرقة التي ابتدعت لوحات كوريغرافية تمضي بسلاسة، كما هو الفالس.

تأسس "باليه موسكو  لا كلاسيك" في عام 1990، على يد الفنان الروسي إليك ميليكوف. تضم الفرقة راقصات وراقصين من أبرز المسارح الروسية في موسكو، وسان بطرسبرغ، وساراتوف، وغيرها. وقد قدّمت الفرقة أعمالًا عدة، منها "روميو وجولييت" للروسي سيرغي بروكوفييف، و"دون كيخوته" للنمساوي لودفيغ مينكوس، و"الجميلة النائمة" و"بحيرة البجع" لتشايكوفسكي أيضًا. وقد قدّمت الفرقة تصميمات ملابس وديكورات لعدد من أهم مسارح الباليه العالمية، مثل مسرح البولشوي الروسي، ومسرح بوسطن للباليه.

عُرض باليه "كسّارة البندق" على المسارح للمرة الأولى عام 1892، وهو عمل رومانتيكي، من أحد أشهر أعمال تشايكوفسكي. يستند العرض إلى اقتباس الروائي الفرنسي ألكسندر دوما لكتاب للأديب الألماني إ. ت. أ. هوفمان "كسّارة البندق وملك الفئران". لم يحقّق الباليه نجاحًا كبيرًا في عروضه الأولى، وفارق تشايكوفسكي الحياة قبل أن يعيش النجاح المدوّي للعمل الذي باتت موسيقاه رائجة في أعمال سينمائية وتلفزيونية عديدة، وصار أحد الأعمال الأساسية التي تُؤدّى في موسم عيد الميلاد.

تجدر الإشارة إلى عرض آخر لفرقة "باليه موسكو  لا كلاسيك" على مسرح المياسة في العام الماضي، حين قدّمت الفرقة باليه "بحيرة البجع" لتشايكوفسكي يومي 25 و26 نوفمبر 2021.

وكانت الدوحة قد شهدت عرضًا سابقًا لباليه "كسارة البندق" في عام 2016، في تعاون بين أوركسترا قطر الفلهارمونية ومسرح باليه سودجو الصيني، ضمن فعاليات السنة الثقافية "قطر-الصين 2016".   

المساهمون