"الهدهد": الإعلام الإسرائيلي بعيون فلسطينية

"الهدهد": الإعلام الإسرائيلي بعيون فلسطينية

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
06 يوليو 2022
+ الخط -

ينشغل عدد من الأسرى المحررين والمختصين بالشؤون العبرية، بترجمة أخبار وتقارير ومواد إعلامية، مكتوبة ومرئية، تصدر عن الإعلام الإسرائيلي، وتقديمها للمتلقي الفلسطيني والعربي، عبر موقع الهدهد الذي ينطلق من قاعدة "اعرف عدوك".

يستغل القائمون على موقع الهدهد معرفتهم باللغة العبرية في ترجمة وانتقاء الأخبار السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تمس الواقع الفلسطيني والعربي، فيما تبتعد كل البعد عن الأخبار الموجهة، والدعاية الإسرائيلية، أو الأخبار التي تؤثر سلباً على الفلسطينيين. ويهدفون إلى خلق جهة فلسطينية تتابع الشأن الإسرائيلي بعمق، وتكشف نقاط الضعف التي يعاني منها الاحتلال والتركيز عليها، مع تخصيص طاقم يعمل بشكل علمي، وإعطاء صورة حقيقية عن دولة الاحتلال ومنظومتها السياسية والاجتماعية والأمنية، من أجل خدمة الفلسطينيين.

يوضح مدير شبكة الهدهد، سعيد بشارات، وهو أسير مُحرر من قرية طمون في قضاء محافظة طوباس، ومُبعد إلى قطاع غزة ضمن صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار"، أن المشروع كان في البداية موزعاً على عدد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أسسها عام 2014، برفقة زميله جبريل جبريل، ومع مرور الوقت تحول إلى موقع مستقل.

ويختص الموقع، وفق وصف بشارات لـ"العربي الجديد"، منذ انطلاقته بكتابة وترجمة الدراسات والكتب، إذ ترجم نحو 18 كتابًا، وهي من أهم الكتب التي كُتبت خلال السنوات الخمس الأخيرة، إضافة إلى تسجيل ونشر مقاطع تتحدث عن السياسة الإسرائيلية بمختلف توجهاتها، ما ساهم بزيادة شهرته وانتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويسلط "الهدهد" الضوء من زاوية فلسطينية على كل ما ينشر في الصحافة الإسرائيلية والمواقع الإخبارية، من مقاطع مرئية ودراسات وتوصيات تهم الفلسطينيين، مع توخي الحذر من المقالات الموجهة التي تهدف إلى التأثير سلباً عليهم. يوضح بشارات أن الموقع يشمل قسم الأخبار الذي يضم مترجمين لترجمة الكتب والمرئيات، ومختصين في تركيب الترجمة على الفيديوهات، ومحررين، ومدققين لغويين، ومُصمما، وفني مونيتور، وفنيا لمتابعة تفاصيل الموقع، كذلك يضم قسماً للبرامج والفيديوهات الوثائقية والمرئيات.

واختيرت زاوية النقل عن الإعلام الإسرائيلي تحديداً لأهمية معرفة ما الذي يدور في عقل الاحتلال، وفق ما يقول بشارات الذي يؤكد على أن النقل يتم بمهنية، ووفق محددات وقواعد عمل، إذ إن هناك طريقة للحصول على الأخبار والدراسات من المواقع وتحديد نوعيتها، ثم تحريرها وصياغتها، وبعدها إخضاعها للتقييم والمراجعة والتدقيق.

ويضيف بشارات: "نحن شعب مُحتَل، ويجب أن نكون على اطلاع على ثقافة الاحتلال، وطريقة سياسته وتفكيره وتصرفه، لذلك نترجم خدمة للقضية الفلسطينية، ولزيادة معرفة الجمهور الفلسطيني، وصانع القرار الفلسطيني، والطبقة المثقفة التي لا يمكنها الترجمة، إلى جانب زيادة التوعية وتشجيع الناس على قراءة المواضيع الإسرائيلية لمعرفة المحتل، ومحاربته بالأساليب الصحيحة".

ويقوم الموقع بدور رقابي على الإعلام، إذ يتابع كل ما ينشر في الصحافة الإسرائيلية، ليصبح مصدراً لتأكيد المعلومة أو نفيها. ويشرح بشارات: "نترجم بعيداً عن كوننا أسرى، وبعيداً عن أي انتماء تنظيمي، إذ تغلب مصلحة الشعب الفلسطيني على أي مصلحة حزبية. نترجم الأخبار الإيجابية، ونبتعد عن الأخبار الموجهة، حتى وإن كانت تستهدف تنظيماً يختلف معنا في سياستنا".

يوضح رئيس قسم البرامج وأحد مؤسسي موقع الهدهد، جبريل جبريل، أن الفكرة انطلقت فور انتهاء العدوان الإسرائيلي الثالث على قطاع غزة عام 2014، فيما ترجع تسمية الهدهد إلى قصته مع النبي سليمان، في تلميح إلى تفضيل نشر الأنباء الصحيحة والسليمة على السرعة في النقل.

ولا يقتصر ما يُنشر في "الهدهد" على المواد المُترجمة عن الإعلام الإسرائيلي، وإنما يكتب فيه عدد من المُتخصصين في علم الدراسات الإسرائيلية، ويجري التشاور معهم، عبر ورش العمل للخروج بتقديرات موقف حول تطورات الأحداث، كما ينشر مقاطع وحلقات مرئية يتم فيها الحديث عن الواقع الإسرائيلي بأسلوب جديد. يضم الموقع أيضاً زاوية "رأي الهدهد"، ويتم فيها تجاوز مرحلة الترجمة، بتحليل الواقع الإسرائيلي، فيما تركز زاوية "الهدهد في الجيش" على الأمور الأمنية والتقنيات والسياسات، إضافة إلى "بودكاست" تنظم فيه لقاءات مع خبراء لوضع التصورات التحليلية، فيما يتطلع "الهدهد" مستقبلاً إلى إجراء دراسات عن طريق مختصين ونشرها.

وعن مراحل النقل عن الإعلام الإسرائيلي، يوضح المُبعد إلى قطاع غزة ضمن صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، عبد العزيز صالحة، أنها تمر في خطوات عدة، تبدأ بتحديد الهدف، وتحديد أخبار معينة لنقلها عن المواقع الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، بعيداً عن الأخبار الخاصة بالشارع الإسرائيلي. ويبين صالحة، في حديث مع "العربي الجديد"، أن التركيز في الموقع كذلك ينصب على سياسات الأحزاب والحكومة الإسرائيلية، وعلى القضايا السياسية والعسكرية والأمنية والشؤون الاقتصادية التي تمس الطرف الفلسطيني والعربي، وبعد تحديد الخبر، يترجم، ويحول إلى غرفة الأخبار لتحديد أهميته، وحسم فرضية النشر أو عدمها، ثم يحرر، ويُختار له عنوان جديد، من دون المساس بفكرة الخبر، أو صنع خلل فيه، وبعد ذلك ينشر، ثم يعلق عليه أو يحلل بمواد أخرى.

ذات صلة

الصورة
اختاروا النزوح من مخيم النصيرات جراء القصف (فرانس برس)

مجتمع

الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمخيم النصيرات جعل أهله والمهجرين إليه يخشون تدميره واحتلاله إمعاناً في تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، في وقت لم يبق لهم مكان يذهبون إليه
الصورة
الصحافي بيتر ماس (Getty)

منوعات

كتب الصحافي المخضرم بيتر ماس، في "واشنطن بوست"، عن "شعوره كمراسل جرائم حرب وابن عائلة مولت دولة ترتكب جرائم حرب"، في إشارة إلى الإبادة الجماعية في غزة.
الصورة

سياسة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الخميس، إن أكثر من 100 مجندة إسرائيلية رفضن العمل في وحدة المراقبة بجيش الاحتلال إثر صدمة عملية "طوفان الأقصى"
الصورة
حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في خانيونس كبير (ياسر قديح/ فرانس برس)

مجتمع

عاد بعض أهالي مدينة خانيونس ليرووا ما شاهدوه من فظائع ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابها منها. هؤلاء تحدثوا عن جثامين متحللة ودمار كبير في الممتلكات.

المساهمون