"المجلس الوطني للصحافة" في المغرب يحذّر: القطاع مهدّد بشبح الإفلاس

"المجلس الوطني للصحافة" في المغرب يحذّر: القطاع مهدّد بشبح الإفلاس

02 ديسمبر 2021
تراجع مستمر في مبيعات وإعلانات الصحف المغربية (فاضل سنّا/فرانس برس)
+ الخط -

دقّ "المجلس الوطني للصحافة" في المغرب ناقوس الخطر، محذراً من مستقبل قاتم لمؤسسات صحافية عدة، في ظل الأزمة الحالية الناتجة من تداعيات تفشي فيروس كورونا.

ونبّه "المجلس الوطني للصحافة"، في تقريره الثاني عن أوضاع الصحافة المغربية في ظل جائحة كورونا، اليوم الخميس، على أن الصحافة المبنية على قواعد العمل المهني والأخلاقي "مهددة الآن بشبح الإفلاس"، لافتاً إلى أن "مجرد عودة طباعة الصحف بعد الحجر الصحي اعتبرت مؤشراً إيجابياً، بغضّ النظر عن نتائجها الرقمية"، إلا أن هذا الانطباع كان مجانباً للصواب، إذ إن "الصحف لم تعد كلها للصدور في شكلها الورقي، واضطر بعضها الآخر إلى إعادة رسملة أسهمه، وتوقف بعضها الآخر عن الصدور بالنظر للصعوبات التي واجهتها بفعل الوباء".

وكشف التقرير الذي أعدته "لجنة المنشأة الصحافية وتأهيل القطاع"، في "المجلس الوطني للصحافة"، أن الانخفاض في حجم مبيعات الصحف بعد رفع الحجر الصحي قارب 70 في المائة، مقارنة بما قبله، وانخفضت الإعلانات التجارية بنحو 65 في المائة، مع استمرار الأزمة في الصحافة الإلكترونية التي لا تصلها إلا 25 في المائة من المخصصات الإعلانية الرقمية، إذ يستحوذ عمالقة التكنولوجيا على 75 في المائة منها.

ولئن أثّر انخفاض المبيعات والإعلانات تلقائياً بمكونات سلسلة صناعة الصحف الباقية، فإن التوزيع والطباعة ظلا، وفقاً للتقرير، قطاعين متأزمين ظاهرياً. ولفت التقرير إلى بعض التغيرات التي شابت هاتين الحلقتين الهامتين في حياة الصحف، وهي إقدام التوزيع على تنويع نشاطه، ما أثر بحجم نقاط بيع الصحف، والتقلص الهائل لنقاط البيع الحصرية، فضلاً عن أن الطباعة لم تتلاءم تقنياً مع الحاجات التي أبرزها الواقع الجديد للصحافة المغربية.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

إلى ذلك، نوه التقرير بالحجم غير المسبوق للدعم الرسمي الاستثنائي الذي خُصص للصحافة المغربية، إذ وصل إلى ما يقارب 4 مليارات درهم، مراعاة لظروف جائحة "كوفيد-19".

غير أن "المجلس الوطني للصحافة" وقف على ملاحظات كثيرة تتعلق بمعايير منح هذا الدعم الاستثنائي والتفاوتات في توزيعه، داعياً إلى بلورة نموذج يُراعى فيه الدور الذي تقوم به الصحافة وتأثيرها، ويكون فيه الدعم الحكومي للصحافة ضامناً للشفافية والتوازن والإنصاف.

وكانت الحكومة المغربية السابقة قد أعلنت وضع خطة لإنقاذ المؤسسات الصحافية التي تعاني أزمة حادة، بسبب تداعيات جائحة كورونا وتراجع مبيعاتها وعائداتها من الإعلانات تصل قيمتها إلى عشرين مليون دولار أميركي، وذلك في 27 يونيو/ حزيران 2020.

وتعيش الصحف الورقية في المغرب، منذ سنوات، احتضاراً بطيئاً، في ظل التراجع الكبير في مبيعاتها بسبب ضعف المقروئية والمنافسة الشرسة للصحافة الإلكترونية، حيث لا تتعدى مبيعات الصحف الورقية مجتمعة 150 ألف نسخة يومياً حالياً.

المساهمون