"العربية للأبحاث والنشر" تعلن غلق مكتباتها بمصر بسبب التضييق الأمني

"العربية للأبحاث والنشر" تعلن إغلاق مكتباتها في مصر بسبب التضييق الأمني

17 يناير 2022
الشبكة تغلق مكتبتها في القاهرة بعد شهرين من إغلاقها في الإسكندرية (فيسبوك)
+ الخط -

أعلنت الشبكة العربية للأبحاث والنشر إغلاق مكتبتها في القاهرة، بعد شهرين من إغلاق مكتبتها في الإسكندرية، وقالت إن الأسباب تتعلق بالتضييق الأمني.

وكتب الباحث والكاتب السعودي نواف القديمي، مؤسس الشبكة العربية، عبر حسابه على فيسبوك، إنه "بكل أسف، لم نستطع الاستمرار وذلك لأسباب عدة، منها التضييق الأمني المستمر، والتحريض الصحافي، والتفتيش المتكرر للمكتبات، وعمل قضية ضد الشبكة وصاحبها بدعوى بيع كتب إثارية، والقلق على الموظفين بعد احتجاز اثنين منهم ليومين، والرقابة المُشددة على دخول الكتب، إحدى شحنات الكتب التي أُرسلت إلى المكتبة من بيروت وضمت 90 كرتونة بقيمة تجاوزت 40 ألف دولار، بقيت مُحتجزة في الجمارك لعام ونصف بحجة تفتيشها ووجود كتب مخالفة، نضيف إلى كل ذلك تراجع الوضع الاقتصادي وضعف المبيعات، خاصة أن مكتبة الشبكة تعتمد على بيع الكتب غير المحلية، أي أنها لا تبيع كتباً صادرة في مصر؛ لذلك فكل كتبها تأتي من الخارج".

وأضاف، في منشور على صحفته على فيسبوك، أنه "مع تشديد الرقابة وتعطيل الشحنات وصعوبة وصول الكتب إلى المكتبة، بات الاستمرار صعباً.. مع التأكيد أنه لم يصدر قرار أمني بالإغلاق، وإنما تم ذلك بقرار من الشبكة العربية".

وقال إنه "عقب الثورة المصرية المجيدة، وفي الأشهر الأخيرة من عام 2011، افتتحنا المكتبة الأولى للشبكة العربية، وكانت في القاهرة، وتحديداً في (وسط البلد) المكان الذي شهد معظم فعاليات الثورة والاحتجاجات. وفي بداية 2013، فكرنا جدياً بالتوسع وافتتاح مكتبة أخرى كبيرة في مدينة نصر بالقاهرة، تضم مكاناً لإقامة الفعاليات والندوات، واخترنا المكان بالفعل، ثم تراجعنا عن ذلك بعد ما جرى في 30 يونيو/حزيران وما تلاه من أحداث، ولكن في 2016، وذلك بعد الهدوء النسبي في مصر، عدنا وافتتحنا مكتبة أخرى في الإسكندرية".

وأضاف "كنا - في الشبكة العربية - نعتقد دوماً أن الوجود في مصر مهم وركيزة أساسية لأي عمل ثقافي عربي أياً كان الوضع السياسي فيها، وأنه يجب السعي من أجل البقاء والاستمرار على الرغم من التراجع الاقتصادي والتدني المُستمر في سقف الحريات، حتى حين مُنعتُ في مطار القاهرة من الدخول إلى البلد في إبريل/نيسان 2017، لم يؤثر ذلك في قرار الاستمرار".

وتابع "بعد عشرة أعوام، وفي ديسمبر/كانون الأول 2020 - وتحديداً قبل ثلاثة أسابيع - أغلقنا مكتبة الشبكة العربية في القاهرة، وسبقها بشهرين إغلاق مكتبة الشبكة في الإسكندرية".

وقال إنه "مع تشديد الرقابة وتعطيل الشحنات وصعوبة وصول الكتب إلى المكتبة، بات الاستمرار صعباً.. مع التأكيد أنه لم يصدر قرار أمني بالإغلاق، وإنما تم ذلك بقرار من الشبكة العربية".

وتابع "آسف لذلك.. ولم نكن نتمنى أن نصل إلى الإغلاق الكامل، ولكنها أقدار الله، والظروف الصعبة التي حاولنا مقاومتها منذ سنوات، ولكن من دون قدرة على الاستمرار، ونحسب أن ذلك مجرد تعثر بسيط وسط أعوام عربية تعج بالخسارات والتراجعات".

وقال القديمي "سنحاول أن نوفر كتب الشبكة العربية أو بعضها - إضافة إلى كتب بعض دور النشر التي تتولى الشبكة توزيعها - في عددٍ من المكتبات في القاهرة، وسنبقى نُشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.. كل الشكر لأصدقاء المكتبة الكُثر، لا حرمنا الله منكم ومن تضامنكم. وهذا بمثابة إعلان أنه لم يعد للشبكة العربية أي وجود أو موظفين في مصر".

يذكر أن "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" مشروع ثقافي تأسس في بيروت بدايات عام 2008 على يد السعوديين عبد العزيز القاسم ونواف القديمي، وهي تهدف إلى نشر الكتب والأطروحات في حقول الفلسفة والفكر والسوسيولوجيا والأنثروبولوجيا، وإعادة قراءة التراث والإصلاح الديني والسياسي، وتعزيز قيم الحرية والديمقراطية والمجتمع المدني بما يتواءم مع هوية المجتمعات العربية وثقافتها. وقد نشرت الشبكة العربية، خلال عشرة أعوام، ما يزيد على 220 كتاباً وأطروحة أكاديمية، نصفها مترجمات عن الإنكليزية والفرنسية والألمانية.. وسعت للمشاركة في جميع المعارض العربية لإيصال كتبها ورسالتها.

المساهمون