"الزمن الضائع" في الإنتاج الدرامي اللبناني

"الزمن الضائع" في الإنتاج الدرامي اللبناني

01 ابريل 2022
تشارك نغم أبو شديد بدور المرأة اللعوب في "الزمن الضائع" (فيسبوك)
+ الخط -

يعود المنتج اللبناني، إيلي معلوف، إلى عمله في الإنتاج الدرامي، بعد توقف دام سنوات. وبهذه العودة، يُعرض منذ أسبوع مسلسل "الزمن الضائع"، قصة كابي مرعب، وإخراج ماريانا صقر، وبطولة أسعد رشدان، وهيام أبو شديد، ومجدي مشموشي، ونغم أبو شديد، إلى جانب مجموعة من الممثلين اللبنانيين، معظمهم هواة في عالم التمثيل.

الواضح أنّ المنتج معلوف يعمل بدعم من بعض محطات التلفزة اللبنانية التي تساعده سواء من جهة العرض، أو التصوير. هو لا يريد أكثر من ذلك للقول أمام الجميع إنّه لا يزال صامداً، على الرغم من الوضع الاقتصادي والمعيشي الذي يعانيه اللبنانيون.

فريق عمل "الزمن الضائع" من ممثلين يؤكد الضعف والاستسهال في تنفيذ مسلسل يقوم على حكاية اجتماعية لعائلة طبيب شهير، معروف بأخلاقه الطيبة، يجد نفسه متورطًا بمقتل مراهقة في حادث سير.

من هنا، تبدأ الرواية القائمة على إخراج ضعيف، ومملّ، يُنبئ بمخرجة هاوية، لا تجيد بناء العمل درامياً، حتى أنّها لم تكلف نفسها رسم خطة لكلّ المشاركين في هذا العمل، بصورة تليق باسم مسلسل درامي واقعي.

تفلت القصة من اللحظات الأولى من يد المخرجة والممثل في آن. تصوير بدائي، واستعانة بهالات مضى عليها الزمن لجهة السياق، ومشاهد مستعارة قديمة من دون ألوان، تذكرنا بإنتاجات الدراما اللبنانية في سبعينيات القرن الماضي، لا بل كانت المسلسلات تقدم بصورة أفضل حينها، لو أخذنا قدرة التقنيات على رسم وتنفيذ المشهد المطلوب.

تستغل المخرجة، التي لم يسبق أن شاهدنا لها عملاً درامياً، حال المشاهد والمحطات اللبنانية، وتقترح أن تنقل لنا صورة مكررة هذه المرة أيضاً عن الدراما اللبنانية، وتبعث من جديد ما امتلأت به ذاكرة اللبنانيين من مسلسلات مشابهة لـ "الزمن الضائع".

سينما ودراما
التحديثات الحية

هكذا، تهتز صورة الدراما اللبنانية مجدداً، على الرغم من التطور الكبير الحاصل في هذه الصناعة، وكمية الإنتاجات التي ملأت فضاء المنصات، في حين يتخذ المنتج اللبناني الاتجاه المعاكس لتوالد الأفكار والتجدد، ورسم صورة أقرب إلى الواقع، كون القصة هذه المرة قصة واقعية، لعائلة لا تريد أن تكشف حقيقة ابنة الطبيب، وهل هي بديلة عن ابنته الحقيقية التي تعاني من ضعف خلقي في قلبها، ويجري الطبيب عملية نقل القلب بين الفتاتين.

ربما لا تغيب عن فكر المنتج إيلي معلوف، منافسة زميله مروان حداد في هذا النوع من الدراما التي تحولت مع السنوات إلى واقع مرير يقلل من قيمة الإنتاج اللبناني، ويضعه أسيراً لفخ المنتجين معاً، على قاعدة واحدة تزيد من حدود المواهب الشابة من ممثلين وممثلات بالدرجة الأولى، وتحصرهم في خانة القبول بمثل هذا النوع من الأعمال لزوم الأجر المالي، أو أيّ أسباب أخرى تجعل من الممثل أسيراً بيد المنتج، من دون تقدم يذكر.

قد يكون من المبكر الحكم على 10 حلقات عرضت من "الزمن الضائع"؛ فالعمل مؤلف من ستين حلقة بحسب المعلومات، لكن يكفي الوقوف أمام مشاهد مستنسخة، من دون حد أدنى من الالتزام بالتقنيات، لندرك أننا لا نزال في قلب المشكلة التي يعاني منها هذا النوع من الفنون في لبنان.

المساهمون